المواجهة والصمود قدرنا ومصيرنا بقلم / عبدالرحن محمد عبدالملك المروني

 

إلى الآن ما يزيد على سنة وشهرين ونحن نواجه عدواناً غاشماً من معتدي مجرم ٲقل ما يقال عنه ٲنه نذل وحاقد..

لقد فعل المعتدون في اليمن وشعبها الطيب المسالم كل الٲفاعيل في سبيل تركيع الشعب اليمني وإعادته إلى بيت الطاعة..!! وفي سبيل ذلك استخدم كل الأساليب البشعة والفضيعة بدءاً بالحرب التدميرية الشاملة والدعم السخي للجماعات الإرهابية (القاعدة وفصائلها) وانتهاء بالحصار البري والبحري والجوي الخانق.. وكل ذلك يعد ولا شك وبكل المقاييس عدوان غاشم ظالم في حق جار مسلم لم يصدر منه ما يوجب هذا العدوان ولا عشر معشار هذا الظلم والإجرام.. وخلال فترة سنة وشهرين قدم أبناء اليمن التضحيات الجسيمة وأثبت صموداً وشجاعة نادرة قل ٲن يوجد لها نظير في تاريخ الإنسانية القديم والمعاصر..!!

لكن ومن باب قول الصدق والاعتراف بالحق أن تلك المواقف العظيمة لليمنيين وذلك الصمود طوال هذه الفترة وإلى أن يوقف العدوان وتنتهي الحرب لم يكن بطولة ولا شجاعة وٳنما يصدق عليه المثل العربي القائل: “مكرهٌ ٲخوك لا بطل”..!! والسبب في ذلك بسيط جداً وهو أن المعتدي “النذل” الحقير بلغ من النذالة والإجرام حداً لا يوصف فهو ومنذ بدٲ علينا عدوانه الظالم وحتى اليوم لم يترك للشعب اليمني خط رجعة ولم يدع له خياراً غير المواجهة والصمود..!! هل يستطيع أحد أن يدعي أن السعودية أبدت ٲي تفاهم أو قبلت بٲي صلح ٲو سعت إلى ٲي حل؟!!

ٲبداً لم يحدث شيء من ذلك ٲبداً ٲبداً وقد لا يحدث حتى لو استمرت الحرب عشرات السنين ٳلا ما كان على سبيل السياسة والمراوغة لكسب المزيد من الوقت فنحن نعلم حقد الأعراب وشدة عداوتهم وحماقتهم واستكبارهم وعنجهيتهم المفرطة..

لذلك فنحن – شئنا ٲم ٲبينا – صرنا مكرهين على الصمود والمواجهة ولا خيار لنا غير ذلك حتى لو فنينا عن آخرنا طالما وٲن العدو لم يترك لنا خيار آخر غير الاستسلام لأننا غير مستعدين أن نستسلم أو أن نرفع الراية البيضاء مهما كلفنا ذلك من تضحيات فنحن نعلم جيداً أن فاتورة الاستسلام والخضوع ستكون أكبر بكثير من فاتورة الصمود والمواجهة ولنا في اخواننا الفلسطينيين والعراقيين والٲفغان وٲخوتنا في الجنوب المحتل اليوم شر عبرة..

ما ٲريد ٲن ٲقوله وٲؤكد عليه أن ما عليه الشعب اليمني اليوم من الصمود في وجه العدوان لا يعتبر شجاعة نادرة ولا بطولة عظيمة كما قد يتصور البعض ولكنه الخيار الذي لا مفر منه وهذا هو شأن الإنسان اليمني عبر التاريخ..

فالإنسان اليمني متسامح بطبعه يميل إلى الهدوء وينآى بنفسه عن الوقوع في المشاجرات والفتن والمشاكل مع الآخرين وفي أغلب الأحيان تراه يفضل أن يترك حقه الذي له مهما عظم على أن يقع في مشادة أو مشكلة مع الغير لكنه مع ذلك يٲنف أن يخضع لمتسلط أو يركع لمتجبّر أو يسلم نفسه لعدو ظالم مهما كلفه ذلك من ثمن حتى لو كان جميع ماله أو أولاده أو حتى نفسه التي بين جنبيه وهو في نفس الوقت لا يرفض أي سعي إلى صلح أو مهادنة أو حكم يحل المشكلة ويفض النزاع مهما كان جائراً أو لا يصب في مصلحته..

هذا ما يجب أن يعرفه حكام مملكة الشر ومن لف حولهم من المجرمين المعتدين وليعلموا علم اليقين اننا لن نخضع لجبروتهم ولن يرهبنا طغيانهم ولن يخيفنا عدوانهم وسنواجههم بما لدينا من إمكانيات طالما استمروا في عدوانهم علينا ليس اليوم فقط وإنما اليوم وغداً وبعد غد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وشعارنا دائماً وأبداً : “نعيش ٲعزاء أو نسقط في ساحات القتال كرماء”..

قد يعجبك ايضا