الصراري.. قرية منسية في تعز يحاصرها المرتزقة منذ سنة .. بأنتظار الابادة الجماعية

 

يواجه ابناء قرية الصراري وهي إحدى قرى جبل صبر المطل على مدينة تعز من الناحية الجنوبية اخطر تهديد جماعي  منذ أن اخضعت هذه القرية المحسوبة بالولاء لجماعة انصار الله  لحصار بالغ القسوة من مسلحي مرتزقة العدوان السعودي قبل حوالي سنة في واحدة من أكثر  جرائم القتل الجماعي المعلنة بذرائع مذهبية طائفية تنتظر سكان هذه القرية واكثرهم من أسرة آل الجنيد العريقة المعروفة باعتناقها الطريقة الصوفية.

الطريق الرئيسي الذي يربط هذه القرية بمدينة تعز يأتي من الناحية الشرقية حيث الكثير من المواقع الخاضعة لسيطرة مسلحي مرتزقة العدوان السعودي في حين أن الطرق الأخرى اكثرها جبلية وشديدة الوعورة وتمر بالقرى الخاضعة لسيطرة مسلحي المرتزقة ايضا.

في هذه القرية لمنسية لم يعد السكان يرون سوى اشعة الشمس والسحب، بعد أن حشد مرتزقة العدوان السعودي المئات من مسلحيهم من الكيانات السلفية المتطرفة  والتنظيمات الارهابية ومليشيا حزب الاصلاح المنخرطين في صفوف ما يسمى “المقاومة ” ويتشاركون الكراهية لأبناء هذه القرية المعتنقين للطريقة الصوفية.

الحصار والقتل الجماعي 

حصار مرتزقة العدوان السعودي

في العام الماضي احتشد هؤلاء في جريمة مماثلة استهدفت العشرات من اسرة آل الرميمة الموالية لجماعة أنصار الله، وبعدها حاولوا تكرار المشهد مع اسرة آل الجنيد لكنهم جوبهوا بمقاومة وصد، فاحتشدوا في المرتفعات الجبليية المطلة على القرية فارضين حصارا على القرية وقاطعين كل الطرق المؤدية اليها استعدادا للجرام المعلن باعدام اسرة آل الجنيد على غرار جريمة الابادة التي هزت تعز في العام الماضي والتي اباد فيها إرهابيو التنظيمات السلفية ومليشيا الأخوان العشرات من ابناء اسرة آل الرميمة بوسائل مغرقة بالوحشية.

لكن سكان هذه القرية رغم طول امد الحصار لا يزالون صامدون واجهضوا محاولات عدة للمرتزقة لاقتحام القرية نفذها مرتزقة العدوان السعودي باسناد جوي من طيران العدوان السعودي غير أنهم يعانون حاليا وبشدة من انعدام الدواء والغذاء الذي يدخل إلى القرية بكميات محدودة تهريبا عبر طرق جبلية وعرة ومتباعدة واحيانا بمساعدة بعض الاحرار من سكان القرى المجاورة، وسط معاناة متفاقمة للسكان.

يقول السكان المدنيون إن القرية تتعرض لعقاب جماعي لدواعي طائفيه مذهبية مقيتة خصوصا وأنه لا يوجد فيها أي مركز حكومي أو أي تواجد لقوات الجيش واللجان الشعبية في القرية وهي تعاقب فقط لأنها رفضت العدوان ولم تتقبل الفكر الوهابي الضال والمتطرف منذ القدم بالرغم انها كانت من ضمن اهداف التنظيمات المتشددة التي استطاعت ان تجتاح أكثر القرى في مديرية صبر الموادم .

واستهدف طيران العدوان السعودي قرية الصراري خلال الشهور الماضية من العدوان بالعديد من الغارات التي اسفرت عن استشهاد الكثير من ا بناء القرية كما دمرت العديد من منازلها ومدارسها ومزارعها وطرقها ومرافقها.

غارات تستهدف قرى جبل صبر

ويؤكد السكان إن القرية خضغت لموجة قصف عاتية وعشوائية بقذائف المدفعية والهاون والأسلحة الرشاشة المتوسطة يشنها عادة مرتزقة العدوان السعودي المنتشرين في الجبال المطلة علىالقرية واكثرهم من مسلحي التنظيمات السلفية المتشددة ومليشيا تنظيم القاعدة” ومليشيا حزب الإصلاح.

وراغم اخفاض مسلحي المرتزقة في اقتحام القرية إلا أن سكان القرية يؤكدون أن الكثير من ابنائها استشهدوا في غارات لطيران العدوان السعودي وعمليات قصف عشوائية على المنازل وهجمات شنها المرتزقة خلال الشهور الماضية فيما اتى الحصار على ما تبقى بعدما عجز اهالي القرية عن اسعاف عشرات الجرحى بسبب الحصار المطبق على القرية.

تسامح ديني 

وللعلماء من آل الجنيد الذين استوطنوا هذه القرية منذ القدم فضل كبير في  انتشار التعليم الديني وكانت من مراكز التعليم المهمة التي يفد اليها سكان قرى مديرية صبر الموادم، خصوصا وأن اكثر سكان القرية يعتنقون الطريقة الصوفية المعرفة بتسامحها مع كل المذاهب والتيارات.

لعل التوجه العقائدي السائد في هذه القرية كان السبب الأول في استهدافها من الفصائل المتشددة في صفوف مرتزقة العدوان السعودي ومن خلايا تنظيم الإخوان التي طالما شنت عليهم حروبا دعائية خلال السنوات الماضية بوصفه من عباد القبور.

يؤكد سكان القرية إن ابناءها ظلوا مترفعين عن كل الاحقاد عندما كان موقع العروس الاستراتيجي في قمة جبل صبر خاضعا لسيطرة الجيش واللجان الشعبية في حين انها تعرضت لانتهاكات كثيرة منذ ان فرض المرتزقة سيطرة على هذا الموقع الذي يطل على أكثر القرى الجبلية في صبر كما يطل على مدينة تعز بالكامل ويستخدمه المرتزقة مركزا للقصف واطلاق القذائف الصاروخية ورصاص القناصة.

رغم ما تكابده هذه القرية منذ عام ونصف من قتل وتشريد وحصار لابنائها إلا أن العقلاء فيها يؤكدون حرصهم على تعزيز فرص السلام وتعزيز السلم الاهلي والاجتماعي كما انهم يشعرون بمسؤولية دينة حيال اخماد الفتنة الطائفية التي تروج لها بعض التيارات المتطرفة، في حين يشكوا سكان القرية من غياب الإعلام في الكثير من المحن  التي واجهت سكانها خلال الفترة الماضية ويصفونها بكونها القرية المنسية.

جهود اهلية لفك الحصار 

قبل أيام قليلة شرعت جهود قادها وجهاء ومشايخ من  اجل رفع الحصار عن انباء القرية وتوقيع اتفاق سلام بين ابنائها والمليشيا المسلحة التي تحاصرها، ويقول عمار الصبري أحد أبناء القرية إن جهود الوساطة بذلها وجهاء ومشايخ وعقال مديرية صبرا لموادم وفي مقدمهم الشيخ احمد علي جامل والشيخ عادل بكريين والشيخ محمد ناجي المحياء وقبائلهم والذين بذلوا جهودهما سعيا إلى وقف استهداف ابنائها المتعايشين منذ مئات السنين مع مختلف قبائل المديرية والمحافظة.

ويقول الصبري إن عملاء النظام السعودي ومرتزقته يحاولون بكل الوسائل تمزيق النسيج الاجتماعي المتين الجامع لأبناء تعز واليمن كلها

ويشير إلى أن  الكثير من وجهاء تعز ورموزها اعلنوا مواقف وطنية مشرفة برفضهم محاولات المرتزقة ارتكاب جرائم ابادة جماعية بحق اهالي القرية “ونشيد بدور الشيخ محمد عبدالله عثمان والبرلماني عبدالسلام الدهبلي في جهودهم برفع الحصار على قريه الصراري والعمل على ايصال المواد الاغاثيه للمنطقة حيث وانها محاصره اكثر سنه وشهرين من قبل مليشيات الفصائل الحليفه للعدوان والتي ندين جرائمها بحق مواطنين معصومي الدم والمال والعرض سواء في الصراري او ضد ابناء مدينة تعز”.

ويقول الصبري إن ما يمارسه المرتزقة يعد ارهابا للمجتمع كونه يستهدف بالمقام الأول اشاعة الفتنية الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي استنادا إلى مخططات دخيلة على المجتمع تحت عدة عناوين عرقية ومناطقية وطائفية بغيضة سعيا إلى أضعاف المجتمع اليمني واستنزاف قدراته على مستوى تعز وصبر وكل المناطق التي توفر لدول العدوان مرتزقة استطاعوا من خلالهم استهداف اوطانهم”.

المستقبل

قد يعجبك ايضا