القبيلةُ اليمنية صمام أمان الثورة وأحرارُها حطموا كُـلّ المؤامرات الأمريكية الصهيونية لإجهاض الثورة

 

تصدرت القبيلة اليمنية الدور البطولي والثوري الكبير في إسقاط نظام العمالة والخيانة، وشاركت بفاعلية في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، ووقفت القبيلة إلى جانب القيادة الثورية الممثلة بسماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي استطاع تحويل مسار القبيلة اليمنية إلى نحو إيجابي وفعَّال لإفشال المؤامرات التي كانت تحاك ضد اليمن.

لقد أسهمت القبيلة اليمنية بدور فاعل ومشهود للتصدي للعدوان الأمريكي الغاشم بمواقف مشرفة تدون في سجل التاريخ، حَيثُ تحَرّكت القبائل اليمنية للتصدي بكل صمود واعتزاز لهذا العدوان، ودعمت الجبهات بالمال والرجال، وتشهد لها مواقف ملموسة وسخائها المعهود بقوافل العطاء والبذل.

وتمكّنت القبيلة اليمنية من إفشال كافة مخطّطات الأعداء، وواصلت مشوار النضال الذي أطاح بالعملاء والخونة والمرتزِقة، فبعد رصيد حافل بالبذل والعطاء في الثورة الشعبيّة التي أطاحت بمراكز النفوذ من الخارج، كان للقبائل اليمنية الدور الأكبر في دعم الثورة ومساندتها والحد من وأدها والاستحواذ عليها، وبعد انتصار الثورة المباركة وهزيمة المشروع الخارجي بهزيمة أذنابه في الداخل، كانت القبيلة اليمنية أمام اختبار جديد وتحدٍ كبير أمام الوطن، فاجتازت الاختبار، وأقبلت بثقلها مضحية ومقدمة النموذج الأنصع للوطنية، واستطاعت إسقاط هيبة أمريكا وأذنابها وعرتهم، وكشفت عن سوءاتهم للعيان لتقول لكل القبائل العربية: “إذا رجعت القبلية إلى مبادئها وقيمها وأسسها ستغير، وستسقط أنظمة وفراعنة الجزيرة العربية”.

ويرى الشيخ هشام ردمان -أحد مشايخ قبيلة أرحب- أن القبيلة اليمنية كان لها الدور الأبرز في إنجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر، من خلال مساندة جميع ساحات الثورة بالتحشيد سواء في المظاهرات السلمية والمسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد السلطة الظالمة في ذلك الوقت، أَو من خلال ثبات أبناء القبائل في ساحات الاعتصامات في مداخل العاصمة صنعاء، مؤكّـداً أن أهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر هي تمثل أهداف وطموحات جميع أحرار الشعب اليمني، وأن القبائل اليمنية كان لها الدور العظيم في تأمين ساحات الثورة، والتفافهم حول قيادة الثورة، ومن كانوا يمثلون القيادة في ذلك الوقت.

ويؤكّـد الشيخ ردمان في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن للثورة المباركة الدورَ الأكبرَ في إخماد الثارات والنزاعات بين أبناء القبائل من خلال من يمثلون قيادة الثورة، مُضيفاً أنهم تحَرّكوا التحَرّك الجاد في جميع المديريات متجهين صوب أولياء الدم لإرضائهم، وكان في ذلك الوقت يقوم ولي الدم بتحكيم سيدي قائد الثورة عبد الملك بن بدرالدين الحوثي، وفي قضايا مماثلة كان يتم عمل صلح شريف نظيف بين ولي الدم والجاني إلى حين حَـلّ القضية، لافتاً إلى أن من أولويات القيادة وأجل اهتمامها هو ترسيخ الأمن والاستقرار بين أبناء القبائل، وأن السلطة الظالمة والحكومات السابقة هي من كانت تزرع الفتن وتشق صف القبيلة اليمنية، وأنها السبب الرئيس في إيجاد النزاعات والثارات في أوساط أبناء القبائل، مُضيفاً أن السلطة الظالمة هي من جعلت أبناء القبائل قطاع طرق ومرتزِقه تستخدمهم في الاعتداءات كمثل الاعتداء على خطوط الكهرباء، وقطع الطرق العامة وتفجير أنابيب النفط والسلب والنهب لعابري السبيل، والاعتداءات على المقار الحكومية، وهذا ما هو حاصل اليوم في المحافظات التي يسيطر عليها العدوان الغاشم والذين جعلوا من أبناء القبائل عملاء ومرتزِقة وخداماً لتنفيذ أجنداتهم ومخطّطاتهم الصهيوأمريكية، وعلى سبيل المثال من قتلوا عابر السبيل الشهيد المغترب عبدالملك السنباني هم من أبناء قبائل الصبيحة، وهناك أمثلة كثيرة لا يسعنا ذكرها لكثرها.

ويشير ردمان إلى أن أبناء القبائل اليوم أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً من الأمس؛ لأَنَّهم لمسوا اهتمام القيادة الثورية ممثلة بالقيادة الثورية والسياسية، وذلك بمتابعتهم المُستمرّة لشؤون قبائل اليمن، والذي من خلال ذلك الاهتمام أرجعوها إلى هُــوِيَّتها القبلية الصحيحة والتي سلبتها منها الحكومات السابقة العميلة للصهيوأمريكية ومن كانت مرتهنة للسعوديّة ودول الخليج، مؤكّـداً أن وعي أبناء القبائل كفيل لتحقيق أهداف الثورة، وذلك من خلال تسليمهم لقيادة الثورة وتحَرّكهم الجاد في حل قضاياهم ورفد الجبهات بالمال والرجال، منوِّهًا إلى أنه ومع طول أمد العدوان الغاشم على بلدنا العزيز لا بُـدَّ من زيادة وعي أبناء القبائل وهو الوعي الذي يواكب زيادة خبث وسلط وغطرسة واستمرارية العدوان الصهيوأمريكي وَأن وعي قبائل اليمن الشرفاء كفيل اليوم بمواجهة ذلك العدوان ميدانيًّا وقبلياً وسياسيًّا وفكرياً.

 

عطاء وتضحية

من جانبه، يشير الشيخ عبد الله الرعوي -أحد مشايخ قبيلة همدان- إلى أن ثورة 21 سبتمبر ثورة ذات قيم وأخلاق وأنه لم تحدث أية ثورة في اليمن مثلها، مبينًا أنها الثورة الوحيدة التي مدت يد السلام لكل القوى والأحزاب اليمنية برغم ما كان قد فعلت بهذه الثورة.

ويقول الرعوي لـصحيفة “المسيرة”: إن للقبيلة اليمنية الدور الكبير في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، حَيثُ كانت السند والمدافع والحامي لهذه الثورة، وأنها قد دفعت بكل ما تملكه لخدمة الثورة ولحماية الثوار، متبعاً أن القبيلة هي الطرف الأول المستفيد من الثورة، فقد أخمدت الثارات والنعرات والاقتتال فيما بين القبائل.

ويضيف الرعوي أن21 سبتمبر هي ثورة شعب، وأنها تريد أن تحتضن كُـلّ أبناء الشعب اليمني بكل انتمائهم وطوائفهم، وأحزابهم، وهذه هي الحقيقة لثورة 21 سبتمبر، وما نقوله في حق هذه الثورة، وقائدها قليل والواقع يشهد، معتبرًا كذلك 21 سبتمبر بأنها ثورة ضد كُـلّ الطغاة والمستكبرين داخل اليمن وفي المنطقة بكلها وهي ثورة استقلال وحرية وكرامة للشعب اليمني وثورة المستضعفين الواعين، وهي ثورة كُـلّ القبائل اليمنية الأبية هي الثورة الوحيدة التي ستبني اليمن في كُـلّ المجالات مثل ما هو حاصل في هذه الفترة في بناء المجال العسكري الذي أذهل كُـلّ العالم، لافتاً إلى ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الأخير بذات المناسبة: “يمكن أن نبني واقعنا على أَسَاس نهضة صحيحة تعتمد على الاكتفاء الذاتي، وأول شرط لتحقيق ذلك الحرية والاستقلال”.

ويواصل الشيخ الرعوي حديثه قائلاً: “الحمد لله رب العالمين انتصرت ثورة 21 سبتمبر، وهي كُـلّ يوم في نصر، وهي مُستمرّة حتى تنال النصر الكبير والعظيم إن شاء الله والنصر قادم لامحالة بإذن لله”.

 

القبيلة هُــوِيَّة إيمَـانية

وتعد القبيلة اليمنية الركيزة الأَسَاسية في بناء النسيج الاجتماعي لليمن، وهي العامل والركيزة الأَسَاسية بعد القيادة لنجاح ثوره 21 سبتمبر.

وفي هذا الشأن، يقول الناشط الاجتماعي حسين الغادر: إن القبيلة بما تحمله من قيم ومن مبادى، ومن رصيد إيمَـاني عظيم تناقلته جيلاً بعد جيل من الأجداد وتنقله للأحفاد هُــوِيَّةٌ إيمَـانية، بمعنى الإيمَـان والانتماء للإيمَـان، الإيمَـان في مبادئه وقيمه وأخلاقه، وفي تشريعاته وتعليماته هو الهُــوِيَّة التي نبني عليها ثقافتنا، وانتماءنا، وأخلاقنا وهو الإيمَـان بمفهومه الصحيح الذي يمثل امتداداً لما كان عليه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وليس إيمَـان الأعراب، بحسب الناشط الغادر.

ويشير الغادر إلى التناغم بين الإرث الإيمَـاني، وبين أهداف ومسببات الثورة المباركة التي انسجمت كلاهما في النظرة إلى الطواغيت والتبعية والوصاية ببرامجها وأطماعها التي برزت وتفاقمت وتيرتها إلى أن دقت ناقوس الخطر، مبينًا أن العامل الأبرز هو تماهي وتبعية وانحطاط وانسلاخ المنظومة الحاكمة والانسلاخ عن الهُــوِيَّة الإيمَـانية وعن مبادئ القبيلة.

ويلفت الغادر إلى محاولات العدوّ في استهداف القبيلة من خلال الفكر الوهَّـابي وشراء الذمم، وَمن خلال المبالغ المالية التي تدفعها مملكة المخدرات، ناهيك عن إثاره النزاعات والنعرات، وشق نسيج المجتمع الواحد من خلال عده مسارات.

بدوره يرى أحد وجهاء قبيلة خولان، محمد عبد الله الحثرة، أن القبيلة اليمنية استطاعت إشعال الثورة ومقارعة الطغاة والمستكبرين بكل عزم وصلابة وقوة، مؤكّـداً أن أبناء القبائل هم الصخرة الصمَّاء أمام الغزاة والمحتلّين ومن يحاول السيطرة على بلادنا وثرواته.

ويتذكر الحثرة أَيَّـام الثورة المباركة وما كان فيها من ذكريات الخيام والاعتصامات مع وجود الهبة الثورية والتكاتف القبلي الأصيل والوقوف أمام جبروت الطغاة بكل عزم وقوة وإيمَـان حقيقي عجيب، مؤكّـداً أن الحق هو المنتصر مع وجود أهله في كُـلّ وقت وحين، وأن ذلك قد تجلى في القبيلة اليمنية وأبنائها بإمْكَاناتهم المتواضعة في مواجهة العدوان وأدواته القذرة، مُشيراً إلى مساعي العدوّ في تفكيك النسيج القبلي ومحاولاته زرع الفتن والنزاعات بين أبناء القبائل، موضحًا أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة استطاعت تقوية الروابط القبلية والحد من تفشي ظاهرة الثارات والنزاعات العدوانية وذلك بكل حنكة وحكمة بفضل الله تعالى.

 

المسيرة | أيمن قائد

قد يعجبك ايضا