القوات المسلحة.. قدرات دفاعية متقدمة وجهوزية عالية

تتمخض المعارك بين الدول عبر التاريخ عن خروج قواتها منهكة بل وضعيفة على الأغلب خاصة في الحروب الطويلة التي تؤثر سلباً على الجوانب المختلفة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ..

لكن القوات المسلحة اليمنية تفردت على كافة المستويات سواء من حيث إدارتها لمعارك الدفاع عن الوطن والشعب ضد المعتدين أو على مستوى الإعداد والتدريب والتأهيل والجهوزية العسكرية ، التي تجسّدت من خلال تخرج الدفعات العسكرية بصورة متوالية في عدد من المناطق والقوى تحت عنوان ” وإن عدتم عدنا ” .. ها هي القوات المسلحة الباسلة تواصل توجيه رسائل نارية لأعداء الوطن والشعب مفادها أن القدرات الدفاعية للجمهورية اليمنية أصحبت خلال سبع سنوات ونيف من العدوان أقوى عدة وعتاداً وخبرة وكفاءة عالية في خوض المعارك القتالية الخاطفة التي استطاعت من خلالها مناطق ووحدات القوات المسلحة بكفاءة وقدرات منتسبيها العلمية التخصصية أن تضيف قواعد جديدة في فنون القتال ستمثل إضافةً نوعيةً للتكتيك العسكري للاستفادة منها مستقبلا ضمن مناهج التدريس في الكليات والأكاديميات العسكرية .

العدو يخسر الرهان
كان تحالف العدوان قد راهن على حسم ما أسماه (عاصفة الحزم) خلال أسابيع معدودة بحسب تصريح ناطق العدوان العسيري حينها مطلع العام.
2015م وبعد أكثر من سبع سنوات وصل العدوان الى قناعة تامة بأن كل خياراته العسكرية وحصاره  ورهاناته قد فشلت بعد أن تجلت على الواقع الميداني كثير من الأحداث التي خاضها أبطال القوات المسلحة وحققوا من خلالها انتصارات كبيرة جعلت تحالف المعتدين يفكر في كيفية المخرج من ورطته في العدوان على اليمن .
لان المقاتل اليمني استطاع أن يطوع التضاريس الصعبة ويخوص فيها القتال بتجارب جديدة فمن القتال في المناطق المفتوحة والمناطق الجبلية وفي البحار تميز منتسبو القوات المسلحة في إدارة المعارك وتحقيق الانتصارات المتوالية التي جعلت كثيراً من المحللين والخبراء العسكريين والسياسيين يقفون مذهولين من المستوى المتقدم الذي وصلوا اليه في التصدي لقوى العدوان المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة التي استخدمها العدو بما فيها المحرمة , لكن ثبات وصمود الرجال كان أقوى من اسلحة العدو فقد استطاعوا أن يدمروا أحدث الأسلحة بأسلحتهم التقليدية والمطورة والمصنعة محليا .

قوات نوعية
فيما مواقع وجبهات القتال يرابط فيها منتسبو القوات المسلحة بثبات وجاهزية عالية تتواصل على الجانب الآخر في ميادين التدريب والتأهيل أنشطة التدريب والتأهيل التي خرجت في الآونة الأخيرة عشرات الآلاف من الكوادر التخصصية في مختلف الجوانب العسكرية الى جانب التطور النوعي في مجال التصنيع الحربي للطيران المسير واسلحة الدفاع الجوي ومختلف أسلحة القوات البرية والبحرية .
هذا الزخم المتواصل والعنفوان للقوات المسلحة الذي وصلت إليه القوات المسلحة في ادارة لخوض معركة الدفاع الوطني وتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية للقوات المسلحة تدريبا وتأهيلا وتسليحا .. جسد اهتمام قيادات المناطق والقوى وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ومتابعة واهتمام ايضا القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا التي تتابع عن كثب سير مجمل الأعمال التي يضطلع بها ابطال القوات المسلحة في ثكناتهم والمواقع القتالية المتقدمة في مختلف الجبهات أو تنفيذ برامج التدريب والتأهيل وتخريج العديد من الدفعات العسكرية التخصصية التي يحضرها قيادات الدولة من العسكريين والمدنيين وعلى رأسهم رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط الذي مثل حضوره في حفل المنطقة العسكرية الرابعة أبعاد ودلالات هامة بما تضمنه خطابه من رسائل واضحة للعالم بشكل عام وللعدوان بشك خاص بأن القيادة السياسية وهي تمد أيديها للسلام لن تتهاون في الرد على مخططات العدوان وأن القوات المسلحة لديها من الإمكانات والقدرات من يمكنها من ردع المعتدين.
ويرى محللون سياسيون أن صنعاء أصبحت عصية فعلا على تحالف المعتدين وأن الجنوح للسلم هو الخيار الأمثل للخروج من تداعيات العدوان الذي طال أمده وفشل في تحقيق أي من مخططاته وأهدافه في ظل الصمود الأسطوري والقدرات الدفاعية الفائقة لصنعاء التي خاضت معارك خاطفة وصلت ضرباتها النوعية إلى مديات بعيدة بمسافات تصل الى 1500كم  بالطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة التي حيدت منظومات الدفاع الجوي  المعادي والرادارات لدى كل من الرياض وأبوظبي .
هذه الأسلحة التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية حققت معادلة في توازن الرعب مع تحالف العدوان ومثلت هذه الأسلحة (الطائرات المسيرة) بحق سلاح العصر بما حققته في عمق أراضي المعتدين من ضربات موجعة شلت القدرات الدفاعية لتحالف العدوان.

الطريق الى النصر
وعن التطورات والنجاحات المتوالية التي تحققت للقوات المسلحة أكد الرئيس المشاط أن العام الهجري الجديد سيكون بعون الله عام النصر على المعتدين وأشار بأن الأداء النوعي والمتميز للقوات المسلحة والأمن قد أفشل رهانات الأعداء.
وبهذه التطورات والحراك الذي تشهده القوات المسلحة بالتزامن مع إعلان تمديد الهدنة شهرين قادمين أن هذه الهدنة تمثل بداية النصر وهذا ما أشار اليه متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في تصريح له خلال تخرج دفعة جديدة من قوات حرس الحدود بقوله : ” إن الهدنة تمثل البداية لتحقيق النصر , مؤكدا جاهزية القوات المسلحة للرد على أية اعتداءات من قبل تحالف العدوان .
الشواهد الميدانية بشقيها في الجانب العملياتي في ميادين وجبهات القتال وفي ميادين التدريب أثبت نجاحات كبيرة وانجازات ملموسة من خلال المآثر التي سطرها المرابطون خلال سبع سنوات ونيف من عمر العدوان الظالم , الذين تفردوا وتميزوا في خوض المعارك القتالية برباطة جأش وإيمان قوي بنصر الله وتأييده وبفضل التلاحم القوي بين الشعب والجيش في الدفاع عن السيادة الوطنية وهذا مثل أهم ركائز النصر ضد المعتدين .
ويرى مراقبون ان صنعاء من خلال العروض العسكرية لنماذج من وحدات القوات المسلحة قد أوصلت رسالة مفادها أن لا مجال أمام العدوان سوى الجنوح للسلم والخروج بما تبقى من ماء الوجه .
ومما زاد القوات المسلحة قوةً إلى قوتها هو استمرار الدعم والاسناد الشعبي والتعبئة المستمرة التي جسدت اصرار اليمنيين على تحقيق النصر والحرية والاستقلال, وبهذا فما على المحتل إلا أن يأخذ بقايا  مرتزقته ويرحل .

 

قراءة وتحليل: ناصر الخذري

قد يعجبك ايضا