الطبل خليجي الذي تدقه أميركا وعرائس المسرح السعودية القطرية

 

تصعيد الأزمة السعودية القطرية، في أحد جوانب الرأي حوله، هو انعكاس ظلي لتفاقم الصراع الداخلي في طبقات الحكم ضمن السلطة الأمريكية، ذات الجانب الخفي والغامض، البعض يشير إليها بأنها الماسونية، والبعض الآخر يعتقد أنها الحكومة الخفية، وفي جميع الأحوال فإن هناك الاوجه التي لم نراها في السلطة الأمريكية، التي تخطط من بعيد جدا وتنفذ بأدوات متوقعة وأخرى غير متوقعة.
المنطقي، أنه ليس في صالح الرياض أن تعادي قطر الآن، أو تعلن هذا العداء التاريخي بين الجانبين في وقت، تمر هي فيه بأزمة غير مسبوقة على الصعيد العسكري بعد فشل غزوها لليمن، وفشل مخططاتها في سورية والعراق، وكذلك من جهة بعيدة جدا، كما أن الدوحة حاليا، وفي ظل الموقف الخليجي، فإن مصلحتها التعمية على حقدها على الرياض، وتأجيله قدر المستطاع، لكن ذلك لا يعني أنها غير مستعدة لدخول هذه المواجهة، وهي التي تمتلك تجارب سابقة عن سوء العلاقة الخليجية البينية، وتوترها وتصعيدها.
منذ وصول دونالد ترمب، والخلاف ضمن النظام السياسي في أميركا إلى تفاقم ومزيد من تعالي الأصوات، على ما يبدو أكثر أن التفسخ الكبير والشقاق قد وقع ضمن الحكومة التي تحيا في الظلام، وتمسك بمفاصل السياسة والاقتصاد والعسكر من هناك، أي الجانب غير مرئي في نظام الحكم الأميركي، هذا الصراع قد تولد بين عرابي السياسة الأميركية ليس من وقت بعيد، بل منذ وقت لا يزال يحتفظ فيه الخلاف بأنه طازج، لكنه يبنى على أسس عتيقة، مع ملاحظة التذبذب والتفاوت الذي أصاب الموقف السياسي الأميركي تجاه ملفات ساخنة وحساسة، لم يكن ينبغي للولايات المتحدة الأميركية أن تظهر بهذا الشكل المائع سياسيا، نحن الآن نتناول أميركا وكأنها واحدة من دول العالم الثاني، إنها ليست بذلك الثقل المهيب كما في السابق، وعلى الإطلاق.
إذن، الخلاف الأميركي الداخلي الذي تحول إلى شقاق، حول طبيعة الموقف في البيت الأبيض وما يتعلق بكل ذلك لاسيما صورة الولايات المتحدة ومصالحها حول العالم، لم يكن من الممكن احتواءه إلا من خلال تحويل الشقاق الأميركي إلى صراع خليجي، يعكس قوة أجنحة الحكم في واشنطن، فعرابو النفوذ الأميركي في الخليج، البعض منهم كفلاء لقطر والآخر كفلاء للسعودية، يتقاتلون، لكن بعيدا عن حديقة المنزل الأميركي، ووفقا لما يجري في ذلك الصراع ينعكس على العلاقة المتوترة بين السعودية وحلفاءها، وقطر، إنه طبل خليجي فيما العرس، أميركي بامتياز.

قد يعجبك ايضا