الصحة اليمنية تدق ناقوس الخطر: مخزون الأدوية المنقذة لحياة مرضى الثلاسيميا وصل إلى مستوى الصفر

أكدت وزارة الصحة العامة والسكان أن حياة ألف و 500 مصاب بمرض الثلاسيميا و40 ألف مصاب بالأنيميا المنجلية مهددة بالخطر نتيجة انعدام الأدوية بسبب استمرار العدوان والحصار.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الوزارة اليوم الخميس بصنعاء بالتعاون مع الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي عن آثار العدوان والحصار على مرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي.

وطالبت الوزارة المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن بالقيام بمسؤولياتها للاستمرار في دعم القطاع الصحي والتركيز على دعم مرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي.

وحملت الوزارة في بيان المؤتمر الذي تلاه سفير مرضى الثلاسيميا الطفل أنس ناصر، دول العدوان مسؤولية تردي الوضع الصحي وارتفاع أعداد الوفيات وانعدام الدواء الخاص بمرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي..

كما طالبت الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها بالضغط على دول العدوان لرفع الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة من أجل إنقاذ حياة مرضى الثلاسيميا والدم الوراثي وضمان استمرار توفير الأدوية الأساسية والداعمة والمساعدة للمرضى وخصوصا الأدوية الساحبة للحديد وعلاج الهيدروكسي يوريا.

ودعا البيان المنظمات الدولية إلى دعم جهود تعزيز خدمات نقل الدم الآمن للمرضى، نظراً لأن تكاليف الأدوية عالية على أسر المرضى، وكذا دعم جهود الوقاية ومكافحة أمراض الثلاسيميا والدم الوراثي من خلال توفير أجهزة الترحيل الكهربائي Hb Electrophoresis ) ) والمحاليل الخاصة بإجراء الفحوصات الطبية المبكرة (فحص ما قبل الزواج).

كما دعت الوزارة الجهات ذات العلاقة لسرعة إصدار قانون ملزم لإجراء فحوصات ماقبل الزواج لحماية الطفولة والأجيال القادمة من أمراض الثلاسيميا والدم الوراثي.

وفي المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور، أشار وكيل الوزارة لقطاع الطب العلاج الدكتور علي جحاف إلى أهمية تكثيف التوعية المجتمعية بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج، لحماية الأجيال من خطر الإصابة بأمراض الثلاسيميا وتكسرات الدم الوراثية.

وأكد أن العدوان والحصار زادا من معاناة مرضى الثلاسيميا، نتيجة منع دخول الأدوية، وصعوبة الحصول عليها.. لافتا إلى أن المنظمات لا توفّر المساعدات المطلوبة لمرضى الأمراض المزمنة وكذا أدوية وفحوصات الدم لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي.

وقال “هناك إعاقة كبيرة في إدخال الدواء بسبب الحصار، الذي يخالف المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية”، داعياً المنظمات الدولية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها تجاه مرضى الثلاسيميا وتكسرات الدم وتوفير الأدوية الخاصة بهم.

وثمن الدكتور جحاف جهود الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي في مساعدة المرضى وتوفير الأدوية.

فيما استعرض رئيس الجمعية اليمنية للثلاسيميا، الدكتور أحمد شمسان، وضع مرضى الثلاسيميا وتكسرات الدم، واحتياجاتهم من الأدوية والدم، والصعوبات التي تواجه الجمعية نتيجة تزايد أعداد الحالات المصابة بهذا المرض.

وأشار إلى أنه تم تسجيل 463 حالة وفاة نتيجة انعدام الأدوية حتى أكتوبر الماضي، وتوثيق 700 حالة إصابة جديدة العام الماضي، مؤكدا ضرورة اتخاذ قرار للحد من انتشاره، وإجراء فحص ما قبل الزواج.

وتعد أمراض الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي من الأمراض التي تنتشر بصمت في المجتمعات على الرغم من أخطارها، وهي من الأمراض الوراثية المزمنة التي تنتقل من الآباء الحاملين للصفة الوراثية إلى الأبناء عن طريق المورثّات، وتتميز بوجود فقر دم مستمر من بعد الولادة بعدة أشهر وحتى نهاية العمر.

ويؤثر فقر الدم في حدوث مضاعفات للمريض واحتياج إلى نقل الدم، وتضخم للطحال والكبد، وهشاشة وتشوهات في العظام والوجه مع بروز الأسنان الأمامية، وكذلك التغيرات في الهرمونات وضعف النمو غالبا، وارتفاع نسبة الحديد باستمرار نتيجة نقل الدم المتكرر والانحلال المستمر للخلايا قصيرة العمر، وما يصاحب ذلك من مضاعفات على أجهزة الجسم المختلفة، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تلف الأعضاء المتأثّرة، أو فشل وعجز في وظائف أجهزة الجسم، وخصوصا القلب والطحال والكبد والكلى والبنكرياس .

حضر المؤتمر مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة الدكتور مطهر المروني.

قد يعجبك ايضا