( العهد باقٍ، والقدس الهدف الأسمى )‫..‏بقلم/ _نوح_جلاس

عندما تكون هناك أمة تحمل مشروعاً فلابد أن يسود الوعي عليها كي لاتنسى مشروعها وتفقده، لأنه قد تأتي أحداث وظروف تجعلها تفقد ذاك المشروع، فهناك العديد ممن أزعجونا بشعاراتهم البراقة وأزعجونا بحملاتهم وترويجاتهم بأنهم أصحاب مشروع وأصحاب قضية يسعون لتحقيقها ألا وهي مساندة الشعب الفلسطيني، ولكن سرعان ماتلاشت تلك الشعارات وانهارت في مستنقعٍ مُظلم، فمنهم من اتضح بأنه أحد الأركان الأساسية التي يتكئ عليها الصهاينة، ومنهم من أصبح مُنهمكاً بقضيته هو وبات لايأبه بشأن أي قضية آخرى، ومنهم من أصبح منشغلاً بالتطويع وتوطيد العلاقات مع الصهاينة وذلك بحثاً عن السلام معهم أو بحثاً عن المصلحة، بالرغم أنه من المستحيل الحصول على السلام والمصلحة من اليهود!.
ولكن إذا تواجدت الأمة الواعية والقيادة الحكيمة والثقافة الحقيقية ينتج عنها مشروع حقيقي وقضية مركزية يستحيل نسيانها أو فقدانها مهما طغت الأحداث وساءت الظروف، وهذا ما أثبته شعب الإيمان والحكمة بقيادته المؤمنة والحكيمة، فمنذ عقد ونيف منذ بداية إطلاق شرارة عدداً من القضايا التي أطلقها القائد آنذاك وفي مقدمتها الحرب ضد اليهود والنصارى وتصويب الضوء نحو “الأقصى” كم واجه فيها شعب الإيمان من أحداث وعراقيل من شأنها إضاعة هذه القضايا، وكل هذا كان يصنعه الأعداء محاولين تغيير طريق عجلة مسيرتنا، وكانت آخرها الحرب العالمية العدوانية على هذا الشعب المؤمن والصابر والحكيم، ولكن عند شعبٍ بحجم يمن الإيمان والحكمة بائت كل محاولة الأعداء بالفشل، فعندما حشدوا علينا جميع الطواغيت في هذا العالم واعتدوا بدون مبرر أو سبب ظنوا بأنهم سيتمكنون من إركاعنا وإجبارنا على ترك مشروعنا وقضيتنا التي خلقنا من أجلها وهي”محاربه اليهود والنصارى” وتطهير الأراضي الإسلامية والعربية من دنسهم، وعندما استخدم الأعداء أذرعة ونعال من العرب والمسلمين كانوا يخططون بأن غضبنا وتحركنا كله سيتجه نحو هذه النعال والأذرعة القذرة، ولكن وعي شعبنا وإيمانه بقضيته جعلته يوقن بأن كل هذه المؤامرات أوجدها العدو أمامه كي يترك مايسعى إليه فازداد ثباتاً وصلابةً وإيماناً بعدالة قضيته.
فمسيرتنا وثورتنا وجميع تحركاتنا كلها تسير كعجلة منتظمة نحو “الأقصى”، والحرب علينا وتكالب العالم ضدنا إنما هي مطبات وحُفَر تحاول عرقلة سير العجلة، ولكن هيهات هيهات، فشعارنا لم يتغير ولن يتبدل، وكل الأشواك التي زُرعت في طريقنا سوف تحترق بنار صمودنا وعزيمتنا ووعينا وإيماننا بأهمية هذه القضية.
وليعرف العدو بأننا لم ننشغل بأي حدث أو قضية ألهتنا وشغلتنا عن هذه القضية بتاتاً، وليعلم كل من في هذا العالم بأن بوصلتنا مازالت تشير إلى “القدس”، وليعرف إخواننا في فلسطين وكذلك كل المستضعفين في هذا العالم بأنهم قبلتنا التي نتوجه صوبها في كل لحظة وفي كل عمل وفي كل تحرك نقوم به، فالهدف واحد وإن تعددت الأهداف والقضية واحدة والعدو واحد….
قد يعجبك ايضا