اليمن المستضعف.. الأكثر حضورًا على الساحة الدولية

دائمًا ما يحدثنا التاريخ بأن نهاية الطواغيت تكون على أيدي المستضعفين الذين هم بمنطق العصر فقراء وليس بأيديهم الإمكانات والقدرات التي يمتلكها أولئك الجبابرة .. لقد تحدث القرآن عن الفراعنة كأعظم جبابرة في التاريخ {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَاد * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَد * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد) وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَها شِيَعًا يَستَضعِفُ طائِفَةً مِنهُم يُذَبِّحُ أَبناءَهُم وَيَستَحيي نِساءَهُم إِنَّهُ كانَ مِنَ المُفسِدينَ } ولدرجة طغيانهم وغرورهم بقوتهم نصبوا أنفسهم آلهة للناس {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }النازعات24 (يَا أَيُّهَا المَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [الْقَصَصَ:38]. {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}  وهكذا نجد منطق الطغيان في كل عصر وزمان, وفي زماننا هذا تمثل أمريكا نفس الطغيان الفرعوني ومنطق (ما أريكم إلا ما أرى) ولكن النهايات تكون غير متوقعة, ففرعون رغم جبروته وقوته التي ما تزال آثاره قائمة حتى اليوم كانت نهايته بعصا بسيطة بيد نبي الله موسى كما سقط من قبله ومن بعده الكثير من الطواغيت بنفس الأسلوب, فروما سقطت على أيدي العبيد الذين كانت تتسلى بقتلهم في حلبات المصارعة وهذه هي سنة الله, وحديث القرآن يتناول نهاية هؤلاء الطواغيت وعلى يد من؟ يقول الله سبحانه وتعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص5) وفي آية أخرى {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ}(الأنفال26)  وحول الآيتين الكريمتين تحدث الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) قائلاً: ((إنه يؤكد أن المستضعفين هم محط تأييد الله ونصره إذا ما وعوا، إذا ما كانوا من ذلك النوع الذي يعرف واقعه، ذلك النوع الذي أمر الآخرين أن يجاهدوا عنهم عندما قال: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ}(النساء75).هم يفهمون واقعهم، يفهمون وضعيتهم، يرجعون إلى الله، يبحثون عن ولي من أولياء الله يعملون تحت لوائه، {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً}.هذا النوع من المستضعفين لا يضيعهم الله أبداً، وعلى أيديهم تقوم الرسالات، وعلى أيديهم يتم تغيير الدنيا، هل جاء في واقع الرسالات أن تغير الدنيا نحو الأفضل على يد المستكبرين والجبابرة، أم على يد المستضعفين؟)).

 والشعب اليمني في هذه المرحلة تنطبق عليه مواصفات المستضعفين الواعين فهم من أشد الناس استضعافا من قبل أمريكا وأدواتها في المنطقة من خلال المؤامرات التي حاكوها والحروب التي شنوها والحصار الذي فرضوه وكانوا لا يتصورون بأن إمكان هذا الشعب المستضعف أن يقف يوما ما في وجوههم وأن يتحداهم وأن يشكل أكبر تهديد لهم وأن يلقنهم الهزائم والانتكاسات وأن يسقط رهاناتهم وهاهو اليوم بعد كل ذلك الاستهداف الذي تعرض له يتصدى لجبروتهم  ويقف الموقف المشرف مع أبناء فلسطين وأهالي غزة المظلومين ويعمل بكل مايستطيع لدفع الظلم عنهم والانتصار لمظلوميتهم..

اليمن الحاضر الأبرز على مسرح الأحداث

بعد إعلان القيادة اليمنية دخولها معركة التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وإعلانها تنفيذ العشرات من العمليات العسكرية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية على أهداف العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونجاحها في الوصول إلى أهدافها وإخراجها ميناء أم الرشراش (إيلات) عن الخدمة إضافة إلى منع إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الصهيونية أو تلك التي تذهب للموانئ الصهيونية ردا على حصار العدو الصهيوني لقطاع غزة ومنع دخول الماء والدواء والغذاء في نفس الوقت الذي يواصل فيه قصف كل شيء واعتقال المدنيين العزل والاستعراض بهم بعد أن أرغمهم على وضع ملابسهم، إضافة استهداف المدارس والمساجد والمستشفيات وممارسة إبادة جماعية في ظل الإسناد الغربي والأمريكي لمسلسل الإبادة الصهيونية عسكرياً وسياسياً ورفض أي مشروع أو قانون للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار..

هذا الموقف المشرف كما تحدث عنه السيد القائد:((موقف مشرف بكل ما تعنيه الكلمة، موقف حق، موقفٌ صحيح، موقفٌ ينسجم مع المسئولية الإيمانية والإنسانية والأخلاقية لهذا الشعب، لا غبار عليه، لسنا نخجل أو نستحي أو نتحرج من هذا الموقف، بل نسعى لأن نصل فيه إلى أقصى مدى ممكن دون تحرج ولا تردد، ونراه موقف حق، يستحق منا التضحية، والبذل، والعطاء، والثبات على هذا الموقف مهما كانت النتائج،))

ومنذ إعلان القوات المسلحة عن أول عملية لها ضد الأهداف الصهيونية شهدت شبكات التواصل الاجتماعي تفاعلاً غير مسبوق حتى من المعارضين لأنصار الله, وممن كان لهم موقف معاد, وممن يشتغلون من العدو كمرتزقة طوال 9 سنوات, أما أحرار الأمة على امتداد الخريطة الإسلامية وفي مختلف دول العالم فقد أشادوا أيما إشادة بهذا الموقف البطولي واعتبروه أعظم موقف  عربي وإسلامي منذ 50 عاماً, أعاد للأمة كرامتها و أحيا الأمل بنهضتها وبإعلان اليمن الاستيلاء على سفينة شحن تابعة لرجل أعمال صهيوني في البحر الأحمر بعد رفضها التحذيرات اليمنية أصبح الحديث عن اليمن في الأخبار الرئيسية في مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية, وحتى الصحف الغربية نفسها تحدثت عن الموقف اليمني البطولي بكل دهشة؛ كون ذلك حدث لم يعتَد العالم عليه ولم يتخيل أحد أن يكون بهذه القوة والصلابة والإصرار والاحترافية العالية خصوصا بعدما بث الإعلام الحربي عملية السيطرة على السفينة (جالكسي ليدر) واقتيادها للسواحل اليمنية أمام إعلان أمريكا عن تحالف دولي لحماية إسرائيل, جاءت كلمة السيد عبد الملك التي هدد فيها أمريكا وطالب الدول العربية عدم التدخل بين اليمن وأمريكا ولتكن مهمتهم تقتصر على (أن يتفرجوا فقط) كما هدد الدول الأوربية بأن مصالحهم وسفنهم لن تمر في حال شاركوا في التحالف الأمريكي هذا التهديد أخذته الدول على محمل الجد وبدأت تراجع موقفها وتنسحب من التحالف الأمريكي, وهو الأمر نفسه الذي أضاف للمعركة مع الصهاينة بعداً آخر, وأخذ الكثير من المحللين يتناولون الموقف اليمني الذي تحدى أمريكا وتحدى أوروبا لدرجة أن البعض لم يصدق أن بلداً لم يخرج بعد من حرب طاحنة ودمار شامل وحصار خانق وإمكانات لا تذكر يقف هذا الموقف مع الشعب الفلسطيني, بينما تصمت أغلب الدول العربية والإسلامية والبعض منها يتآمر مع الصهاينة ضد أبناء غزة..

أما الدوائر العسكرية والمخابراتية على مستوى العالم وبالذات الدول التي تدعم الصهاينة بدأت تدرك جدية اليمن وأنه لن يتراجع قبل إيقاف الحصار والعدوان على غزة وأن اليمن بات قادرا على الحاق اضرار اقتصادية كبيرة لا تريد أي دولة أن تتعرض لها..

لقد أصبح ما يحدث في البحر الأحمر الشغل الشاغل لوسائل الإعلام وبات الموقف اليمني الأكثر حضورا على الساحة الدولية سياسيا وإعلاميا ويتردد الحديث في مساحات الكثير من نشطاء التواصل الاجتماعي والصحفيين على مستوى العالم عن موقف اليمن, بل سمعنا في مظاهرات أوروبية تطالب اليمن بالمزيد من السيطرة على السفن الصهيونية لأن ما يحدث في غزة إبادة بكل ما تعنيه الكلمة وعمل بربري لا يتقبله الكثير من أحرار العالم حتى من داخل الدول الغربية نفسها..

سر الحضور اليمني

منذ تمكنت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر من إسقاط منظومة التبعية والوصاية بات لليمن حضوراً لافتا بعد أن كان العالم لا يعرف عنه شيئا وقليل من يعرف عن اليمن كبلد فقير يعيش ما تغيثه به المنظمات الدولية بالرغم من إمكانيات اليمن الاقتصادية الهائلة لكنه عانى من سياسة إفقار ممنهجة ومؤامرات كثيرة لا مجال لحصرها هنا, وبالتالي فاليمن بقيادة السيد عبد الملك تمكن في سنوات معدودة رغم أنها سنوات حرب دامية من تحقيق إنجازات نوعية وسر ذلك يعود لحضور القيادة اليمنية ممثلة بالسيد القائد في “معركة الدفاع عن اليمن بكافة تفاصيلها، عسكرياً وسياسياً وديبلوماسياً ووجدانياً ومعنوياً، وهو يواكب المعركة بكافة تطوراتها ومعطياتها على مدار الساعة وتمكن من قيادة معركة صمود وثبات غير طبيعية، في ظل هذا الفارق الكبير من عدم التوازن، في القدرات وفي الإمكانيات العسكرية والمالية والبشرية”

لقد قاد السيد عبد الملك اليمن على جبهات متعددة بذكاء وحنكة ورؤية قرآنية وبصيرة وحكمة استمدها من ثقافته القرآنية ومن إيمانه العظيم وثقته العالية بمعية الله سبحانه وتعالى وتأييده ونصره ويمكن أن نذكر هنا أبرز المسارات التي حقق فيها نجاحاً كبيراً :

أولاً : مسار بناء القدرات العسكرية:

السيد القائد لديه إيمان الكوادر اليمنية أن تنجز وأن تحقق لذلك كان مسار بناء القدرات العسكرية اليمنية التي بدأت من الصفر وأحدث نقلة نوعية في سنوات قليلة في ظل الحرب وفي ظل الحصار وفي ظل انعدام الإمكانات فقد أولى السيد القائد اهتماماً كبيرا بهذا المسار وظل يتابع ويشجع ويحث حتى استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تتجاوز العقبات وأن تنتج كل متطلبات المعركة من الطلقة إلى الصاروخ وأن تفرض اليمن نفسها على كافة المستويات في البر والبحر والجو، وهذا التطور أكدته الوقائع الميدانية في مختلف الجبهات، وعلى كافة أشكال الاشتباك والعمليات القتالية، هذه القدرات خلقت معادلة ردع لم يستطيع الأعداء تجاوزها، من خلال تطوير صواريخ باليستية استراتيجية، واكبت المعركة داخل وخارج الحدود، وقد تميزت هذه الصواريخ بقدرة واضحة في تجاوز أحدث منظومات الصواريخ المضادة، وفي التوجيه الدقيق والثبات على المسرى لمسافات تجاوزت أحيانا مئات الكيلومترات، ووصلت إلى عواصم دول إقليمية، كانت تعتبر نفسها محصنة عنها .

كما تابعت دائرة التصنيع الحربي إنجازاتها اللافتة، في مجال الطيران المسير، والتي كما يبدو نقلت المعركة إلى موقع آخر من التوازن بمواجهة تفوق العدوان الجوي، وبعد أن أدخلت القوة الجوية إلى ارض المعركة سلسلة مختلفة من الطائرات بدون طيار المتعددة الاختصاصات والأهداف، جاءت مؤخرا الطائرة المتميزة قاصف ( 2 كي )، والتي هي قمة في الفعالية والمناورة، لتؤكد بما لا يحمل الشك معادلة التوازن والردع . 

و لم يقتصر اهتمام السيد القائد بمسار النمو والتطور على التصنيع فقط، بل أولى اهتماما بالغا بمسار بناء الكادر البشري من خلال التدريب الفعال على مستوى إتقان مهارات استخدام الأسلحة وعلى مستوى البناء المعنوي للجيش واللجان الشعبية من خلال الدورات الثقافية والمحاضرات واللقاءات وتحقق نجاحاً متميزاً في مناورة المعركة والعمليات التكتيكية، فخلقت عمليات الجيش واللجان الشعبية مفهوم العمليات المشتركة بين أسلحة الدعم والمساندة، وربما قد تكون هذه العمليات من بين القليل القليل عالميا ممن اتبع هذا الأسلوب التكتيكي الفريد،  فكانت المناورات المشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح المدفعية، والمناورة الأخرى المشتركة بين الطيران المسير والقوة الصاروخية، وبين المدفعية والطيران المسير، وقد حققت هذه المناورات نتائج مهمة في الميدان، من المفاجأة إلى الفعالية على الأهداف البعيدة، إلى المتابعة بعد الاستهداف، إلى المبادرة وتنفيذ العملية الاستباقية، وخاصة عند استهداف تجمعات العدوان البعيدة التي كانت تتحضر لتنفيذ عمليات زحوف ومهاجمات . 

ثانياً: المسار التعبوي

وهو أهم مسار  من أهم المسارات التي ركز عليها السيد القائد انطلاقا من إدراكه لأهمية الوعي الشعبي بطبيعة الصراع وأهداف العدو وما تتطلبه المعركة الطويلة من صمود وثبات خصوصا وأن هناك فارق كبير في الجانب المادي بين اليمن وأعدائه وما يمكن أن يحدث على هامش الحرب من إشكاليات في الجانب المعيشي والاقتصادي وبالتالي يتطلب جهد أكبر على الجانب التعبوي وشحذ المعنويات وهذا ما يتطلب مزيد من بذل الجهد والمتابعة وقد أولى السيد القائد اهتماما كبيرا جداً بالجبهة الداخلية عبر سلسلة من الخطوات كان أبرزها كلماته ومحاضراته المتواصلة خلال العدوان الأمريكي السعودي التي ركزت على أهمية الصمود ومواصلة رفد الجبهات وخطورة الاستسلام للعدو وتبعاته وثمرة الصمود ونتائجها وقد أحدث نقلة نوعية وبات الشعب اليمني بمجرد دعوة أو تعميم يحتشد بالملايين في الساحات وميادين الثورة رغم الضائقة المالية ورغم ما خلفته الحرب والحصار من كوارث صحية ومعيشية لكنه استطاع أن يقود هذا الشعب الصامد وأن يوقد جذوة الإباء والحرية والكرامة في عروقه وأن يجعل منه في مقدمة الشعوب الإسلامية في الاهتمام بقضايا الأمة وفي الدفاع عن كرامتها وقد استطاع أن يزلزل أركان العدوان بصلابة وتلاحم الجبهة الداخلية وبتوعية الشعب اليمني وتثقيفه وتعبئته إيمانيا وروحيا وجهاديا حتى تحقق ما نراه اليوم من هذا الحضور الطاغي لهذا الشعب عن بقية سائر الشعوب الإسلامية وصولاً لوقفته العظيمة مع القوات المسلحة في  التصدي لغطرسة الصهاينة وإجرامهم ومن خلفهم أمريكا أم الإرهاب والإجرام..

إن هذا التلاحم بين القائد وشعبه جسد أعظم صور النجاح وأثر القيادة القرآنية في قيادة الأمة وإخراجها من وحل التيه والضياع إلى ساحات الحرية والكرامة والعزة واستنهاضها لتكون كما قال الله خير أمة واستنقاذها من التبعية العمياء لأعدائها..

إنه زمن القرآن وقرين القرآن والثقافة القرآنية وجيل الأنصار المرتبط بالله وبرسوله وبأعلام الهدى من أولياء الله وقرناء القرآن …

وكما حقق الله على أيدي المستضعفين من الأمم السابقة من إنقاذ عباد الله من الطواغيت المجرمين فإن الأمل كبير بأن المستضعفين الواعين من أبناء الشعب اليمني وتحت قيادة ابن رسول الله السيد عبدالملك سيكون على أيديهم انقاذ المستضعفين في عموم الكرة الأرضية من طواغيت اليوم ومجرمي العصر..

 

قد يعجبك ايضا