الشهيد طومر .. للبطولة والتضحية عنوان…بقلم/عبدالفتاح علي البنوس

 

الشهيد المجاهد البطل هاني محسن صلاح طومر ( أبو فاضل ) من أبناء ولد عمرو بمديرية حيدان محافظة صعدة ، مجاهد همام وفارس مقدام وبطل ضرغام ، للشجاعة والبطولة والبسالة والإقدام عنوان، مسيرته ومواقفه الجهادية التي سطرها في مختلف الجبهات تعكس روحيته الإيمانية العالية، ونفسه الطاهرة الزكية، وتضعنا أمام شخصية استثنائية، شخصية المجاهد الصادق مع ربه، المجاهد الذي بلغ أعلى مراتب الإخلاص، وحاز على أعلى الأوسمة في الشجاعة والبطولة والإقدام والاستبسال والتضحية والفداء في سبيل الله، وفاز بالوسام الرباني الأعلى، وحظي بالتكريم الإلهي الكبير، بعد أن خلد اسمه في سفر الأبطال الخالدين العظماء، وصار اسمه ايقونة للشجاعة والبطولة والاستبسال في سبيل الله .

صال وجال في عديد من الجبهات مجاهدا في سبيل الله ، مقارعا لقوى العدوان ومليشيات العمالة والخيانة والارتزاق ، من جبهة جيزان التي أبلى فيها بلاء حسنا مع رفاقه المجاهدين ، إلى جبهة الساحل الغربي التي سطر فيها الكثير من الملاحم البطولية ، إلى نجران التي نكل فيها بأعداء الله وصولا إلى البقع ومحور الاجاشر بمحافظة الجوف والتي عمل خلالها كمسؤول لكتيبة المدرعات باللواء 143مشاه ، حيث جسد المجاهد هاني طومر القدوة الحسنة لرفاقه في تحركه الجهادي ومسارعته المشهودة في إسناد الجبهات الملتهبة ، خاض بكل شجاعة واقتدار واستبسال الملاحم البطولية الكبرى التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية ( نصر من الله) و(البنيان المرصوص) و(فأمكن منهم ) وظل على هذه الوتيرة منطلقا متنقلا بين الجبهات ، حتى اصطفاه الله شهيدا في التاسع من فبراير الماضي من العام الحالي بجبهة المرازيق بمحافظة الجوف بعد عملية بطولية اسطورية سطرها الشهيد أبو فاضل بمفرده ووثقت تفاصيل مشاهدها الأسطورية عدسات كاميرات الإعلام الحربي .

مشاهد تعودنا على مشاهدتها في أفلام الأكشن الأمريكية والهندية ، ولكن الشهيد أبو فاضل طومر استطاع بقوة إيمانه وشجاعته واستبساله في سبيل الله أن يجسدها على الواقع في مسرح عملياتي بالغ التعقيد ، يسيطر عليه الأعداء سيطرة نارية من كل الاتجاهات هناك في جبال الدحيضة بجبهة المرازيق بالجوف ، حيث اعتلى البطل الحيدري مدرعته ومضى في تنفيذ مهمته التي تعد مستحيلة قياسا على المعطيات سالفة الذكر ، ولكن ثقته بالله وتوكله عليه أمكنه من كسر الحصار عن رفاقه وتزويدهم بما يحتاجونه من إمداد وقام بإخلاء عدد من الجرحى وعاد بمدرعته التي نقشت بالرصاص المتعدد الأشكال إلى قواعده سالما ، قبل أن يكرر العملية بآلية عسكرية مكشوفة أحاطته خلالها ألطاف العناية الإلهية لينجز مهمته بنجاح وسط ذهول الأعداء الذين صبوا عليه من الرصاص والذخيرة ما يكفي لتحرير مواقع بأكملها ، ولأنه باع نفسه لله ونذرها في سبيله لم يلبث عائدا للمرة الثالثة على متن آلية ثالثة لإنقاذ من تبقى من رفاقه المحاصرين ، ورغم محاولاته المتكررة تحديد مكان تواجدهم الجديد الذي تحصنوا فيه بعد تقدم المرتزقة نحوهم ، إلا أنه لم يعثر عليهم، ومع غزارة الرصاص المنهمر على آليته ، أعطبت الآلية فخرج المجاهد البطل جريحا خشية انفجارها ، خرج كالأسد الضرغام لمواجهة رصاص المرتزقة الذي انهمر عليه بغزارة غير مسبوقة .

وهناك صعدت روحه الطاهرة إلى ربها معلنة ارتقاء المجاهد البطل أبو فاضل طومر شهيدا بعد أن أرعب الأعداء بقوة إيمانية وشجاعته وبسالته التي تسببت لهم في هزيمة نفسية، أعقبها رفاق الشهيد هاني طومر بهزيمة عسكرية في الميدان بعد أن شاهدوا الملحمة البطولية التي سطرها، والتي دفعتهم لإطلاق عملية واسعة من 5مسارات أطلقوا عليها اسم عملية الشهيد طومر، بدأت بانتشال جثمان الشهيد طومر و انتهت بتحرير سلسلة جبال الدحيضة وما جاورها وتكبيد الأعداء خسائر كبيرة في العديد والعدة واغتنام كمية من الأسلحة والذخائر في عملية مثلت رسالة وفاء وعرفان للشهيد أبو فاضل طومر الذي تنحني له ولأمثاله من المجاهدين الخلص القبعات، فسلام الله عليك يا أبا فاضل ورضوان الله عليك، لروحك الطاهرة الخلود في أعلى عليين .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله 

قد يعجبك ايضا