اليمن.. على موعد مع النصر..!بقلم/ سعيد محمد

 

يبدو ان العدوان على اليمن الذي تم الإعلان عنه قبل 6 سنوات من واشنطن، قد ينتهي أيضاً من واشنطن، بعد أن دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهائه ووقف الدعم وبيع الأسلحة الأمريكية لتحالف العدوان، الامر الذي أكد ما هو مؤكد  ان أمريكا كانت ومازالت هي الجهة الرئيسية التي تقف وراء هذا العدوان ، والمسؤولة عن المأساة التي يعيشها الشعب اليمني منذ عام 2015م وحتى اليوم.

من الخطأ الاعتقاد ان المشاعر الإنسانية، هي التي حركت الرئيس الأمريكي بايدن لوقف العدوان على اليمن، فالسياسة الأمريكية لا تتحرك على ضوء المشاعر الإنسانية ، أو المبادىء الاخلاقية، فلو كان الأمر كذلك لتفتقت هذه المشاعر في سورية والعراق وليبيا وافغانستان، التي تعاني شعوبها الأمرين بسبب الجرائم التي ترتكبها القوات الأمريكية التي تجثم على صدور هذه الشعوب بالقوة، وتقتل أبناءها وتنهب ثرواتها وتشرذم أهلها وتقسم أرضها، دون ان يرتد للمعتدي الأمريكي طرف.

الفارق الوحيد في الحالة اليمنية، هو ان الشعب اليمني تمكن بصموده الاسطوري ومقاومته الشجاعة، ألا يدفع العدوان فحسب، بل نجح في ضرب العمق السعودي، وتهديده عصب الاقتصاد السعودي ، وهو الصناعة النفطية، من دون ان تتمكن أمريكا من حماية حليفتها، رغم بيعها مئات المليارات من الأسلحة للرياض.

ليس المخاطر التي باتت تهدد السعودية في الداخل وعلى الحدود، هي التي دفعت بايدن لوضع السُلم لإنزال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، من أعلى الشجرة، بل تورط الكيان الإسرائيلي في هذا العدوان، والذي أستفز القوات المسلحة اليمنية، التي هددت بتوجيه ضربات في العمق “الإسرائيلي” ، في حال تمادى الكيان الإسرائيلي في عدوانه على الشعب اليمني، كان حافزاً آخر لبايدن للتفكير بوضع حد للعدوان، وايجاد مخرج يحفظ ماء وجهه و وجه أدواته من أمثال بن سلمان وبن زايد ونتنياهو.

من الواضح ان الحكومة في صنعاء، رغم ترحيبها بمبادرة بايدن، الا انها اعتبرت الأفعال وليس الأقوال، وفي مقدمتها وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني، هي من ستحدد ان كان بايدن صادقاً بمبادرته أم الا. فأمريكا اطلقت العديد من الوعود من قبل لوقف العدوان، الا انها بقيت حبراً على ورق، بالإضافة الى ان تأريخ بايدن لا يساعد على الوثوق بالرجل، فهو كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي في إدارة بارك اوباما، عندما شنت السعودية والإمارات عدوانهما على اليمن بإشراف أمريكي مباشر.

منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، كان الشعب اليمني يطلق على هذا العدوان تسمية العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي. فالهدف من وراء هذ العدوان ليس”شرعية” المستقيل والهارب هادي، بل الهدف الحقيقي هو تقسيم اليمن وشرذمة شعبه ونهب ثرواته والسيطرة على موانئه، خدمة ل”أمن واستقرار إسرائيل”.

هذه الحقيقة المرة يمكن تلمسها من خلال موقف النظام السعودي والإماراتي، وهو موقف في غاية الذل والمهانة، فقد نفذتا ، دون أدنى اعتراض، أوامر أمريكا عندما كان بايدن نائباً للرئيس الأمريكي، بالعدوان على اليمن، واليوم ودون أي اعتراض أيضاً تصفقان لبايدن، عندما أمرهما بوقف العدوان على اليمن، ففي كلا الحالتين لا تملكان الا التنفيذ والتصفيق، وهو ما يؤكد ان النظامين ليسا سوى أدوت تستخدمها أمريكا وإسرائيل لتحقيق أهدافهما في المنطقة، وان كل ما قيل عن الذرائع التي سطرتها السعودية والإمارات لتبرير عدوانها، لم تكن سوى ذر للرماد في العيون ، من اجل التغطية على الأهداف الحقيقية للعدوان.

دعوة بايدن الى وقف العدوان على اليمن وعدم تزويد السعودية بالأسلحة، هو أعترف رسمي بهزيمة المشروع الأمريكي في اليمن، وبفشل أدوات أمريكا، إسرائيل والسعودية والإمارات، في تنفيذ هذا المشروع. وان الشعب اليمني تمكن بصموده من تركيع الغزاة وأسيادهم، وهو ما فضح أمريكا وأدواتها، الذين عجزوا، على مدى 6 سنوات، عن مواجهة رجال اليمن، فجوعوا أطفاله ونساءه، فكان العار نصيب أمريكا وأدواتها، بينما النصر كان على موعد مع رجال اليمن الأشداء.

قد يعجبك ايضا