الفصلُ الثّاني من حديثِ الماء… للشاعر/ حسن المرتضى

لي أنْ أقولَ وأنْ تجيبْ… أغديرُ خمٍّ صورةٌ ماديّةٌ

عن عينِ ماءٍ خُصّصتْ في سورةِ الإنسانْ

لثلةٍ قد أطعموا “اليتيمَ” و”المسكينَ” و”الأسيرْ”

لثلةٍ لوحدهم من عينِ تلك الماءِ يشربونْ

لكنهم من مائها للكونِ يسكبونْ!

غديرُ خمٍّ كأسُها الوحيدْ….

 

أما “اليتيمُ” لم أزلْ ببابِهمْ

 أستقرضُ الشعورَ في القصيدْ

وآكلُ الشعيرَ من قصاعِهم وأشربُ الغديرَ والولايةْ

 

ومرةً أخرى… أتى إلى علي

 ذلك “المسكينْ”

ولم يكنْ عليُّ صائمًا

 كالمرةِ الأولى

أو عندَهُ قرصٌ وحيدٌ من شعيرْ

بل خاتمٌ من كفّهِ اليمينْ

وهْو في الصلاةْ

 

أمّا “الأسيرُ” صارَ هذا اليوم أمّةً!!

بالأمسِ ظلّ يوسفٌ في سجنهِ سبعًا من السنينْ

أعوامُنا أضحتْ كما القرونْ!!

قُرونُنا العجافُ سبعةٌ.. وسبعةٌ من بعدها قرونُنا العجافْ!!

نحتاجُ ذي الفقارْ

 يقدُّ رأسَ مِرْحبٍ ويطردُ اليهودْ

نحتاجُ للغديرِ والولايةْ

 فَمُذْ خذلنا حيدرًا؛ عشنا سنينَ التّيهْ

وتيهُنا أضحى قرونْ!!

ما أصبرَ الرحمنْ؟!

فالماءُ كانَ دائمًا على الطغاةِ يصبحُ الطوفانْ!!

لكنهُ قد خصّصَ الماءَ الذي ولّى عليًا فيهْ

لكي نبايعَهْ

 لينقذَ الإنسانْ

فارفعْ يديكَ مبايعًا لعليّ

حتى لا تُبايعَ مرةً أخرى بنجْدٍ عُصبةُ الشيطانْ

فكلُ كفٍ بايعتْ عليًا..  تروي حديثَ الماءْ

وكيفْ صارتْ حينها كفوفُنا طوفانْ

قد يعجبك ايضا