اليمن يستقبل مولد رسول الله.. حكاية عشق محمدي

يزدان اليمن بمقدم ذكرى المولد النبوي الشريف باخضرار نور هذه المناسبة العظيمة، ليتصدر مشهد الحب والولاء للنبي محمد عليه وآله أفضل الصلوات. ويتألق نهار العاصمة صنعاء بالزينة المحمدية ويضاء ليلها بالأضواء الخضراء ولوحات شعار المولد.ويدشن اليمانيون أنشطة وفعاليات ذكرى المولد النبوي باكرًا هذا العام، فمنذ آواخر شهر صفر استهل أحفاد الأنصار ترنيم آيات الحب المحمدي والعشق النبوي.

يُعلّق الدكتور قيس الطل مدير عام مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة عن بدايات الاحتفالات المحمدية في اليمن في تصريح خاصٍ لموقع “العهد” الإخباري قائلاً: ” ليس غريبا أن يبدأ شعبنا اليمني المؤمن إحتفالاته بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام من شهر صفر، بل الغريب هو تأخر بقية الشعوب العربية والإسلامية في التفاعل مع هذه المناسبة العظيمة وصاحبها الذي هو أعظم إنسان عرفته البشرية، والذي اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، والغريب هو عدم إهتمام الكثير بهذه المناسبة العظيمة بالرغم من حاجتنا كمسلمين في ظل الواقع الذي نعيشه إلى العودة الصادقة و الصحيحة إلى رسول الله كقائد و قدوة.

و شعبنا اليمني المؤمن العظيم عندما يحتفل بهذه المناسبة، فهو يؤكد على أصالة هويته الإيمانية وعلى تاريخية علاقته برسول الله، بداية من أسرة عمار بن ياسر وقبيلتي الأوس والخزرج (الأنصار).

كما يدل على صدق إنتماءه لرسول الله وعلى اعتزازه الكبير بهذا الإنتماء، ويدلل كذلك إحتفال شعبنا اليمني بهذه المناسبة العظيمة على تقديره و تعظيمه لهذه النعمة الإلهية العظيمة المتمثلة برسول الهداية والرحمة”.

محمد(ص) في اليمن

يشكل اليمانيون في ربيعهم لوحة حبٍ محمدية، لا نظير لها في أي عيد، ويقيمون مهرجاناتِ الاحتفاء بخير البرية على كافة الأصعدة، وبشتى أشكال الاحتفال.

فمنذ أواخر صفر وإلى اليوم بدأ اليمانيون صباحاتهم بالفعاليات الاحتفائية المدرسية والرسمية في الدوائر الحكومية. وفي المساء تزخر كل الحارات والأحياء بالمجالس المحمدية أو ما يسميها اليمانيون (الموالد) وهي مجالس شعبية جرت العادة فيها على ذكر قصة ميلاد رسول الله وصفاته وسيرته بشكلٍ قصصي وانشادي.

ثم تُحيا الليالي بالأمسيات الشعرية والثقافية التي تمتاز بأجواءٍ روحانية.

اليمانيون في ربيعهم يصلون الليل بالنهار عشقًا وحبًا وسعيًا للإحتفاء بالرحمة المهداة للعالمين على أكمل وجهٍ.

هذه المهرجانات بلغت الآلاف، وماتزال في تصاعدٍ إلى يوم المناسبة الرئيسي.

وللزينة النبوية تقليد شعبيٌ خاصٌ يتنافس فيه أحفاد الأنصار، فتزهو بإخضرارها سماء اليمن وأرضها، وكأن الكون اجتمع يحتفل برسول الله صلوات الله عليه وآله في اليمن.

كل ذلك غيضٌ من فيض الاحتفال اليماني بالربيع المحمدي.

يذكر الدكتور الطل لموقع “العهد” الإخباري جوانب من أشكال الاحتفال “يحتفل شعبنا اليمني المؤمن بهذه المناسبة العظيمة على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي، وهناك تنافس و تسابق بين الجانبين في إحياء هذه المناسبة العظيمة لأن رسول الله صلوات الله عليه وآله محط تعظيم و تقديس وتقدير الجميع بلا إستثناء، ولذلك فكلا الجانبين الرسمي والشعبي يبدأ إحتفالاته بفعاليات التدشين سواء في المكاتب الرسمية أو في الأحياء والمديريات والقرى ويبدأ الجميع بالتنافس في تزيين الأماكن والمساجد والشوارع والبيوت والمحلات وغيرها بالزينة الضوئية الخضراء أو القماشية البيضاء والخضراء، وهذا ما يميز إحتفالات المولد النبوي الشريف.

 

تبدأ الفعاليات الثقافية والتوعوية والتعبوية على شكل إذاعات ونشاطات مدرسية ومجالس مجتمعية وندوات أدبية وفكرية و ثقافية ومهرجانات شعبية وأمسيات ليلية، كما يهتم شعبنا اليمني المؤمن بترجمة هذه الفعاليات إلى إقتداء عملي برسول الله من خلال أنشطة الإحسان المتنوعة، و التكافل الإجتماعي، و رفد الجبهات بالرجال والمال، و إصلاح ذات البين و صلة الأرحام و غيرها من الأنشطة الكثيرة التي تعزز من ثبات و صمود وتماسك شعبنا اليمني المؤمن العظيم، ومن الصعب احصاء الفعاليات والأنشطة فهي بالمئات والآلاف، لأنها تنزل إلى كل مدرسة وإلى كل حارة وإلى كل مسجد وإلى كل وزارة وهيئة ومكتب وإدارة وجامعة ومعهد، ولذلك فالإحصاء لها صعبٌ، ويصعب أكثر كلما اقترب يوم المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة و السلام”

يصف المدير العام مكتب الإرشاد بالأمانة أيام ربيع في اليمن لموقع “العهد” الإخباري فيقول: “يقضي شعبنا اليمني المؤمن أيام شهر ربيع الأول في أجواء إيمانية روحانية، وبسكينة و طمأنينة عجيبةٍ وعظيمةٍ جدًا نتمنى أن يعيشها و أن ينعم بها كل المسلمين في العالم. كما أن شعبنا اليمني المؤمن عندما يحتفي ويحتفل بهذه المناسبة العظيمة، فهو يتفاعل معها بكل شوق وبكل رغبة وبكل إندفاع، خاصةً وقد رأينا بركات تعظيم رسول الله و الإهتداء والإقتداء برسول الله في الإنتصارات العظيمة في الجبهات، وفي التأييد الإلهي الذي نلمسه دائمًا في صمودنا وفي ثباتنا وفي تماسكنا وفي توفيق الله لنا ولمجاهدينا كما نلمس آثار وبركات الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في تنامي وعي شعبنا اليمني المؤمن وفي صبره وبصيرته، وبالمقابل في كشف وفضح أعداء الله ورسوله، وخاصةً عندما يصرحون عن قلقهم الكبير من الحشود الهائلة والمليونية في الثاني عشر من ربيع الأول في كل الساحات، فشعبنا اليمني المؤمن العظيم عندما يخرج بتلك الحشود الهائلة يجعل من قضية فلسطين ومحور المقاومة قضيته الأولى والمركزية”.

بلهفةٍ ينتظر اليمانيون مناسبة المولد النبوي الشريف، وهم في عملٍ دؤوبٍ لتجهيز الساحات النبوية كخلايا نحل لا تفتر. إنَّ كل البرامج والأنشطة المتوزعة رسميًاوشعبيًا في كفةٍ، وبرامج وأعمال وتجهيزات يوم المناسبة الرئيسي في كفةٍ ثانية.

لم يثنِ اليمانيون لا العدوان ولا الحصار عن الاحتفال برسول الله صلوات الله عليه وآله، يقول الدكتور قيس الطل لموقع “العهد” الإخباري ” هذه المناسبة تمثل لشعبنا اليمني المؤمن العظيم أعظم المناسبات على الإطلاق، لأنها مرتبطة بأعظم إنسان وأكمل إنسان وأتقى إنسان عرفته البشرية منذ آدم و إلى آخر إنسان سيكون في هذه الأرض. وهي كذلك تمثل محطةً تربوية نتزود منها الوعي والبصيرة والإيمان والأخلاق والزكاء و الطهارة والثبات والإستقامة من خلال ما يترافق مع هذه الإحتفالات من عودة إلى سيرة رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، ونحن ندعو الأمة الإسلامية إلى العودة إلى سيرة رسول الله من خلال القرآن الكريم، وليس من خلال الكتب التي أساءت إليه وشوهت صورته وقللت من قدره، ولا شك أن هناك أيدٍ صهيونية وراءها، ولذلك نحن نؤكد على أهمية العودة إلى القرآن الكريم لمعرفة الرسول العظيم”.

ويختم الطل حديثه برسالةٍ لقوى الاستكبار عبر موقع “العهد” الإخباري: ” إننا بالله و رسوله وأعلام الهدى أقوى ثباتًا وأصلب عودًا، وسترون هذا وبعد سبع سنوات من عدوانكم وقصفكم وإجرامكم وتوحشكم وحصاركم وظلمكم وتعنتكم …سترون صمود شعبنا وثبات شعبنا ووحدة شعبنا وتماسك شعبنا ووعي شعبنا وإيمان شعبنا، ستشاهدونه يوم الثاني عشر من ربيع الأول. ونعدكم يا أعداء الله ورسوله أنكم سترون لوحة يمانية تهز كيانكم وتنخلع بسببها قلوبكم وتحطم جبروتكم وتنسف كبريائكم و غطرستكم”.

ويخطاب مدير مكتب الإرشاد بالأمانة أحرار الأمة عبر موقع “العهد” الإخباري بالقول: ” نقول لمحاور المقاومة وكل المسلمين في العالم بأن الحشود اليمانية التي سترونها في الثاني عشر من ربيع الأول هي سندكم وعونكم وهم إخوانكم الذين حملوا معكم نفس الهم ونفس القضية و يتحركون بنفس المشروع ومستعدون للتضحية في سبيل الله دفاعًا عن كل المسلمين في العالم وعن مقدسات الأمة كلها و رسول الله يجمعنا”.

لن تفِ الكلمات مهما ارتقت بلاغةً، ولا السطور وإن عُظمت، أن تصف حقيقة العشق المحمدي وربيع اليمانين. ولربما يمكن الجزم حقيقة، لمن يزور أحفاد الأنصار في ربيعهم أن محمدًا في اليمن.

موقع العهد” سراء جمال

قد يعجبك ايضا