الطيران المسير فرض حسابات القوة على العدوان ..خبرات المسيرات اليمنية ملهمة لروسيا التي أرعبت أوروبا

 

في المفهوم العسكري وفي استراتيجيات القتال وإدارة الصراع وإدارة المواجهة العسكرية بدأت تترسخ في هذه المشهد رؤية عسكرية جديدة..

تتمثل في صياغة معادلة المواجهة القتالية بإمكانيات حديثة وسهلة وذات تأثير عسكري وجيواستراتيجي.. وفي هذا المنحى فإن الطيران المسير في مفهوم القوى العسكرية اليمنية قد حدد معالم جديدة لهذه المواجهة وتحول إلى قوة ردع قوية إيجابية ومؤثرة جعلت مراكز النفوذ الاقليمي والدولي تعيد حساباتها وتضع خطوطاً عديدة تحافظ عليها ولا تسمح بتجاوزها, نظراً لامتلاك اليمن والقواعد المسلحة في صنعاء المقدرة العالية لاحداث هزات رعب باستهدافها لبنك أهداف جيوستراتيجية تبدأ من العسكرية وتصل إلى البعد الاستراتيجي وإلى إحداث ارباكات قاتلة في امن الطاقة دون ان تتمكن بكل اساليبها ووسائلها الحديثة من التصدي للتحديات المتعاظمة التي اوجدتها الطائرات المسيرة بمختلف انواعها.
بات سلاح الطيران المسير بما وصل اليه من تقانة وحداثة سلاح العصر أو كما يسميه الخبراء العسكريون سلاح الجيل الثالث من الحروب نظرا لما أحدثه من تغيير في موازين القوى العسكرية وما احدثه من نقلة نوعية في المفهوم العسكرية والقتالي جعل الدول المتواضعة في اقتصادياتها تمتلك  قوات جوية مؤثرة وفاعلة بالقليل من المال .
وفي هذا السياق استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تحقق تطورا نوعيا ملموسا في صناعة الطائرات المسيرة الهجومية منها والاستطلاعية وغيرها من أجيال الطائرات التي دخلت في منظومة القوات الجوية وغيرت موازين القوى مع تحالف العدوان وحققت نجاحات كبيرة من خلال دقة اصابة الاهداف المعادية في مديات بعيدة  في كل السعودية والامارات.
ويأتي التفوق والنجاح الكبير للطائرات المسيرة بحسب تأكيد خبراء عسكريين في كونها تطير على مستويات منخفضة مما جعل من دفاعات  العدو وراداراته عاجزة تماما عن التصدي لها .
ورغم ترسانة العدو وانفاقه الكبير على شراء الاسلحة المختلفة من بطاريات الباتريوت وثاد الامريكية إلا انها لم تتمكن من ان تغير من الأمر شيئا .
وباتت اهم مواقع العدو العسكرية الحصينة أهدافا سهلة امام ضربات الطيران المسير وهناك شواهد كبيرة للضربات النوعية التي اصبحت رعبا يلاحق العدو ومرتزقته على مستوى الداخل وفي عمق أراضيه .
وفي الآونة الأخيرة وبعد أن احتدم  الصراع بين روسيا وأكرانيا كان للطيران المسير حضوره الفاعل والمؤثر في احداث انتصارات لصالح روسيا في أوكرانيا  خاصة بعد صفقة التعاون العسكري المعلن بين روسيا وطهران.
وفي الآونة الأخيرة زادت المخاوف لدى الأوروبيين من استخدام سلاح الطيران المسير بعد ضرباته النوعية في أوكرانيا.
وحول تطور الصناعة والتقنية للطيران المسير نشرت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية مقالا تناول تطور الطيران المسير في اليمن وكيف أثر في تعزيز الهجمات الروسية في أوكرانيا والكاتب “مايكل هورويتز” ؟؟  هو محلل جيوسياسي ورئيس فرع المخابرات في Le Beck International ، وهي شركة استشارية جيوسياسية وأمنية مقرها الخليج. كتب بإسهاب عن الشرق الأوسط وكذلك عن الهجوم الروسي على أوكرانيا.)
ويقول الكاتب  ”  إن الاستراتيجية التي استخدمتها روسيا لضرب شبكة الكهرباء الأوكرانية  تم تطويرها إلى حد كبير في اليمن “
وأضاف : ” قد تكون مفاجأة أن الدروس المستفادة من صراع يبعد آلاف الكيلومترات عن أوروبا كان لها تأثير مباشر على واحدة من أكبر الحروب التي شهدتها القارة الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية “
وبحسب كاتب المقال أن دخول الطائرات المسيرة ضد عاصمة أوروبية قد مثل صدمة كبيرة للغرب .
من خلال هذا التناول للكاتب مايكل نرى أن صدى ورعب الطيران المسير وصل الى أوروبا وهذا بقدر ما هو اتهام  فإننا نؤكد بأن القدرات الدفاعية اليمنية قد وصلت الى مستوى متقدم من التطور النوعي في الجاهزية والكفاءة العالية بشكل  يمكنها من حماية السيادة الوطنية ويضع معادلات جديدة في إطار هذه المواجهة العسكرية والجيوستراتيجية الامر الذي اجبر راسمي التكتيكات العسكرية والقتالية للعدوان ان يأخذوا في اعتبارهم كل الحسابات القتالية للقوة الصاروخية والطيران المسير اليمني, وهو ما يعني أن معادلات عسكرية جديدة ارسيت وفرضت على العدوان احترامها وعدم تجاوزها..

 

تقرير: ناصر الخذري

قد يعجبك ايضا