اليمن يثور تنديدا بأحراق وتمزيق المصحف الشريف في السويد وهولندا

لاقت عملية احراق المصحف الشريف وتمزيقه في السويد وهولندا استياء وتنديد كبيرين في الأوساط السياسية والشعبية في اليمن وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الاوربية ردا على الجريمة.

حيث مثلت عملية إحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم وسط حماية مشددة من رجال الشرطة الجمعة الموافق 20 يناير الجاري جريمة استفزت مشاعر ملايين المسلمين في العالم.

وبعد جريمة بالودان السويد، أقدم زعيم حركة “بيغيدا” المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد، على تمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى البرلمان في العاصمة لاهاي.

دعوة لمقاطعة المنتجات الأوروبية

أكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن إحراق المصحف الشريف وإعلان العداء للإسلام يمثل استفزازاً كبيراً للمسلمين.
ودعا قائد الثورة في كلمته بمناسبة جمعة رجب، إلى مقاطعة بضائع ومنتجات الدول التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للإسلام والمسلمين، واستهداف أقدس المقدسات.
وقال قائد الثورة: “إن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية، وجزء كبير من نشاط هذا اللوبي في الساحة الإسلامية ولكن ينشط على مستوى واسع في أمريكا وأوروبا”.
وأشار إلى أن ما نراه من جرائم حرق القرآن الكريم تكررت -خلال الأعوام الماضية- أكبر تصرف عدائي ضد الإسلام والمسلمين.. ولفت إلى أن حرق المصحف في أوروبا يأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم وترسيخ العداء للقرآن الكريم والإسلام.. مبينا أن انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم..
وأكد قائد الثورة أن سكوت الكثير من الأنظمة والشعوب عن حرق القرآن الكريم جرم كبير وتقصير عظيم وتفريط رهيب وتنصل تام عن المسؤولية.
واعتبر ان ذرائع الغرب تجاه هذه الجريمة يأتي في سياق حرية التعبير، تبريراً سخيفاً ولا مبرر له نهائياً، كونه اعتداء وعمل إجرامي وليس حتى تعبير عن رأي.

ودعا قائد الثورة الشعوب في البلدان الغربية إلى التحرر من اللوبي الصهيوني الذي يدفع بها إلى العداء للإسلام والقرآن الكريم.

من جانبه دعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي تركيا والدول التي لديها سفارات في السويد إلى سحب سفرائها، وطرد سفراء السويد من بلدانها.
وتطرق محمد الحوثي في المسيرة الحاشدة التي شهدته محافظة ذمار تنديدا باحرق المصحف الشريف في السويد، إلى ما تضمنه القرآن الكريم من قيم نبيلة ومبادئ سامية وحقائق واضحة وأسس وتشريعات عظيمة تشمل كافة أمور الحياة وتنظيمها .. ولفت إلى أن حرق نسخة من المصحف الشريف، سيزيد الأمة العربية والإسلامية ارتباطاً بالقرآن الكريم .

إدانات رسمية

بدوره، أدان مجلس النواب الإساءات الغربية المتكررة للمقدسات الإسلامية وآخرها إحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد.
واعتبر مجلس النواب في بيان له ذلك التصرف المتطرف الذي تم بحراسة مشددة من قوات الأمن السويدية اعتداءً سافراً وإساءة موجهة للإسلام ومشاعر المسلمين في العالم.. مؤكدا أن حكومة السويد تتحمل تبعات ذلك الاعتداء والتصرف وما سينتج عنه من ردود أفعال.
وأشار البيان إلى أن ما يشهده الغرب من أعمال مسيئة ومعادية للمقدسات الإسلامية يعكس ما وصلت إليه الحكومات الغربية من انحطاط أخلاقي وسياسي في التعامل مع القيم والمقدسات الإسلامية.
وأوضح البيان أن الإساءة للأديان والمعتقدات والمقدسات الإسلامية جريمة.. لافتاً إلى أن على الحكومات الغربية أن تعي أن تلك التصرفات لا تندرج في إطار الحريات الفردية والتعبير عن الرأي لما ينتج عنها من ردود أفعال عدائية وإثارة للكراهية بين شعوب العالم.
وطالب البيان البرلمانات في الدول العربية والإسلامية والأحرار في العالم بإدانة واستنكار تلك التصرفات والرد الحازم على الأعمال العدائية ضد المقدسات الدينية.
كما طالب البيان السلطات السويدية والدنماركية بالتحقيق في هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين من الجماعات المتطرفة، والاعتذار عن ذلك وعدم تكراره في المستقبل.
من جانبها، أدانت حكومة الإنقاذ الوطني في اجتماع دوري لها، إحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل أدوات اللوبي الصهيوني في السويد.. واعتبرتها جريمة وعملا عدوانياً مستفزاً لمشاعر المسلمين لا ينبغي السكوت عليه.
وطالبت الحكومة أبناء الأمة الإسلامية وقاداتها باتخاذ إجراءات رادعة وصارمة لمواجهة هذا الفعل المدان والتعبير بمختلف الوسائل عن إدانتهم واستنكارهم والاحتجاج العلني على هذا الفعل الآثم الذي ينسجم مع الفكر الصهيوني في نشر الإلحاد ومعاداة الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
بدوره، أدان المكتب السياسي لأنصار الله، واستنكر بأشد العبارات، ما حدث في السويد من إحراق لنسخة من القرآن الكريم.. واعتبر ما حدث خطوة عدائية للإسلام والمسلمين.
وحمَّل المكتب الساسي في بيان له حكومة السويد تبعات ما حصل من فعل دنيء وغير مسؤول في مظاهرة هي من سمحت بتنظيمها.. مشيرا إلى أن ما يشهده الغرب من أعمال عدائية متكررة ضد المقدسات الإسلامية يعكس ما وصلت إليه الحكومات الغربية من إفلاس أخلاقي وسياسي، وفشلُها في إدارة شؤون بلادها.
وأضاف البيان أن ذلك لا يبرر لها أن تستعدي المسلمين في أقطار الأرض لصرف نظر الرأي العام لديها عن مشكلات بنيوية تعاني منها.. لافتا إلى أن المسلمين جميعا معنيون بالرد الحازم على أعمال عدائية ضد مقدساتهم.
من جهته، اعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، إحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد فعلا خبيثا يتجاوز الحريات التي يتشدقون بها، ويمثل اعتداء على المسلمين والإنسانية جمعاء، ومظهرا من مظاهر السقوط الأخلاقي والإفلاس الحضاري الغربي.

وطالب عبدالسلام في سلسلة تغريدات، الدول العربية والإسلامية بموقف أكبر من الإدانة انتصارا لكتابها المقدس.
حسين العزي نائب وزير الخارجية، اعتبر أن احترام المقدسات والمعتقدات قيمة إنسانية حضارية.
وأشار العزي في تغريدة على حسابه في تويتر ردا على جريمة إحراق المصحف في السويد إلى أن الكثير من الحكومات والبلدان الغربية أصبحت تفتقر إلى هذه القيمة.
بدوره تساءل عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي عما اذا كانت الدول الغربية ستسمح بحرق القرآن الكريم والاساءة للرسول صلى الله عليه وآله في حال كان المسلمون متآخون؟
واكد البخيتي في تغريدة على حسابه أن اقوى رد على مثل تلك الإساءات هو تجاوز المسلمين الخلافات المذهبية والعرقية والحزبية والاعتصام بحبل الله وإنهاء الفرقة ثم التحرك من منطلق قضية الأمة.

غضب شعبي

الشعب اليمني لم يكن غائبا على ادانة الجريمة بحق المصحف الشريف في كلا من السويد وهولندا، حيث شهدت العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الحرة، مسيرات ووقفات غاضبة تنديدا بعملية احراق المصحف وتمزيقه.
واعتبرت المسيرات في بيانات صادرة عنها جريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد، خطوة عدائية في مسلسل الحرب على الإسلام والمسلمين.. مشيرة إلى أن تلك الجريمة يقف خلفها اللوبي الصهيوني المتحكم في سلطات الغرب.. داعية قادة ومجتمع الدول الغربية إلى منع الأعمال المسيئة إلى الله تعالى وأنبيائه وكتبه.
وحملت البيانات حكومة السويد والحكومات الأوروبية تبعات تلك الجريمة النكراء التي سمحت بارتكابها وتقديم اعتذار رسمي للمسلمين ومحاسبة مرتكبيها.
وأهابت البيانات بشعوب الأمة الإسلامية العمل على تشكيل رأي عام عالمي يحول دون تكرار هذه الانتهاكات بحق الإسلام ومقدساته.. داعية الأنظمة العربية والإسلامية إلى التحرك للدفاع عن الإسلام ومقدساته واتخاذ إجراءات عقابية حازمة تجاهها.

 

 

السياسية :تقرير: عبدالخالق الهندي
قد يعجبك ايضا