القول السديد :صحيفة الحقيقة العدد”355″:دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد

غزو بهدف ضرب هذا الشعب في أخلاقه في عفته في شرفه في طهارته، اليوم هناك حرب كبيرة ومنظمة وتشتغل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشتغل أيضًا في المناطق والمدن عبر شبكات للإفساد المنظم، شبكات منظمة تسعى إلى إسقاط الشباب والشابات في الدعارة والرذيلة وإلى الإفساد الأخلاقي

اليمنيون نواة الجيش الإسلامي الأول.. وما زالوا على العهد

اليمنيون عندما دخلوا في الاسلام تميز الكثير منهم في جوانب متعددة، أولاً في مستوى التمسك بالإسلام والالتزام بتعاليمه، شعبنا اليمني يتميز عن كثير من الشعوب في مدى تمسكه والتزامه وعشقه للإسلام وارتباطه الوثيق بتعاليم الإسلام، وتخلقه بأخلاق الإسلام، هو شعبٌ ذو قيم، قيمه الفطرية والإنسانية متجذرة، فحينما أتى الإسلام رأى في الإسلام ما يرغب به، ما يلامس وجدانه الإنساني وفطرته الإنسانية، ما يرعى وينمي له ما فيه من قيم فطرية، وأخلاق فطرية، لأن الإسلام هو دين الفطرة، {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} .

كان للشعب اليمني دور كبير ورئيس وكانوا هم نواة الجيش الإسلامي الجانب الأكثر والأبرز والصلب، الذي استفادت منه الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات، فهو الشعب الفاتح، وهو الشعب الذي قوض بشكل كبير في حضوره البارز في الجيش الإسلامي امبراطوريات الكفر والطاغوت التي سعت لمحو الإسلام وضرب الأمة الإسلامية، وشكل على مدى التاريخ شكل قوة حقيقية في داخل الأمة معتداً بها محسوبًا لها حسابًا كبيراً، فهو وقف فيما بعد في مرحلة الانقسام الكبير في داخل الأمة، وقف معظم رموزه وقبائله الموقف الحق إلى جانب الإمام علي عليه السلام، بل كان عمار بن ياسر رضوان الله عليه كان معلماً من المعالم الرئيسية الشاهدة بالحق عندما وقف مع الإمام علي عليه السلام موقفه المعروف، والرسول صلوات الله عليه وعلى آله كان قد قال فيما سبق عن عمار: إنها ((تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار))، فكان عمار بن ياسر واقفاً بالرغم من عمره وتقدمه في السن وهو يفوق التسعين عاما وقف إلى جانب الإمام علي عليه السلام في مواجهة الفئة الباغية، ضد الفئة الباغية، التي وقفت ضد الإمام علي عليه السلام، وحاربت الإمام عليا عليه السلام، فوقف عمار ووقف معه مالك الأشتر والكثير الكثير من عظماء أهل اليمن ومن جمهور أهل اليمن ومن قبائل أهل اليمن وقفوا ضد الفئة الباغية، مناصرين للحق، وكان لهم موقف بارز ومتميز في نصرة الإمام علي عليه السلام … وقد سعى التكفيريون فيما بعد بشكل كبير جداً ولا يزالون في هذه المرحلة بشكل كبير ومكثف لإبعاد أهل اليمن عن الإمام علي ولمحوه من الذاكرة الشعبية ومن الوجدان الشعبي ولكنهم فشلوا فشلاً كبيراً؛ لأن هذا الجانب قد تجذر وعياً ومبدأً وفهماً صحيحاً وإيماناً راسخاً، فهم فاشلون بالتأكيد، ولذلك تجد في واقعنا اليمني أن من أكثر الأسماء انتشاراً هو اسم علي، علي في اليمن اسم منتشر بشكل كبير، نستطيع القول إنه قد يكون تقريبا بعد اسم محمد منتشرا في الساحة اليمنية، تيمناً ومودة وأصبحت حالة قائمة في الذاكرة الشعبية،

رياح السلام

غزو باسم الدين وعلى أساس التشدد الديني وباسم الالتزام بالدين والخلافة الإسلامية والإسلام وما إلى ذلك، غزو آخر بهدف ضرب هذا الشعب في أخلاقه في عفته في شرفه في طهارته، اليوم هناك حرب كبيرة ومنظمة وتشتغل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشتغل أيضًا في المناطق والمدن عبر شبكات للإفساد المنظم، شبكات منظمة تسعى إلى إسقاط الشباب والشابات في الدعارة والرذيلة وإلى الإفساد الأخلاقي، هناك شغل كبير جدًا، ولوحظ أنه يزداد، كلما ازدادت المعركة العسكرية يزداد إلى جانبها هذا العمل هذا الشغل هذا الغزو، غزو يستهدفنا في أخلاقنا، الشعب اليمني والله هو من أشرف الشعوب من أكثرها طهارة وقدسية، ومن أكثر الشعوب عفة ونبلًا وشرفًا ومحافظةً، رجاله ونساؤه حتى تقاليده حتى أعرافه هي تحافظ على العفة تحافظ على الطهارة تحافظ على الشرف، تحافظ على المرأة وتصونها من الدنس وتحافظ على الشاب والرجل وتصونه من الدنس شعب غيور شعب عفيف شعب له أخلاق متميزة ومحافظة واضحة في هذا الاتجاه، لكن اليوم عبر  وسائل التواصل الاجتماعي عبر وسائل الإعلام المتنوعة أيضًا عبر بعض المعاهد التي تدرس اللغات معاهد أجنبية في صنعاء وفي بعض المدن لتعليم اللغات الأجنبية، وتلعب دورًا آخر يبقى نشاطها في تعليم اللغات نشاطا ثانويًا وغطاء لطبيعة نشاطها الحقيقي والرئيسي الذي تركز عليه، داخل هذه المعاهد يبدؤون ببرامج تساعد على الاختلاط الفوضوي وتعزيز الروابط خارج إطار الروابط الشرعية ثم تزداد هذه الروابط ثم يدخلون إلى المسخ تحت العنوان الحضاري والتغريب بشبابنا وشاباتنا وتقديم النموذج الغربي المنفلت الذي لا تحكمه ضوابط ولا أخلاق ولا قيم، كنمط حياة لشبابنا وشاباتنا ومن ثم إيقاعهم في الرذيلة والفساد الأخلاقي وأساليب كثيرة يشتغلون عليها وكانوا يشتغلون عليها، السفارة الأميركية فيما سبق ومضى كان في صنعاء لها شبكات ترعاها هي وترعى نشاطها، وبعلم وسمع وبصر الأجهزة الرسمية، كانت تعرف آنذاك وكان هذا النشاط مكثفاً للإفساد الأخلاقي، شبكات تشتغل شغلا فظيعا في هذا الاتجاه لماذا؟ هم يعرفون أن من أوقعوه في الرذيلة ودنسوه وفرغوه من قيمه الأخلاقية وأصبح إنسانًا تافهًا تائهًا ضائعًا، لا قيم له لا أخلاق له لا شرف له لا غيرة له لا حمية له، فيتجه في هذه الحياة على النحو الذي يريدونه، سيستعبدونه وبكل بساطة بكل سهولة، لن يبقى عنده أي اهتمام في أن يكون حرًا وفي أن يكون بلده حرًا، لن يبقى لديه أي اهتمام بشأن الناس ولا بمعاناتهم، ولن يبقى له أي اهتمام في مواجهة هذه التحديات والأخطار، إنسان تفرغ من حميته من شرفه من عزته من كرامته من إنسانيته، يصبح إنسانًا تائهًا كل اهتمامه في المياعة والضياع والرذيلة كل اهتماماته تنصب في هذا الاتجاه، لن يبقى لديه اهتمام بقضاياه المصيرية بقضاياه المهمة بشئون بلده الكبيرة والمصيرية، لا، سيتحول إلى إنسان تافه مفرغ من كل إحساس بالعزة والكرامة، ومن كل اهتمام ومن كل إحساس بالمسؤولية، سيتفرغ من ذلك، ويكون في ليله ونهاره ضائعًا وراء تلك التفاهات والرذائل الخسيسة العياذ بالله، حينها انتهى يضربونه بكل بساطة، يعني ليس همهم في هذا الغزو للإفساد الأخلاقي الممول بأكثر قنواته ووسائله من السعودي والإماراتي، ليس همهم فيه إمتاع شبابنا وشاباتنا حتى يرتاحوا ويتنعموا ويكيفوا، لا، ليس همهم من أجل راحة وقرة عين الناس، لا، الإفساد وسيلة من وسائل الاستعباد، الإفساد والتفريغ من القيم والمبادئ وسيلة خطيرة جدًا من وسائل السيطرة والتحكم، ومن وسائل الهوان، الإنسان الذي يصبح مائعًا تافهاً خسيساً ساقطًا في الرذيلة هذا إنسان فعلًا لن يهمه أن يكون عزيزاً في هذه الحياة ولا حراً ولا شريفًا، ولا أن يكون في هذه الحياة مستقلا أو يكون بلده مستقلًا ولن يبالي بأي شيء.

من كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة جمعة رجب 1438هـ

قد يعجبك ايضا