الكاتب والإعلامي صادق البهكلي يقرأ ويُقيم مع الشهيد القائد طبيعة الأحداث الراهنة

مع الشهيد القائد في تقييم الأحداث الأخيرة

 قراءة سريعة ـ وبقدراتي المتواضعة ـ لطبيعة الأحداث الأخيرة وسأحاول مستفيداً من دروس من هدى الله أجيب على الاسئلة التالية:

 متى بدأت الأحداث تنحرف عن البوصلة؟

 لماذا تم توظيف صالح بالذات وحاول يوظف هو الآخر الجماهير؟

 ما وراء تصعيد أنصار الله السريع؟ وكيف كانت النتيجة؟

يقول الشهيد القائد:

((إذا أرادت أن تكون مؤمناً بمعنى الكلمة فخذ العبر من كل حدث تسمع عنه أو تشاهده حتى في بلدك، حتى في سوقك، حتى داخل بيتك)).

1

الأحداث الداخلية الأخيرة أصابت الكثير بالحيرة والذهول وشعر البعض بحالة من الغرابة وهي فعلاً تلبست على الكثير فلم يعد يستطيع رؤية الأحداث على واقعيتها وتقييمها فهناك المؤتمر يحشد منذ شهرين وهناك من يتربص، وآخرون يعدون العدة لتفجيرها فتنة، وفي ذات الوقت تفاجأ الكثير بالتصعيد الحاد والسريع من قبل أنصار الله وحتى لا تذهب هذه الأحداث دون أن نأخذ منها عبرة ودرس نستفيد منها في تقييم الواقع والأحداث والشخصيات ونعرف أين الحق من الباطل والمسلم الحقيقي كما يقول الشهيد القائد هو (من يستفيد من كل شيء حوله، من متغيرات الحياة، من الأحداث المتجددة…)

متى انحرفت البوصلة، وظهرت المؤامرة؟

إذا قلنا أن موضوع التشويه الإعلامي لأنصار الله الذي بدأ منذ أكثر من عام هو بداية تنفيذ المؤامرة قد لا يصدق البعض وربما يطرح الكثير مبرراً أن ذلك هو عادة الإعلاميين المناكفات فيما بينهم لكن المؤامرة بدأت تتكشف مع جولة جديدة من الاستهداف الممنهج لأنصار الله لامس شيئين هامين يمتلكهم أنصار الله ويمثلان مرتكزا المشروع القرآني بكله هما الشعار وملازم الشهيد القائد..

فما يدل على أن هناك أصابع خارجية في مؤامرة الزعيم نفسه الذي حاول أن يجيّش قواعد المؤتمر لها واستغلال وفاء الكثير من الشخصيات معه ومعتمداً على الكثير من المطبلين له.. ولعل المرحلة الثانية من تنفيذ المؤامرة كانت خلال إطلاق الشعار (بالروح بالدم …) والذي كان يراد له أن يواجه ويُحجِّم انتشار شعار الصرخة بعد أن أصبح يتجذر يوماً بعد يوم في وجدان الشعب اليمني كصرخة للحرية وصرخة للكرامة وللنصر.. أما الاستهداف الثاني وإن لم يكن يطفوا على السطح لكنه ظهر في خطاب صالح ما قبل الأخير وهو استهداف الملازم ومحاولة تشويهها لماذا؟ لأن قوى العدوان تدرك بالذات والعالم كله يدرك، وأمريكا نفسها تدرك جيداً سر صمود الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات هو بسبب الشعار وبسبب الملازم وبالنسبة لأمريكا فهي ادركت مبكراً لخطورة الشعار والملازم على تواجدها العسكري في المنطقة واستهدافها لم يتوقف منذ ما قبل 2004م.

2

لماذا القوى الخارجة توظّف صالح؟

ولعل البعض يستغرب بل وينكر أن يكون لصالح دور أساسي في المؤامرة كونه شخصية كبيرة ولكن دعونا نعتمد على رؤية أن كل شيء وارد وسأسرد قصة قصيرة فيها درس كافي والقصة لم أعد أدري أين قرأتها وتتلخص في (أن ضابطاً بريطانياً صفع هندياً فقيراً أثناء الإحتلال البريطاني للهند فرد الهندي الصفعة بأقوى منها.. علم رئيس الضباط البريطانيين بالحادث فاستدعاء الضابط الذي صفع الهندي وطلب منه أن يعتذر من الهندي ويعطيه مبلغاً من المال، استثمر الهندي المال وأصبح بعد فترة تاجراً كبيراً فأستدعى رئيس الضباط البريطانيين ذلك الضابط الذي صفع الهندي وأمره بعد أن ذكره أن يذهب ويصفع الهندي مره أخرى ذهب الضابط وصفع الهندي ولكنه تفاجأ بأن الهندي لم يرد الصفعة تساءل ذلك الضابط عن السبب فأجابه رئيسه: عندما صفعت الهندي في المرة الأولى لم يكن يملك سوى كرامته ونحن أشتريناها بالمال الذي أعطيناه أما الآن فقد أصبح أسيراً لأمواله لذلك يراها كل شيء ولا يريد أن يخسرها) وهكذا على ما يبدوا أن قوى خارجية أستغلت نقطة ضعف صالح وهي أمواله التي في الخارج ومن هنا حركته ليخدم أهدافها وبطرق غير مباشرة ظهر ذلك جلياً في خطابه الركيك في فعالية السبعين مقابل خطاب الزوكا المتوازن نحواً ما وكذلك البيان الختامي.

3

المواطن ضحية الخداع والجهل

يقول الشهيد القائد ( وأنت تتلقى الأحداث لا تكن أنت بالشكل الذي يتلقى من الآخر كل ما يقول (سماعون للكذب)) ويفسر الشهيد القائد سر الشعبية الكبيرة لبعض الزعماء رغم فسادهم في أن الزمان اختلف عما كان في الماضي حيث كان يحتاج صاحب السلطة إلى موضوع الدين لتلميع نفسه كما فعل معاوية كان يضفي عليه هالة دينية وأنه كاتب الوحي لكن في هذا الزمن أختلفت المقاييس وصارت المقاييس المادية هي الأساس لدينا يقول ((تطور الزمان، وهكذا الباطل يتطور، لكن باتجاه تحت إلى أسفل إلى الحضيض حتى أصبحت القضية الآن أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج في تلميع نفسه في أن يوجد لنفسه ولاء في نفوس الناس، لا يحتاج إلى الجانب الديني بكله، وإذا قلنا هو لا يحتاج إلى الجانب الديني فماذا يمكن أن يقدم للآخرين؟ الآخرون نحن هبطنا أيضاً مع الزمن، هبطنا أيضاً؛ فنحن لم نعد ننظر إلى الشخص من زاوية الدين أبداً، اختلفت المقاييس, اختلفت المعايير لدرجة أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج أن يضفي على نفسه شرعية دينية، يمكن أن نقول شرعية ديمقراطية مثلاً، أو شرعية وراثة الملك، أنهم بيت ملك يتوارثونه واحداً بعد واحد، وهذا حق مطلق لهم ليس لأحد غيرهم فيقبل الناس.))

إذا فما هي أساليب التحشيد التي أعتمدها صالح في حشد الجماهير نحو السبعين يقول الشهيد القائد ((أمكنهم أن يعودوا إلى الأسلوب الذي عمله فرعون مع قومه أيام موسى، الحديث عن مظاهر الملك، الحديث عن مقامه باعتباره رمزاً، الحديث عن المنجزات، الحديث عن وعود كثيرة.))

ولأن الباطل إذا انساق معه الناس كما يقول الشهيد القائد (لا يخلق لديهم وعياً أبداً، إنما جهل متراكم يتراكم داخل النفوس فيصبحون أيضاً لا يبصرون).

لانها غابت عنهم المقاييس الدينية، والتقييم الإلهي فلم يستطيعوا تقييم نفسية صالح وشخصيتة بالذات إلا على أساس المصلحة المادية وانعدام البصيرة.

4

سر يقظة أنصار الله وكيف استطاعوا إفشال المؤامرة

….
المؤامرة كانت واضحة جليّة لمن لديهم وعي وبصيرة مع انه بدى لدى البعض حالة من الاستغراب لماذا كل هذا التصعيد الأنصاري والتحشيد للناس؟

يجيب الإمام علي (عليه السلام) ( العاقل من تدبر العواقب) ولأن لدى أنصار الله وخاصة قائد الحركة السيد عبد الملك (حفظه الله) لديه رؤية قرآنية حقيقة وهاضم للثقافة القرآنية معرفياً وتطبيقاً عملياً ومستبصراً بهدى الله سبحانه وتعالى ولذلك توّلدت لديهم رؤى كشفت المؤامرة قبل تنفيذها واستطاعوا من خلال الاستفادة من الشواهد واستنتاجها واقعياً وتقييم دقيق لشخصية صالح في الماضي والحاضر يقول الشهيد القائد: (الذي يزيد الإنسان وعياً فيستفيد من كل شيء حتى يصبح لديه قدرة على أن يعرف عواقب الأمور، ويعرف الشخصيات ماذا يمكن أن تعمل، وكيف يمكن أن يكون عملها، هم المؤمنون، هم من يستنيرون بنور الله، هم من تزكوا نفوسهم، وتزكوا مداركهم، هم من يمتلكون الحكمة، لا يحصل هذا إلا ممن يسيرون على نهج الحق.

والحق أو الهدي الإلهي قدم للناس بالشكل الذي يمكن أن يعطيهم بصيرة فيفهمون الأشياء قبل أن تحيط بهم آثارها السيئة، وإلا فكثير في الدنيا من الناس عقلاء حتى وإن لم يكونوا مؤمنين، لكن متى؛ متى ظهر لديهم وعي؟ بعد الضرب, الضربة بعد الضربة حتى صحوا، وحتى فهموا)..

أخيراً يمكن الرجوع إلى محاضرة (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) فيها تقييم رهيب جداً وكيف يمكن أن تقيم الواقع وتسفيد من الاحداث وتزداد فهماً وإدراكاً وتقيّم الواقع والشخصيات التقييم الصحيح بل وحتى ما يمكن أن تكون منطلقات هامة في إعادة توجيه الجماهير بشكل صحيح وهذا سر خوفهم من الملازم.

 

قد يعجبك ايضا