اليمنيون في سماء تاريخ الإسلام… نجوم لامعة وأدوار متميزة

 

اليمنيون في سماء تاريخ الإسلام… نجوم لامعة وأدوار متميزة

 

السيد القائد: الشعب اليمني كان له فضيلة السبق والالتحاق والانتماء للإسلام منذ أيامه الأولى.

السيد القائد:  هويتنا  الإيمانية تشكل ضمانة رئيسية لتماسكنا لنبقى أحراراً، لنبقى صامدين، لنبقى دائماً أعزاء ونأبى العبودية لغير الله.

 

للجمعة الأولى من شهر رجب أهمية وذكرى مميزة وعزيزة، من أعز وأقدس الذكريات لشعبنا اليمني المسلم العزيز، وتعد أيضاً من الصفحات البيضاء الناصعة في تاريخ شعبنا المسلم، هذه الذكرى هي واحدةٌ من ذكريات ارتباط شعبنا العزيز بالإسلام العظيم، في الجمعة الأولى حيث التحق عدد كبير من أبناء اليمن بالإسلام؛ ولذلك هي مناسبةٌ مهمةٌ في الحفاظ على هوية شعبنا المسلم وفي تجذير وترسيخ هذه الهوية لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، الهوية التي يمتاز بها شعبنا اليمني، الهوية الإسلامية المتأصلة، هي تعود إلى تاريخٍ أصيلٍ لهذا الشعب، فعلاقته بالإسلام وارتباطه بالإسلام وإقباله على الإسلام منذ فجره الأول كان على نحوٍ متميزٍ وعلى نحوٍ عظيم، منذ بزوغ فجر الإسلام، كان هناك ممن هم من أصول يمنية، وممن هم من اليمن، من تميزوا كنجوم لامعة في سماء تاريخ الإسلام، .

جمعة رجب مناسبةً مهمة لترسيخ وتعزيز الهوية الإيمانية لهذا الشعب العظيم؛ لأن هذا النص المبارك: (الإيمان يمان) له دلالة كبيرة جدًّا، يعبِّر عن طبيعة الدور في هذا الشعب، وليس فقط مجرد الانتماء العادي للإيمان؛ إنما لهذا الشعب دوراً مميزاً وأساسياً ومهماً في المسيرة الإيمانية، وهويته الإيمانية هي على النحو الذي يقدِّم فيه النموذج- أولاً- النموذج المتميز الراقي المعبِّر المفيد، ثم أيضاً الدور الأصيل في حمل راية هذا الدين، في حمل الراية الإيمانية، في الثبات على المبادئ الإيمانية في كل المحطات الحسَّاسة في واقع هذه الأمة على امتداد مستقبل هذه الأمة.

واعتزاز شعبنا على مر تاريخه بهذه الذكرى، وإعطاؤه لهذا اليوم خصوصية في الاحتفاء به بأشكال متعددة وتعابير متنوعة، من بينها صلة الأرحام، من بينها ما يعرف في بلدنا بالرجبية، وأشكال متنوعة من الأذكار، من الاحتفال، من الابتهاج، من إظهار السرور، هذا شيءٌ عظيم وشيءٌ إيجابي وشيءٌ مهم وشيءٌ مفيد، ويهمنا اليوم أن نستفيد على نحوٍ أكثر وأكبر، مضافاً إلى شكر النعمة والاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة والاعتزاز بما ينبغي أن نعتز به، هناك أيضاً مسألة مهمة في هذا الظرف الحساس، في هذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها أمتنا بشكلٍ عام، نحتاج إلى أن نستفيد بشكلٍ كبيرٍ جدًّا من هذه الذكرى في الحفاظ على هوية شعبنا وبلدنا، وفي الحرص على ترسيخ هذه الهوية الأصيلة، لتمتد في أجيالنا جيلاً بعد جيل.

اليمنيون نجوم لامعة في سماء تاريخ الإسلام

الكتابة حول تاريخ اليمن والأدوار التاريخية الناصعة التي سجلها الشعب اليمني منذ ما قبل مجيء الرسالة الإلهية وإلى اليوم يحتاج عشرات الـمجلدات فمن الـمعروف أن الحضارة اليمنية من أقدم الحضارات وكانت اليمن هي الـمتحضرة الوحيدة في ذلك الوقت فبنت السدود وشيدت القصور وشقت الطرق وازدهرت التجارة بين الشرق والغرب حتى أطلق على اليمن “العربية السعيدة” وغطت الهجرات اليمنية قديماً مختلف الخريطة العربية حتى عرف الشعب اليمني بأنهم أصل العرب ولقد كان الشعب اليمني قديماً يتسم بالعقلانية والحكمة والسمو الأخلاقي والقيمي وقد سجل القرآن موقف ملكة سبأ وكيف تقبل اليمنيون الحق وأسلـموا على يد نبي سليمان ((عليه السلام)) وقد ذكر القرآن الكريم أن اليمنيون كانوا يعبدون في مراحل الجاهلية الشمس وهذا يؤكد أنهم لـم يعبدوا الأصنام، كما ذكرت الـمصادر التاريخية أن الـملك التبع اليماني كان أول من كسى الكعبة الـمشرفة وكان اليمنيون يحجون إلى الكعبة.. وكانوا يتطلعون إلى مبعث الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ليؤمنوا به..

إلا أن أعظم الأدوار التي سطرها الشعب اليمني كان وما يزال في التاريخ الإسلامي فكانوا من أوائل الـمصدقين برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فمنذ بزغ فجر الإسلام كان هذا الشعب العظيم حاضراً في ميادين الاستجابة والطاعة والتسلـم لله ولرسوله لأنه وجد في الإسلام انسجاماً كبيراً مع مبادئه وقيمة وعزته ونخوته وكرامته فأنصهر في بوتقة تعاليمه وقيمه ووقف وقفة الصدق والوفاء مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مجاهداً ومعيناً وناصراً فأستحق ذلك الوسام العظيم الذي قلده إياه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بقوله ” الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية” وهذه الـمقولة ليست مدائح فارغة بل هي مصداقاً لـما جسَّده الشعب اليمني الذي كان سباقاً للإسلام، وصولاً لاحتضان الرسول والرسالة.

شكل اليمنيون النواة الأولى للجيش الإسلامي

كان للشعب اليمني دور كبير ورئيسي وكانوا هم نواة الجيش الإسلامي الجانب الأكثر والأبرز والصلب، الذي استفادت منه الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات، فهو الشعب الفاتح، وهو الشعب الذي قوض بشكل كبير في حضوره البارز في الجيش الإسلامي امبراطوريات الكفر والطاغوت التي سعت لـمحو الإسلام وضرب الأمة الإسلامية، وشكل على مدى التاريخ شكل قوة حقيقية في داخل الأمة معتداً بها محسوبًا لها حسابًا كبيراً، فهو وقف فيما بعد في مرحلة الانقسام الكبير في داخل الأمة، وقف معظم رموزه وقبائله الـموقف الحق إلى جانب الإمام علي (عليه السلام)، ..

دور اليمنيون في نصرة الرسول والرسالة

كان لقبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين دوراً بارزاً في إرساء دعائم الإسلام فقد آوت الرسول بعدما خذله قومه وناصرته بعدما حاربه قومه وهم أولئك الذين وقفوا مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وقفة الإباء والكبرياء والوفاء والصدق فقال كبيرهم لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ” امض بنا يا رسول الله ولو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد إنا لصُبُرٌ في الحرب وصُدُقٌ عند اللقاء” فسماهم الله في محكم كتابة ” الأنصار” ولعل أعظم وصف لوفاء الأنصار هو قول الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]. ومن مميزات الوفاء والشجاعة والإقدام والثبات على الحق أن الأنصار وقفوا مع رسول الله وقفة الصدق فلـم ترهبهم قوة قريش ولا مكانتها ولا إمكانياتها عن نصرة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فجاهدوا جهاد الـمخلصين الصادقين ووقفوا وقفة الإباء والعز والثبات في ميادين التضحية رغم قلة الإمكانيات عدداً وعدة أمام جحافل قوى الطاغوت وقوتهم وإمكانياتهم الكبيرة فكانت غزوة بدر أول مصاديق الوفاء ثم تتالت ملاحم الجهاد فكانوا في مقدمة الصفوف حتى كتب الله النصر لرسوله وللـمؤمنين الـميامين وأمام هذا الوفاء فقد بادلهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الوفاء ومما قال لهم (صلوات الله عليه وعلى آله) في كلام طويل: ((  فو الذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار))..

عمار بن ياسر شاهد بالحق على وفاء اليمنيين وعظمة إيمانهم وثباتهم

 كان عمار بن ياسر رضوان الله عليه معلـماً من الـمعالـم الرئيسة الشاهدة بالحق عندما وقف مع الإمام علي (عليه السلام) موقفه الـمعروف، والرسول صلوات الله عليه وعلى آله كان قد قال فيما سبق عن عمار: ((تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار))، فكان عمار بن ياسر واقفاً بالرغم من عمره وتقدمه في السن وهو يفوق التسعين عاما وقف إلى جانب الإمام علي (عليه السلام) في مواجهة الفئة الباغية، ضد الفئة الباغية، التي وقفت ضد الإمام علي (عليه السلام)، وحاربت الإمام عليا (عليه السلام)، فوقف عمار ووقف معه مالك الأشتر والكثير الكثير من عظماء أهل اليمن ومن جمهور أهل اليمن ومن قبائل أهل اليمن وقفوا ضد الفئة الباغية، مناصرين للحق، وكان لهم موقف بارز ومتميز في نصرة الإمام علي (عليه السلام)، كما وقفوا مع الكثير من عظماء أهل البيت ولا يزالون اليوم أكثر ارتباطا بأهل البيت رغم ما تعرضوا له من حملات فكرية كالفكر الوهابي الذي بُذل لنشره في اليمن الـمليارات في سعي أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الإمام علي وأعداء أهل البيت إلى فصل الشعب اليمني عن  رموزه العظماء الذين تمسك بهم بداية من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ثم الإمام علي ((عليه السلام)) ومن بعده من عظماء أهل البيت (رضوان الله عليهم).

اليمنيون من مواجهة أثرياء الجاهلية الأولى إلى مواجهة أثرياء الجاهلية الأخرى

وكما واجه اليمنيون في صدر الإسلام أمبراطورية الكفر والطاغوت بقوتها وإمكانياتها الكبيرة هاهم اليوم يواجهون امبراطورية الطاغوت الـمعاصرة ـ الـمتمثلة بأمريكا وإسرائيل وأدواتهم في الـمنطقة كالنظام السعودي الـمجرم والنظام الإماراتي وغيرهم من أعداء الأمة ـ رغم إمكانياتها الكبيرة وترسانتها العسكرية الهائلة والـمتطورة ولـم ترهبهم سطوة الطغيان بل وانطلقوا من مسؤوليتهم الدينية كما أنطلق أجدادهم في مواجهة قوى البغي والعدوان رافضين الخنوع والاستعباد وسياسة الإذلال والتركيع، وحملوا راية الحق والعدل والحرية في ظلال قيادة ابن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحفيد الإمام علي ((عليه السلام)) السيد القائد عبد الـملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) الذي يقود معركة التحرر والاستقلال بكل كفاءة واقتدار، وانطلق معه أحرار الشعب اليمني كما انطلق أجدادهم مع رسول الله ومن منطلق الانتماء الإيماني وانتماء النصرة والجهاد ورفع راية الإسلام حاذين حذو أجدادهم الأنصار في نصرتهم للإسلام في تمسكهم بمبادئ هذا الإسلام بقيم هذا الإسلام بأخلاق هذا الإسلام في ارتباطهم الحميمي والوجداني ومحبتهم العظيمة لنبي الإسلام وتمسكهم بعزة هذا الإسلام وحرية هذا الإسلام الذي يجعل منهم شعباً مستقلاً لا يقبل أبداً بالتبعية للمنافقين بالتبعية لمن عبّدوا أنفسهم لأمريكا ولإسرائيل من أعداء البشرية وأعداء الإنسانية وأعداء الإسلام وأعداء الـمسلمين.

ولقد كتب الله لأحفاد الأنصار كما كتب لأجدادهم الـمعونة والنصر والتأييد الإلهي فرأينا الـمعجزات على أيديهم رأي العين وشهدوا لصدق وعد الله بنصر أوليائه، كما كان لهم شرف اختيار الله لهم لينكلوا بأعدائه على أيديهم فهنيئا لشعبنا العظيم هذا الاستمرار على النهج وإن كان فيه تضحية وإن كان فيه عناء وإن كان له ثمن ولكنه شرف والذي لو حاد عنه لخسر الدنيا وخسر الآخرة.

صور من تجليات الهوية الإيمانية للشعــب اليمني

أولاً ـ الجانب الروحي

الجانب الروحي: وهو جانبٌ أساسيٌ في الهوية الإيمانية، وفي الانتماء الإيماني، وفي الواقع الإيماني للإنسان، ومن خير ما نستفيد منه في هذا الجانب هو ما ورد عن رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” بالوصف لأهل اليمن، عندما قال فيما روي عنه : (أرقُّ قلوباً، وألين أفئدة)، هذا النص مهم في التعبير عن الجانب الروحي.

 (أرقُّ قلوباً، وألين أفئدة)، في مقابل أنَّ هناك آخرين ممن هم قساة القلوب، ممن يتصفون بقسوة القلوب، هذه المشاعر الرقيقة الإنسانية لها أهمية كبيرة جدًّا في تفاعل الإنسان مع هدى الله، في تأثره بهدى الله “سبحانه وتعالى”؛ …رقة القلوب ولين الأفئدة) هيأت الكثير من أبناء شعبنا العزيز من رجاله ونسائه لأن يكونوا على درجة عالية في علاقتهم بالله “سبحانه وتعالى”، القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة هي قريبة من التفاعل مع الله “سبحانه وتعالى”، قريبة من أن تحمل مشاعر المحبة، والتعظيم، والخشية، والخشوع، والخضوع لله “سبحانه وتعالى”؛ ولهذا نرى أيضاً أنَّه ورد فيما يتعلق بنصٍ قرآنيٍ مهم هو قول الله “سبحانه وتعالى”: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[المائدة: من الآية54]، أنَّ أهل اليمن هم من مصاديق هذا النص، من أهل اليمن من يكونوا ضمن القوم هؤلاء، ومصاديق لهذا النص القرآني المبارك، وفعلاً بهذه القلوب والمشاعر الرقيقة القريبة للتفاعل والتأثر مع هدى الله مع الله “سبحانه وتعالى” لأن تمتلئ بحب الله “سبحانه وتعالى” عندما تذكر بالنعمة، عندما تعرف الله في عظمته فيما عَرَّف به نفسه في كتابه المبارك، وعن طريق نبيه الكريم؛ تتأثر، تتفاعل، تحب، تنشد، ليست قلوباً قاسية، ليست قلوباً مقفلة ومغلَّقة.

ثانياً ـ الجانب الأخلاقي

على المستوى الأخلاقي كذلك: هناك نماذج مهمة وبارزة في واقع شعبنا العزيز، من هذه النماذج الأخلاقية البارزة جدًّا والجوانب الرئيسية:

العطاء والكرم والسخاء والإيثار وهذه من أهم الصفات الأخلاقية المهمة جدًّا، هذا الشعب كان منه أولئك الذين قال الله عنهم في القرآن الكريم: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر: من الآية9]، الأنصار {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ}، من يصل في ما هو عليه من أخلاق إلى هذه المرتبة العالية: في الإيثار على النفس حتى في الظروف الصعبة {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}، عطاء، وإيثار، وبذل، وتقدمة، ليسوا من ذوي البخل والأنانية والجشع والحرص.

احتشام المرأة اليمنية على مرِّ التاريخ، امرأة محتشمة، مؤمنة، نزيهة، تصون عرضها، تصون شرفها، متميزة بالأخلاق العالية، والقيم العظيمة، وصون النفس، وهذا شيءٌ كان الآباء والأجداد يربون عليه، يحافظون عليه، وارتبطت به تقاليد وأخلاق وسلوكيات مهمة جدًّا ينبغي المحافظة عليها والتركيز عليها.

ثالثا ـ الجانب الجهادي

على مستوى المبادئ والقيم والأخلاق، وعلى مستوى استشعار المسؤولية، وهذا جانب من الجوانب الإيمانية الرئيسية، شعبنا العزيز كان انتماؤه للإسلام كما الإسلام في أصله، في نقائه، الإسلام الذي أتى به رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، والذي بعث علياً إلى اليمن للدعوة إليه، هذا الإسلام الذي مبناه وأساسه: التحررأ من العبودية لغير الله “سبحانه وتعالى”، التحرر من العبودية للطاغوت، الخلاص من التبعية للطاغوت وللباطل وللضلال، وهذا الانتماء منذ يومه الأول من يومه الأول كان انتماءً قائماً على أساس الالتزام الإيماني والأخلاقي والروحي، وكذلك النصرة لهذا الحق، الاستشعار للمسؤولية في الالتزام بهذا الحق، ومواجهة كل الصعوبات والتحديات، وهذه مسألة من أهم المسائل على الإطلاق.

الآباء الأوائل سواءً الأوس والخزرج الذين حظوا بالتسمية الإلهية بـ (الأنصار)، بـ (الأنصار) في ما يعبر عنه هذا الاسم من حملٍ لراية الإسلام، من جهادٍ في سبيل الله، من تصدٍ للطغيان والظلم، من مواجهةٍ للطاغوت، هذا الاسم العظيم والمهم، أو في ما اتجه إليه أيضاً بقية هذا الشعب وهم منذ اليوم الأول آمنوا، وحملوا راية الإسلام، وجاهدوا في سبيل الله “سبحانه وتعالى”؛ فكانوا بذلك أحراراً، وكانوا بذلك من يتحرك بهذا الدين في أهم مبدأ من مبادئ هذا الدين: في التحرر من الطاغوت والكفر بالطاغوت، {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: من الآية256]،.

شعبنا العزيز على مرِّ تاريخه كان شعباً حراً وعزيزاً ومجاهداً، وله تاريخه الكبير في الجهاد والتضحية، وهو يسعى للتحرر، يسعى لإحقاق الحق، لإقامة العدل، يتصدى للطغيان.

[مقتبس خطابات السيد عبد الملك بمناسبة جمعة رجب]

قد يعجبك ايضا