اليمن :مناورة عسكرية كبرى تحاكي الهجوم على معسكرات أميركية وإسرائيلية فما هي الدلالات والأبعاد والتوقيت؟ وهل هي الرسالة التحذيرية الأخيرة لتحالف العدوان

مراقبون

 التأكيد من قبل قوات صنعاء على جاهزيتها لأي معركة في أي مكان في حال عادت الرياض وتحالفها للحرب على اليمن من جديد ورفضت الانخراط ضمن عملية سلام شامل ودائم،

تأكيد صنعاء التزامها بالتطوير المستمر لقدرات الوحدات العسكرية بمختلف تخصصاتها ومهامها، وأن مرحلة السلم أو الهدنة لا تعني الانصراف عن الجانب العسكري وتجميده

  القوات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة والتي يقع نطاقها الجغرافي في الجزء الجنوبي الغربي لليمن والذي يشمل باب المندب ستكون شريكاً أساسياً في المعركة القادمة التي يتوقع عسكريون أنها ستكون ساحلية وبحرية.

 

الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور:

المناورة تحملُ عدة رسائلَ، أهمها: أن القوات المسلحة في جاهزية عالية، وأن لديها القدرة من الانتقال من حالة السكون إلى الهجوم.

 

الكاتب والباحث الدكتور محمد البحيصي رئيسُ جمعية الصداقة الفلسطينية -الإيرانية:

المناورة العسكرية الكبرى تأتي في مرحلة مفصليّة من تاريخ المنطقة والعدوان واليمن يمثل قاعدة محورية للملامح المستقبليّة لمنطقتنا”.

مناورة عسكرية لقوات صنعاء هي الأكبر.. الدلالات

نفذت وحدات رمزية من قوات المنطقة العسكرية الرابعة مناورة عسكرية هجومية على مساحة 100 كيلو متر مربع شاركت فيها كل الوحدات العسكرية اليمنية بمختلف تخصصاتها.

وقال مصدر عسكري بوزارة الدفاع – بحسب ما نشرته قناة المسيرة – إن المناورة تعد الأكبر على الإطلاق من بين كافة المناورات العسكرية التي أجريت سابقاً من حيث المساحة الجغرافية المقامة عليها والتشكيلات العسكرية المشاركة فيها.

وقال مراقبون إن دلالات هذه المناورة العسكرية التي أطلق عليها “مناورة الوفاء للشهيد القائد”، هو التأكيد من قبل قوات صنعاء على جاهزيتها لأي معركة في أي مكان في حال عادت الرياض وتحالفها للحرب على اليمن من جديد ورفضت الانخراط ضمن عملية سلام شامل ودائم، إضافة إلى تأكيد صنعاء التزامها بالتطوير المستمر لقدرات الوحدات العسكرية بمختلف تخصصاتها ومهامها، وأن مرحلة السلم أو الهدنة لا تعني الانصراف عن الجانب العسكري وتجميده، وأخيراً وهو الأهم حسب المراقبين أن القوات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة والتي يقع نطاقها الجغرافي في الجزء الجنوبي الغربي لليمن والذي يشمل باب المندب ستكون شريكاً أساسياً في المعركة القادمة التي يتوقع عسكريون أنها ستكون ساحلية وبحرية.

تحمل “المناورة” الكثيرَ من الدلالات والأبعاد، كما تأتي في توقيتٍ هام يتزامن مع الزيارات المكثّـفة للمسؤولين الأمريكيين، بما فيهم مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك ساليفان، إلى الرياض، ومحاولاتهم الدؤوبة لعرقلة أية جهود للسلام؛ لتؤكّـد مدى جاهزية صنعاء للسلام وجاهزيتهم للحرب أَيْـضاً.

وسبق هذه المناورات تصريحاتٌ عسكرية نارية، لدول العدوان، أكّـدت أن صنعاء على استعداد لأسوأ الاحتمالات، إذَا ما فضّلت دول العدوان العودة إلى التصعيد، وعدم الالتزام بالاتّفاقات السابقة، كما سبقها كذلك تصريحات هامة لرئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط، الذي أبلغ الممثل الأممي إلى اليمن، هانس غروندنبرغ، تحذيرات صنعاء للأمريكيين والبريطانيين من أي تصعيد قادم، وتأكيده بأن أمريكا تضع العراقيل أمام السلام؛ لأَنَّ ذلك لا يصُبُّ في مصلحتها.

وجرت المناورةُ بمشاركة مختلفِ الوحدات المتخصصة التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وبتناسُقٍ وتكامل بين كافة الوحدات المشاركة، في تأكيدٍ على مدى قدرات القيادات العسكرية في إدارة المعارك بكل تناغم وسلاسة رغم تعدد التضاريس والخيارات القتالية، كما نُفّذت من عدة اتّجاهات رئيسية وفرعية، وَحاكت اقتحام مواقعَ متعددة وأهداف من مناطقَ مفتوحة بمراحل متعددة وأنساق عسكرية مختلفة، وتم خلالها إنزال العَلَمِ الصهيوني ورفع العَلَمِ اليمني.

وأظهرت المشاهد مدى قدرةِ القوات المسلحة المدربة جيِّدًا على استخدام مختلف الأسلحة، والسيطرة على كافة الأهداف المرسومة مع افتراض وجود الطيران الحربي المعادي واستهداف المقاتلين ومراعاة وجود مقاومة قوية من العدوّ.

وتمكّنت القوات من السيطرة على تلك الأهداف مع وجود محاكاة ميدانية معادية تم تجاوزها بأساليبَ وتكتيكات جديدة تم ابتكارها؛ نتيجة التقييم الصحيح لتجارب الأحداث السابقة وقراءة الأحداث المقبلة وتقييم الاختلالات والأخطاء السابقة والاستفادة من تراكم الخبرات والمهارات والخطط العسكرية، إضافةً لاشتراك جميعِ الوحدات العسكرية والتناسق المتكامل بين قوات المشاة وقوات الدعم القتالي وخدمات الدعم القتالي.

 

وأكّـد الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور:

إن المناورة تحملُ عدة رسائلَ، أهمها: أن القوات المسلحة في جاهزية عالية، وأن لديها القدرة من الانتقال من حالة السكون إلى الهجوم.

أن القدراتِ العسكرية اليمنية اليوم باتت متقدمة، وأن هذه المناورة تحملُ عدة رسائلَ، أهمها: أن القوات المسلحة في جاهزية عالية، وأن لديها القدرة من الانتقال من حالة السكون إلى الهجوم.

وأشَارَ إلى أن القوات البرية كان لها النصيبُ الأعظم من المناورة، وأنها رسالة تتعدَّى الجغرافيا السعوديّة إلى جغرافية العدوّ الصهيوني، موضحًا أن المنطقة العسكرية الرابعة منطقة جغرافية صعبة جِـدًّا وتستطيع أن تخوضَ معركةً بكل معناها، وأننا أمام جيش محترف يمتلكُ زمامَ المبادرة، وأن الأعداء سيخسرون إذا ما خاضُوا مواجهات مع قواتنا.

الكاتب والباحث الدكتور محمد البحيصي رئيسُ جمعية الصداقة الفلسطينية -الإيرانية:

المناورة العسكرية الكبرى تأتي في مرحلة مفصليّة من تاريخ المنطقة والعدوان واليمن يمثل قاعدة محورية للملامح المستقبليّة لمنطقتنا”.

من جهته، قال الكاتب والباحث الدكتور محمد البحيصي، رئيسُ جمعية الصداقة الفلسطينية -الإيرانية: إنَّ “هذه المناورة العسكرية الكبرى تأتي في مرحلة مفصليّة من تاريخ المنطقة والعدوان، حَيثُ تستعيدُ فيه المنطقةُ علاقاتِها، وترتّب أولوياتها، وتراجع مجمل مواقفها في عالَمٍ تُرسَمُ ملامحُه الجديدة، حَيثُ لا مكان فيه للضعفاء المتردّدين ولا لأُولئك الذين ربطوا مصيرهم وقرارهم بالأجنبي، منوِّهًا إلى أن اليمن يمثل قاعدة محورية للملامح المستقبليّة لمنطقتنا”.

وواصل: “كما وتأتي هذه المناورة في الوقت الذي تراوح فيه عملية إنهاء العدوان والحصار على اليمن مكانها؛ بسَببِ مماطلة قوى العدوان وتمنّعها وعدم جديّتها في التقدّم نحو استحقاقات المرحلة، محاولة اللعب على عامل الوقت رغم الاستعداد العالي لصنعاء لإنهاء هذا المِلف لصالح ليس اليمن فحسب وإنما لصالح كُـلّ المنطقة للتفرّغ لمواجهة الكيان الصهيوني”.

وأضاف: “ومن هنا جعلت صنعاء من فترة التهدئة فرصة للاستمرار في بناء القوة وكأنّ المعركة ستستأنف غداً؛ وهذا ما كشفت عنه جملة الإعدادات التي واكبت الهُدنة، وآخرها هذه المناورة التي أظهرت نموذجاً متقدّماً لطبيعة المعركة القادمة وهي معركة هجوميّة بامتيَاز”.

ولفت إلى أن رسالة هذه المناورة واضحة، وهي أولاً للشعب اليمني الصابر المجاهد: لطمأنته على قدرة واستعداد جيشه الوطني وسلامة بنائه العقائدي وهُــوِيَّته الإيمَـانية وتوجّـهه بثبات نحو الانتصار، وثانياً لقوى العدوان وهي: أنّ اليمن ماض في طريق استرداد كُـلّ شبر من أرضه وكنس ودحر الغزاة الجدد وأدواتهم الرخيصة المنشغلة بنهب البلد وتسليم مقدراته وسيادته للعدوان الباغي، وأنّ اليمن بقدر ما هو مستعدٌّ وقابلٌ للسلام المشرّف، كما أشار بذلك السّيد القائد؛ فهو وبنفس الإرادَة والقوة متأهب للحرب حتّى انتزاع كافّة حقوقه، وعلى قوى العدوان أن تختار أي الطريقين وستجد الإجَابَة المناسبة.

 

عضو في المكتب السياسي لأنصار الله يكشف المغزى لمناورة قوات صنعاء العسكرية

كشف عضو في المكتب السياسي لأنصار الله، عن المغزى للمناورة العسكرية التي نفذتها قوات صنعاء في المنطقة الرابعة.

 

وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، إن :”المناورة العسكرية في المنطقة الرابعة، تؤكد على السلام والجهوزية كما تحمل رسائل سياسية وعسكرية وأمنية واضحة للأمريكان”.

وأضاف أن محاولة الأمريكيين إبقاء ابقاء اليمن مضطربا ومنقسما، محاولات فاشلة ولن تمر”.

وتوعد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، المؤامرات الاستعمارية في المناطق المحتلة الانتهاء بالفشل، مهما كانت الهندسة البريطانية والتماهي الإماراتي.

 

 

مناورة صنعاء الأخيرة .. هل هي الرسالة التحذيرية الأخيرة للسعودية ؟

يبذل النظام السعودي جهوداً كبيرة لإقناع العالم بأنه واحداً من صُنّاع السلام على المستوى الإقليمي والدولي، وأحد رعاة الأعمال الإنسانية الذين ينتشلون مجتمعات ودولاً من البؤس والتعاسة ويضعونها على عتبات الأمل والسعادة والرخاء، وتشتغل على هذه العناوين شبكات كبيرة من وسائل الإعلام بأنواعها، والتي تمتلك قدرات عجيبة في تشكيل الوعي الجمعي وتوجيهه حسب ما تستدعيه الحاجة، وبإمكانها أنسنة الشياطين وشيطنة الملائكة إذا ما خطر ذلك ببال مموليها وموجهيها، وكل ذلك من أجل تحسين الصورة المشوهة وتخفيف حدة نتانة الجرائم البشعة التي انتشرت في كل فضاء.

وليس مستغرباً أن يخلق النظام السعودي أو الإماراتي صراعاً دموياً في مجتمعٍ ما ويغذي جميع أطرافه، وما إن يصبح الدم أنهاراً وتتكدس الجثث وتنهار الأوضاع المعيشية حتى تتوالى التصريحات والمبادرات الإنسانية والدعوات إلى التحاور والسلام، وتملأ صورهم الشاشات والمواقع الإخبارية وتنشط مراكزهم الإغاثية ومؤسساتهم الإنسانية التي هي في الأساس أجهزة استخباراتية، وبالتوازي مع كل ذلك الضجيج ينجزون مؤامراتهم وخططهم، ومن ثم يصعب على البسطاء من الناس معرفة أن أولئك هم سبب مآلات التعاسة التي صاروا إليها، تلك هي سياسات السعودية والإمارات في اليمن، وهي الممارسات نفسها التي يستنسخها النظامان الخليجيان في العراق وسوريا ولبنان والصومال والآن في السودان.  

وبشأن التفاوض بين صنعاء والرياض من أجل تجديد الهدنة وتمديدها، لم تقدم السعودية على أرض الواقع ما يثبت حُسن نواياها تجاه السلام، أو يترجم ما تروج له شبكاتها الإعلامية عن مساعيها لحل سياسي شامل في اليمن، ولا شيء يحدث سوى أن تلك الشبكات تلوك ليل نهار عناوينها التجميلية التضليلية، وتظل تكيل المديح والتسبيح بحمد ملوك وأمراء الحرب، حتى يظن المتلقي أنهم بأجنحة ملائكية، لكن الواقع هو أن الرياض لا تزال تتذاكى وتماطل وفقاً لحركة بوصلة مصالح من يقفون خلفها، لكن ما تعتبره السعودية تذاكياً يكسبها المزيد من الوقت ويمكنها من إرضاء حلفائها الاستراتيجيين المحركين الأساسيين للحرب في اليمن، ربما يكون السبب في تضييق المسافة القصيرة التي تفصلها عن تلقي جواب حاسم ستكون فاتورته باهظة عليها- سياسياً واقتصادياً وعسكرياً- فصنعاء ليست بغافلة عن بواطن السياسة السعودية، ولا تبهر عيونها الصورة الظاهرية للنظام السعودي، بل ترصد كل تفاصيل المشهد وأدق جزئياته.

الباحث العسكري العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لدفاع صنعاء، كشف تطورات جديدة بشأن مواجهات حدودية بين قبائل يمنية والقوات السعودية، على خلفية توسع الأخيرة في الحدود المشتركة واستحداث ثكنات عسكرية وبناء حواجز، مؤكداً في تدوينة على تويتر أن السعودية لن تحقق أمنها المطلوب بتلك التصرفات، بل ستسبب تضاعف التوتر، ناصحاً المملكة بأن تتخذ خطوات فعلية باتجاه السلام، وإثبات صدق النوايا، كونه الخيار الوحيد الذي سيحقق الأمن للجميع.

استحداثات وحواجز وتوسع في الحدود المُرسمّة بين البلدين، واستهداف للمدنيين في مناطق وقرى محافظة صعدة الحدودية، بحيث لا يكاد يمر يوم إلا ويسقط مدنيون بين قتيل وجريح بغارات المدفعية السعودية، كل ذلك يثبت أن المملكة غير جادة في ما تدعيه من مساعي إحلال السلام وإنهاء الحرب التي تقودها على رأس تحالف إقليمي ودولي منذ ثمانية أعوام، وبما أن سلطات صنعاء تدرك ذلك جيداً وتحذر باستمرار من عواقبه وما يمكن أن تجلبه تداعياته على الرياض، فهل تعتبر المناورة التي نفذتها المنطقة العسكرية الرابعة وبثتها وسائل إعلام صنعاء، الرسالة التحذيرية الأخيرة للسعودية قبل تنفيذ ما وعدت به من الضربات الموجعة والحاسمة؟ تبعاً لمبدأ صنعاء الرافض مطلقاً لبقاء الوضع متأرجحاً بين حالة اللا سلم واللا حرب التي تتعمد السعودية إبقاء اليمن تحت طائلتها، وهو ما يرجحه كثير من المراقبين إذا ما أصرت الرياض على المماطلة وعرقلة إنجاز ما تم الاتفاق عليه في تفاوضها مع صنعاء خلال شهر رمضان الفائت

 

المصدر:وكالات

قد يعجبك ايضا