المتمرد الوضيع ـ عابد حمزة 

 

رفضت الولايات المتحدة بشكل رسمي أواخر الأسبوع المنصرم الشروط التي وضعها هادي للقبول بخطة ولد الشيخ للسلام في اليمن وأعربت على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة خارجيتها عن خيبة أملها من ردة فعل هادي ودعت في نفس الوقت جميع الأطراف للقبول بالخطة كونها ضرورية للتوصل لتسوية سياسية دائمة.

جميل جدا أن يصدر من الولايات المتحدة مثل هذا الرفض والأجمل منه لو كانت الولايات المتحدة حمامة سلام لا علاقة لها بالحرب أو أن ما يجري في اليمن شأن داخلي ليس له امتداد دولي واقليمي وهادي رجل دولة وصاحب قرار لا وصاية عليه وليس مرتهنا أو هاربا خارج اليمن

جميل أن تعاتب الوضيع هادي لو لم تعلن الحرب من واشنطن ولا علاقة لطائراتها وقنابلها وصواريخها وبارجاتها وجنودها واسلحتها المحرمة بالحرب على اليمن جميل لو لم تتدخل لإفشال مؤتمر جنيف1 وجنيف 2 واشتعل رأسها شيبا من شدة الغضب لأن السعودية ذهبت بدون موافقتها للتفاوض مع أنصار الله في ظهران الجنوب وكنا على وشك الاتفاق على وقف الحرب لو لم تتدخل بقوة ومن أجل افشاله هددت السعودية  بفتح ملف أحداث الحادي عشر واصدرت ضدها قانون جاستا لسنا أغبياء إلى الحد الذي يمكن أن نصدق بأن أمريكا تريد فعلا حلا سلميا في اليمن فمنذ متى أصبح للدنبوع الهارب جرأة وشجاعة وقوة تحميه من بطش الأمريكيين في حال تمرد عليهم أو رفض لهم طلبا  وكلنا يعرف أنه مجرد دمية لا يرتقي إلى مستوى أن يكون عبدا لها بل عبدا لعبيدها من عربان الخليج

السعودية نفسها مع فشلها وعجزها عن حماية أراضيها وما تتعرض له من خسائر مادية وعسكرية مهولة جعلت الكثير من الساسة والمحليين والخبراء العسكريين يؤكدون أنها مقبلة على الإفلاس في حال اصرت على مواصلة الحرب تريد حلا بل وتتمناه لو لم يكن الأمريكي  ضاغطا بكلتا يديه على رقبتها ولديه من الأوراق عليها ما يجبرها على مواصلة الحرب حتى يرتبط أمعاء أخر وهابي بأمعاء أخر أمير سعودي

أمريكا بتصريحاتها تريد فقط وفقط أن تغسل يديها من دماء عشرات الألاف اليمنيين الذين قتلتهم قنابلها وصواريخا المحرمة دوليا خاصة وأن مظلومية الشعب اليمني أصبحت الحدث الأبرز لوسائل الإعلام العالمية ولذلك فعندما تعاتب عبد عبيدها أو تتهمه بعدم قبول السلام فهي تريد أن يتحمل مع اسياده السعوديين الذين يباركون تمرده ورفضه لقبول خطتها أن تحملهم كامل المسؤولية عن الجرائم التي ترتكبها يوميا بحق أبناء الشعب اليمني أما الحرب فلن توقفها ما لم تتعرض لخطر مباشر يتهدد مصالحها في المنطقة

وأخيرا نقول أن هادي ومعه السعودية باستطاعتهم التمرد على أمريكا ورفض طلبها بوقف الحرب لكن يبقى السؤال الأهم  هل باستطاعة هادي والسعودية أن يوقفا الحرب وأمريكا لا تريد وقفه وتريد الاستمرار فيه ..؟

 

قد يعجبك ايضا