اليمن بين فشل ثورة 2011 !! ونجاح ثورة الـ21 سبتمبر 2014.!

 لاشك أن النظام الفاسد الذي جثم على اليمن وخيم على اليمنيين لأكثر من 33 عاما قد رسم ملامح الشيخوخة على شبابه وحطم أحلام ابناءه وسعى وتوصل لإفقار شعب اليمن طيلة هذه السنوات وصنع الحروب وخلق البيئة الملائمة لإبقاء اليمن شعب أمي مليء بالصراعات القبلية وزرع المناطقية وتغذية الجهل في البلد.

 فقد ساهم النظام الفاسد بل صنع شعب فقير يتقلب ابناءه المتضورون جوعاً على خيرات وثروات هائلة لو استغلتها الحكومة بالشكل الصحيح لصنعت من اليمن شعب في صدارة الشعوب المزدهرة والمتمدنة وأقوى الاقتصاديات في العالم!!.

 فكل هذا المآسي وهذه السياسات أتت من خارج اليمن لتُبقي اليمن تحت الوصاية الخارجية وتُبقي الثروات اليمنية من احتياطيات الهيمنة الأمريكية على اليمن والمنطقة!!، واما نصيب الشعب اليمني منها فهو الفقر والعوز والبطالة وأدنى متطلبات الحياة العادية يصعُب الحصول عليها ويبقى العيش الكريم حينها من المستحيلات والتغيير من المحال..!

 أتى الربيع العربي وانتشرت الثورات العربية كما ينتشر النار في الهشيم ولكن القليل والنادر من الثورات التي لبت طموحاتها وحققت اهدافها وكلها ثورات لم يُراد لها الخروج من تحت وصاية الأمريكي والقفز خارج تحت مظلته، فبلدنا اليمن شهد ثورتان الأولى في11 فبراير من العام2011 ولم تنجح لأسباب سنوردها في الجزء الثاني من هذا المقال والثورة الثانية وهي الثورة التصحيحية لكل الثورات السابقة وهي ثورة 21 سبتمبر من العام 2014 وهي الثورة التي بنجاحها خلقت اعداء لها ولليمن بسبب الخروج من وصاية الأمريكي والاستقلال بالقرار السياسي للبلد…

تقرير/ احمد عبدالله الرازحي

 

لماذا فشلت ثورة 2011؟!!

 هبت الثورة الشبابية في 2011  وبينما كانت ثورة شبابية  محدودية الارادة والاهداف فهدفت للتغير الشكلي فقط وليس التغيير الجذري الذي يتطلع لبناء نظام مستقل او التغيير الذي يلبي طموحات كافة اليمنيين بل سعى حزب الإصلاح لاستبدال نظام عفاش لأن يصبح نظام إخواني بإمتياز ونظام مرتهن لجهات خارجية وهذا من أسباب الفشل لهذه الثورة، وأيضاً كانت الثورة التي تواجد فيها شباب وطنيون ينشدون الحرية والاستقلال واحزاب أخرى كثيرة مرتهنة للخارج، احزاب منذ نشأتها تدين بالولاء للخارج وتتلقى الدعم من دول متعددة فبالتالي لم تكون بمستوى ثورة وارادة شعب عانى الأمرين من جور الحكومة ومآسي سببتها هذه الحكومة كشن حرب على محافظة صعدة التي دمرت محافظة صعدة وقتلت الآلاف وتسببت في نزوح آلاف الأسر وكل هذا لإرضاء اسيادهم الأمريكان واطراف دوليه أخرى وأيضاً مآسي أخرى تسبب بها هذا النظام لسنا في وارد ذكرها ،

هنا فالدور حان لأيجاد حكومة وطنية مستقلة القرار لا تتبع جهات خارجية ولهذا كان من أهداف الثورات الشهيرة الناجحة على مر التاريخ تحقيق الحرية والاستقلال، فثورة ال11 من فبراير لعام 2011 كانت وأُريد لها ان تبقى ثورة لا تلبي طموح واحلام ملايين اليمنيين ، أضف إلى ذلك انضمام هوامير الفساد في الدولة إلى الثورة نفسها وأولهم كان الفاسد علي محسن الاحمر وهنا تحولت الثورة إلى مهزلة قُتل فيها شباب وأستغل الثورة أكابر مجرمي النظام حينها واستطاعت الأطراف الخارجية حرف مسارها وتحويلها إلى ثورة فاشلة.

لاننسى أيضاً  ان اليمن كان من الدول الخاضعة كلياًّ لهيمنة النظام  الأمريكي ،وليس لديه ولايملك استقلالاً حقيقياً تاماً – فبالتالي بلدنا اليمن أنموذج لاستغلال الثورات – فإن النظام الأمريكي قد حضر من أول وهلة وأول يوم في الثورة – إن لم نقل انه حضر قبلها – هنا وفي هذه الحالة فقد عمل النظام الأمريكي الاممي على إفشال الثورة من البداية وحرف مسارها وتغيير أشكال لا مضامين ، ثم بعدها  اختار الأمريكي الحياد  وأوهم الثوار بذلك أيضاً عندما اشتد زخمها وقسى عودها ،  وبدأ التدخل الأمريكي يتموضع مجدداً لتحويل نجاح الثورة لتحقيق مصالحه الخاصة وهيمنته الأبدية كما أراد ، وجعلها لا تخرج على خطوط النظام الأمريكي او المحددات المسبقة للثورات التحررية في العالم والأهم ان لا تخرج من تحت وصايته وأوامره ..ولهذا نستطيع الجزم أن نجاح ثورة 21 سبتمبر من العام 2014  لا يعتبر نجاحا شاملا لهذه الثورة العظيمة، فالثورات التي وُلدت وأوجدها الأحرار لم تنته ، لأنه وببساطه هبت لتحقيق اهداف ثورة شاملة ، ولأن المدلول لعظمة هذه الثورة هي أهدافها السامية والعليا والتي سعت” لتحقيق استقلال اليمن ونيل الحرية والعدل والمساواة وطرد العملاء  ” فأهداف الثورة اليمنية يُعدان من أهم الأهداف التي ترقى بالشعوب، وتحقق نهضتها، وتبني نظامها و اقتصادها، فقد نجحت إلى حد كبير فقد تم طرد العملاء وحصل الشعب على الاستقلال في قراره السياسي وهنا لم تنته الثورة واليوم هي في أوجها وزخمها فقد ضحى الأحرار وقادات الثورة بدمائهم ولازالوا يضحون للحفاظ على هذه المكاسب الكبرى والسعي لنيل اليمن استقلاله الشامل وحريته الكاملة وتحرير كل شبر فيه من دنس أدوات وأذرع الصهيونية الامريكية من النظامين السعودي والاماراتي وتحرير أرض الوطن من الوصاية الدولية والهيمنة الخارجية الأمريكية…

 

عاملان أساسيان في نجاح ثورة ال21 من سبتمبر وهما وجود القيادة الحكيمة والشعب العظيم.!!

ليس صحيحاً ان الشعب قاد الثورة او يمكن لأي شعب ان يقود ثورة تحقق كل اهدافه بدون قيادة، فالشعب هو رداء ودرع الثورة وحاميها ففي ثورة 21 من سبتمبر للعام 2014 توفرت هذا العاملان الاساسيان، توفر قيادة وشعب هنا تمكنت القيادة ورجال الثورة من التوجه الصح للثورة فكانت “رأس” الثورة هو الشعب والدرع الذي يحمي قيادة الثورة واهدافها العظيمة وأستطاع الشعب تحمل تكاليف الثورة لأنها ثورة شعب مستقل من الطبيعي ان لا تتوجد اطراف خارجية لدعم هذه الثورة وحرف بوصلتها فهي ثورة استقلال بالبلد وليس ثورة للارتهان لطرف آخر، واستطاع الصبر على مدتها ولم يكل او يساوم ويتعب من النزول في الشارع فكان نزوله الشارع واحتشاده بكل إرادة وعزم لصنع مستقبل جديد ونظام بلد مستقل فكان هذا الاحتشاد والاعتصام يخلخل المنظومة الأمنية للنظام التي عجزت عن مواجهة ملايين من اليمنيين وانصدمت وتلاشت وهي ترى بعينها وتدرك إرادة شعبية لا تقارن وهنا بدأ الانهيار وسقوط النظام وتلاشيه عندما خرجت ثورة شعبية حقيقية، ثورة يمنية خالصة وبقيادة قائد يمني شجاع لا يساوم في استقلال وسيادة وحرية بلده اليمن فكانت الانفراجة وكان الانتصار للثورة في اليوم 21 من سبتمبر المجيد في العام 2014..

ولقد مثل انتصار ثورة 21 سبتمبر  انتصارا كبيرا ومدويا  ولكنه ليس متكامل الأركان كون نجاح ثورة21 سبتمبر قد دفع اعداء  اليمن أعداء هذه الثورة المباركة وهم الذين  كان لهم الوصاية الكاملة والنفوذ المطلق على اليمن في ظل الحكومة الفاسدة حكومة عفاش، هنا فقدت هذه الأطراف الخارجية هيمنتها على اليمن ووصايتها فأندفعت لشن حملة عسكرية وعدوانية وهجومية شنها عدوان وتحالف أمريكي سعودي اماراتي صهيوني على اليمن عقب انتصار ثورة 21 من سبتمبر بعدة أشهر فقط،لأنها الثورة التي أفقدتهم السيطرة والنفوذ على اليمن وقطعت كل سبل السيطرة والتحكم بمصير الشعب اليمني وتقرير سياساته الخارجية تجاه قضايا الامة الكبرى، فلازال العدوان يدمر ويقتل ويحاصر منذ خمس سنوات أي من بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر  وإلى اليوم لازال العدوان مستمر في القتل والدمار والحصار لشعب اليمن العظيم، ولكن في المقابل هناك الثوار الأحرار يدافعون عن أهداف الثورة اليمنية وهي تحقيق الحرية وانتزاع استقلال اليمن من الهيمنة ، وبينما يمعن العدوان الأمريكي السعودي في القتل والتدمير لكبت الثوار وتحطيم ارادتهم وتحويل اهدافهم السامية إلى أهداف مجردة من المضمون ولكن  هيهات أن تعود الهيمنه على اليمن، وسينهزم العدوان الأمريكي السعودي مادام الثوار في كل الميادين وفي كل الساحات يذودون عن الثورة وأهدافها العليا والنبيلة والسامية التي تسموا باليمن أرضاً وانسان يوماً بعد يوم، وهنا يداهمنا هذا التساؤل ويحتاج إلى إجابة نتركها لكم قراءونا الكرام ونتمنى الإجابة عليها ولو لأنفسكم..!

 

هل نجاح ثورة 21 سبتمبر هو الذي بتر اليد الخارجية المتدخلة في شؤون اليمن؟!

 وهل تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر هي من أزعجت و دفعت نفس القوى الرجعية المهيمنة سابقاً لجمع تحالف عسكري أُعلن من واشنطن ونُفذ على أيدِ أدواتها الصغار في المنطقة وهم النظامين السعودي و الإماراتي لاستعادة الهيمنة والنفوذ من جديد؟؟

وإذا لم تكن ثورة 21 سبتمبر يا ترى اي ثورة قطعة الايادِ المتدخلة في شؤون اليمن الداخلية وقراراته السياسية؟؟!..

قد يعجبك ايضا