المدير التنفيذي لمؤسسة يمن ثبات التنموية  الأستاذ / حسان البدري في حوار خاص مع صحيفة الحقيقة

أتت المؤسسة من منطلق المسؤولية الاجتماعية والواجب الديني والاخلاقي في رعاية أسر المرابطين في كافة الجبهات

نسعي لخدمة المرابطين وذويهم بشكل راقٍ يليق بمكانتهم وواجب العناية بهم

 نسعي لمنح أسر المرابطين كافة الامتيازات، وحصول المرابطين وأسرهم على عضوية الهيئات والمؤسسات المعنية بالرعاية الصحية والمعيشية والثقافية

 

انطلقنا في المؤسسة من شعار” لنكن شركاء في صناعة النصر” مؤسسة يمن ثبات وكل العاملين فيها يتشرفون بأنهم خدام للمرابطين وأسرهم.

نوجه الدعوة لكل شرائح المجتمع بضرورة التفاعل الايجابي في جانب رعاية اسر المرابطين كحق وواجب على كل أفراد المجتمع، المدير التنفيذي لمؤسسة يمن ثبات التنموية.. الأستاذ / حسان غانم البدري في حوار خاص مع “الحقيقة”..

> في البداية ممكن أن تعطي القارئ الكريم نبذه عن مؤسسة يمن ثبات من حيث فكرة التأسيس وتاريخ الانطلاقة؟

>> نرحب بصحيفة ” الحقيقة” متمنيين لكم دوام التوفيق في عملكم الإعلامي المساند والمكمل لأي جهد رسمي أو مجتمعي خصوصاً في هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا عدواناً بربرياً همجياً يستهدف الأرض والإنسان وكل المقدرات.

وبالنسبة لفكرة تأسيس مؤسسة يمن ثبات التنموية، فقد أتت من منطلق المسؤولية الاجتماعية والواجب الديني والاخلاقي في رعاية أسر المرابطين في كافة الجبهات، وهو أقل واجب تجاه من يقدمون أرواحهم فداءً لعزة وكرامة اليمن.

وكانت توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذا الجانب واضحة، وبحيث تحظى أسرة المرابط وأبناؤه بكامل الرعاية، حتى يطمئن من يذهب إلى الجبهات أن هناك من يهتم بأسرته ويوفر لهم ضروريات الحياة.

وإنطلاقاً مما ذكرناه سابقاً تم تدشين مؤسسة يمن ثبات التنموية في شهر ديسمبر من العام 2017م كمؤسسة مدنية معنية ومهتمة بأسرة المرابط، وأعلنا في حفل التدشين الذي حظي بحضور رسمي لقيادات الدولة على كافة المستويات، عن أهداف المؤسسة ورسالتها والتي تتمثل في التالي:

– حشد طاقات وقدرات وإمكانات المجتمع لدعم أسر المرابطين وتمكينهم من الحصول على الخدمات الكاملة، والسعي لخدمة المرابطين وذويهم بشكل راقٍ يليق بمكانتهم وواجب العناية بهم.

– تعزيز وتقوية الروابط الاجتماعية بين المرابط والمجتمع بكافة شرائحه من خلال شبكة العلاقة والتعاون والتنسيق وحث المجتمع على دعم الأنشطة والبرامج التي تخدم المرابط واسرته.

– تنظيم الفعاليات والأنشطة لمؤازرة المرابطين وتعزيز ثباتهم، بالتأكيد على أن مساندة أفراد المجتمع للمرابطين، يكون له عظيم الأثر في تحقيق النصر.

– السعي لمنح أسر المرابطين كافة الامتيازات، وحصول المرابطين وأسرهم على عضوية الهيئات والمؤسسات المعنية بالرعاية الصحية والمعيشية والثقافية.

 

> ما هي برامج ومشاريع مؤسسة يمن ثبات ؟ وما هو مصدر تمويلها؟

>> تتركز برامج المؤسسة في ثلاث اتجاهات رئيسية هي:

– الرعاية الاجتماعية.

– الرعاية الصحية.

– الرعاية التربوية.

– أية برامج أخرى تخدم المرابط وأسرته وتحقق عوامل الثبات والصمود.

كما أن الشركاء الداعمون من الجهات الرسمية والقطاع الخاص والميسورين ورجال البر والإحسان، يمثلون المصادر الرئيسية لتنفيذ برامج وأنشطة مؤسسة يمن ثبات..  وترى المؤسسة في الجهد  المجتمعي وتفاعل كافة شرائح المجتمع بما يخدم أسر المرابطين، واجب ديني واجتماعي أولاً لتحقيق التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا تفعيل الشراكة مع كافة فئات المجتمع، من منطلق أن الجميع شركاء في صناعة النصر والتصدي لقوى العدوان، ورعاية أسر المرابطين من أوجب الواجبات في هذا الجانب، لذا فقد انطلقنا في المؤسسة من شعار” لنكن شركاء في صناعة النصر” للتـأكيد على الشراكة وتفعيلها في برامج وأنشطة تخدم المرابطين وأسرهم.

  وأول مشروع أطلقته المؤسسة هو توزيع 11518 سلة غذائية على أسر المرابطين في مارس من العام 2018م.. تلا ذلك تدشين المرحلة الأولى من توزيع السلال الغذائية تحت الشعار. الذي اطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني”.

وشملت هذه المرحلة توزيع نحو 33942 سلة غذائية.

 

– ما هو دوركم تجاه أسر المجاهدين؟ وهل لديكم قاعدة بيانات لأسر المرابطين؟

>> تقوم مؤسسة يمن ثبات التنموية بإقامة وتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة الهادفة إلى حشد الجهود والطاقات والإمكانيات لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت المؤسسة،  وذلك من خلال تضافر جهود الجميع  لخدمة ودعم  المرابطين وتعزيز ثباتهم  وصمودهم لما فيه خير ومصلحة وطننا وشعبنا .

وتسعى المؤسسة بعون الله وتوفيقه والتوكل عليه بالإضافة إلى جهود الخيرين وعطاء المانحين للاهتمام بالمرابطين ورعاية أسرهم وذويهم في العديد من  المجالات وعلى رأسها توفير متطلبات أسر المرابطين العزيزة والكريمة التي جادت برجالها وشبابها ودفعت بهم إلى الجبهات لصد العدوان الصهيوني والأمريكي الذي تنفذه أدواتها في المنطقة النظامان السعودي والإماراتي.

وبالنسبة لقاعدة البيانات فهي مهمة جداً في عمل المؤسسة، حتى نستطيع من خلالها تنظيم البرامج والأنشطة وتقديم المساعدات بشكل أفضل، فقد بدأنا خلال الفترة الماضية بتجميع بيانات آلاف الأسرة، وكذلك بيانات الداعمين من التجار ورجال الخير لعمل قاعدة بيانات متكاملة وذات جدوى عملية.. علماً أننا وبالتعاون مع الجهات المعنية نقوم بتحديث قاعدة البيانات الحالية بشكل مستمر لضمان الوصول إلى أكبر عدد من أسر المرابطين في مختلف المحافظات والمديريات.

 

> هل تقومون بتوزيع المساعدات إلى جميع أسر المرابطين ؟ أم هناك معايير لتحديد بعض الأسر؟

>> نتيجة عدم توافر الإمكانات المادية الكافية لتغطية كل أسر المرابطين فقد بدأت المؤسسة باستهداف الأسر الأشد احتياجاً خصوصاً فيما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية ” السلال الغذائية”، وكذا توجيه بعض المشاريع والبرامج لتغطية احتياجات أسر أخرى سواءً في المجال الصحي أو التربوي أو توزيع كسوة وجعالة العيد وغيرها من المشاريع.  

فقد استطعنا خلال الفترة الماضية وبدعم من شركاء المؤسسة في العمل الجهادي والإنساني من توزيع اكثر من 130 الف سلة غذائية  توزيع السلال الغذائية.

وفي الجانب الصحي قامت المؤسسة بدفع تكاليف إجراء عمليات وأدوية للمرضى من أسر المرابطين بمبلغ 22 مليوناً و490 ألف ريال.

وفي مشروعي الرعاية التربوية التعليمية والرعاية الاجتماعية، بلغ اجمالي المشاريع التي نفذتها المؤسسة فيهما أكثر من 74 مليون ريال.

ومع هذا نرى أن ما تم توزيعه لا يغطي إلا الجزء البسيط من احتياجات أسر المرابطين، ولم نستطع حتى الآن تغطية كل الأسر، ونطمح مستقبلاً إلى التوسع والتنوع في برامج المؤسسة لتحظى أسر المرابطين بكامل الرعاية المعيشية والصحية والتربوية، وهذا يتوقف بطبيعة الحال على زيادة الدعم لكافة البرامج التي تخدم أسر المرابطين.

> هناك من يقول إن الكثير من الأنشطة والأعمال تتم بطريقة عشوائية ولو أنها وفق آلية منظمة لكانت ذات جدوى أكبر.. كيف تردون على ذلك؟

>> الخطوات التي خطتها المؤسسة منذ إنشائها في ديسمبر 2017م سواءً في إنشاء فروع المؤسسة في عدد من المحافظات، أو في المراحل المختلفة لعدد من المشاريع التي تم تدشينها، تؤكد أن كل الأعمال والأنشطة تتم وفق دراسات مسبقة وأولويات محددة، كما أن لدينا في المؤسسة إدارة مختصة بدارسة المشاريع والأوليات التي يجب الانطلاق من خلالها في إطار قاعدة البيانات المتوفرة.

 

> نسمع عن أنشطة واسعة للمؤسسة هل هي وفق خطة استراتيجية لاستهداف أسر المرابطين مثلاً كل فترة معينه يتم استهداف أسر المرابطين في إحدى الجبهات ومن ثم الجبهة الأخرى ؟

>> كما ذكرنا فإن أنشطة المؤسسة متعددة تشمل العديد من الجوانب، وكذلك عمل الفروع في المحافظات التي أوكل إليها تنفيذ البرامج وتدشين توزيع السلال الغذائية وفقاً لنطاق اختصاصها، وبما يكفل سهولة الوصول إلى الأسر في مناطق ومديريات المحافظة.

 كما أن خطة المؤسسة للعام 2019م والتي قطعنا فيها شوطاً لا بأس به، تتضمن توسيع عملية التدشين للعديد من البرامج التي تخدم المرابطين وأسرهم خصوصاً في الجانب المعيشي وتوزيع السلال الغذائية، وكذلك في الجانب الصحي الذي بدأنا العمل به لتوفير رعاية صحية متكاملة لأسر وأبناء المرابطين وتحمل تكاليف العمليات الكبرى والأدوية اللازمة للمرضى من أسر المرابطين.

 

> أقامت مؤسسة يمن ثبات العديد من الأعراس الجماعية للمرابطين هل هناك معايير للاختيار ؟ لأن هناك الكثير ممن حاولنا التواصل بهم قبل إجراء هذا الحوار يشكون من طريقة الاختيار ويشكون من الإهمال ؟

> مشروع “العفاف” لتزويج المرابطين غير القادرين على تحمل تكاليف الزواج، أحد المشاريع التي أطلقتها مؤسسة يمن ثبات مطلع العام الحالي 2019م، ورغم الفترة القصيرة من عمر المشروع فقد تمكنا من إقامة أربعة أعراس جماعية للمرابطين في مختلف الجبهات ومن مختلف المحافظات.

فقد احتضنت مدينة ذمار العرس الجماعي الأول لنحو 20 مرابطاً، كما أقمنا العرس الثاني في مدينة الحديدة لعدد 40 مرابطاً، واقيم العرس الجماعي الثالث للمرابطين في مدينة عمران لنحو 35 مرابطاً، وفي العاصمة صنعاء أقامت المؤسسة العرس الجماعي الرابع لأكثر من 80 من  الجيش والأمن واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات.

 تلك الأربعة الأعراس الجماعية هي باكورة مشروع “العفاف” الذي سيستمر وفق خطة طموحة ليشمل أكبر عدد من المرابطين غير القادرين على تحمل تكاليف الزواج.

وهنا نود أن نوجه الشكر لكل من ساهم وقدم الدعم لإنجاح الأعراس الجماعية خصوصاً الهيئة العامة للزكاة ومؤسسة الاتصالات، وغيرها من الجهات.

كما نؤكد أن مشاريع مؤسسة يمن ثبات لايمكن أن تتم بانتقائية أو أننا نهمل أحداً منهم، فهم جميعاً في حدقات أعيننا، وما وجدنا في هذه المؤسسة إلا لخدمتهم وخدمة أسرهم، ووفاءً لدورهم العظيم والكبير الذي لا يمكن أن يضاهيه أي دور. 

 

> ما هي أبرز العوائق التي تواجهونها و هل لديكم خطط لتجاوزها؟

>> ندرك أن خدمة المرابطين وأسرهم وتلمس احتياجاتهم، شرف عظيم وعمل جهادي يصب في تعزيز حالة الثبات والصمود في مواجهة العدوان، لذا فإننا نسعى لبذل ومضاعفة الجهود على كافة المستويات لتقديم ما يمكن تقديمه لأسر المرابطين.

ونشير هنا إلى أن الإمكانات المادية تظل هي العائق الرئيس أمام تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التي تتضمنها خطط المؤسسة، كما أن عدم التفاعل المجتمعي سواءً من السلطات المحلية في بعض المحافظات أو من قبل رجال المال والأعمال والتباطؤ في تقديم الدعم وعدم استشعار المسؤولية الاجتماعية تجاه أسر المرابطين، يعد عائقاً آخر واجهته المؤسسة خلال الفترة الماضية.

لذلك فإننا دائماً نوجه الدعوة لكل شرائح المجتمع بضرورة التفاعل الايجابي في جانب رعاية اسر المرابطين كحق وواجب على كل أفراد المجتمع وليس ترفاً أو فضلاً نقدمه لهذه الأسر التي تخلدت في انصع صفحات التاريخ بأبطالها الميامين الذين يسطرون الملاحم دفاعاً عن الأرض والعرض.   

 

> هل تستطيع أن تؤكد لكل المرابطين في جبهات العزة والشرف إن أبناءهم وأهلهم محط اهتمامكم وعنايتكم في الغذاء والكساء والدواء ؟

>>هذا واجب على كل المجتمع خصوصاً الميسورين من التجار ورجال المال.. فلولا تضحيات من انطلقوا إلى الجبهات دفاعاً عن أمن وعزة وسيادة اليمن لما نعم بقية المجتمع بالأمن والاستقرار، ولكان حالنا كحال سكان المناطق المحتلة من العدوان السعودي الامريكي  وما يعيشونه من امتهان وتعذيب وسجون وانتهاك للحريات، وهذا ما أراد العدوان أن يفعله بكل أبناء اليمن.

لذلك فحق المرابطين وأسرهم علينا كبير، ومؤسسة يمن ثبات وكل العاملين فيها يتشرفون بأنهم خدام للمرابطين وأسرهم، ولن نبخل في توفير احتياجات أسر المرابطين والبحث عن مصادر لتمويل كل المشاريع التي تخدمهم.

 

> رسالة توجهها للمرابطين ؟

>> أيها المرابطون أنتم أشرف من عرفناهم  وأوفى من عهدناهم، عملكم العظيم ورباطكم في مواقع الشرف والعزة، سجل خالد لا يمكن أن تنساه الأجيال، فأنتم المثل الأعلى في التضحية والفداء.. لذا فإن الوفاء لكم ولمبادئكم وأنتم من زرعتموه فينا أقل ما يمكن أن نقدمه من خلال توفير احتياجات أسركم الكريمة، ونسأل الله تعالى لكم النصر المبين.

 

قد يعجبك ايضا