بيان صادر عن الوقفة التضامنية لنصرة الشعب اليمني في العاصمة العراقية بغداد

بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا

صدق الله العلي العظيم

منذ اكثر من ثلاث سنوات والشعب اليمني الصابر المجاهد يتعرض الى عدوان همجي شرس ظالم من قبل قوى الظلام والرجعية في الكيانين السعودي والاماراتي ومرتزقتهما،ادوات الاستكبار العالمي وصنائع الصهيونية وعبيد الشيطان الاكبر امريكا، من اجل احتلال اليمن والسيطرة على مقدراته وموقعه الاستراتيجي، وتركيع شعبه الابي وحرمانه من استقلاله وسيادته وثرواته، ولم يتوانى هذا العدوان من اللجوء الى ابشع ادوات القتل والترويع والابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية من خلال استهداف المدنيين العزل في بيوتهم واستهداف المستشفيات والاسواق وحافلات المدارس حتى وصل اعداد الشهداء والجرحى ارقاما ماساوية ، كما ان دول العدوان مارست ابشع انواع الحصار البري والبحري والجوي لحرمان الشعب اليمني من ابسط مستلزمات الحياة من غذاء ودواء مما اوصل الملايين من الابرياء الى حافة المجاعة اضافة الى الانتشار المروع للاوبئة والامراض كالكوليرا التي حصدت الالاف من ارواح الاطفال.

ان هذه الجرائم التي ارتكبها الكيان السعودي المجرم ، ضد الشعب اليمني المظلوم، انما تحصل تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته الاممية والانسانية دون ان تحرك ساكنا لفضح هذا العدوان وايقافه عند حده لاسباب واضحة لاتحتاج الى دليل وهي وقوف امريكا واسرائيل ودول الاستكبار ودول النفاق الى جانب هذا العدوان تارة بالسلاح والدعم اللوجستي وتارة بالدعم السياسي والاعلامي.

ومع هذه الالة العدوانية المدعومة بالسلاح الامريكي والغربي ومع الفارق الكبير بالامكانات بين قوى العدوان وبين المقاومين من ابناء اليمن الشرفاء لم يستطع العدوان السعودي الامريكي من تحقيق اي من اهدافه بعد ان سطر ابناء اليمن اروع قصص الصمود والاباء وافشلوا مخططات العدوان التي كان يتوهم انه سيحققها في غضون اسابيع معدودة، بل ان الجيش اليمني واللجان الشعبية وصلت الى مرحلة استهداف عمق العدوان في السعودية والامارات بالصواريخ والطائرات المسيرة، بعد تطوير هذه الاسلحة الاستراتيجية التي فرضت معادلة رعب وردع غيرت موازين المعركة.

لقد لخص الاحمق ترامب بشكل صريح وظيفة الكيان السعودي ودوره القذر بالدفاع عن الكيان الاسرائيلي ومصالحه وفي مواجهة قوى المقاومة التي تتصدى للمخططات الصهيونية ، حين قال انه لولا السعودية لكان الكيان الاسرائيلي في ورطة، وهذا الدور التامري الخطير الذي يضطلع به الكيان السعودي يفسر لنا ماقدمه من دعم لجميع المجاميع الارهابية الوهابية من القاعدة وداعش والنصرة وغيرها والتي هددت امن سوريا والعراق وكان مخططا لها ان تدمر وتقسم هذين البلدين خدمة للكيان الاسرائيلي وضمان تفوقه وامنه وسيطرته على المنطقة وتحقيق حلمه في دولة مزعومة تمتد من الفرات الى النيل، وكذلك فان الحرب على اليمن لا بد انها تصب في نفس هذه الاهداف الاسرائيلية.

ايها الاخوة والاخوات الاعزاء

ان ما نسمعه هذه الايام من دعوات لايقاف الحرب المفروضة على الشعب اليمني على فرض جديتها انما جاءت نتيجة هذا الصمود الاسطوري وعدم قدرة العدوان السعودي الامريكي من تحقيق اغراضه وبعد المازق الكبير الذي وقعت فيه الطغمة الحاكمة في الكيان السعودي بعد ارتكابها جريمة قتل مروعة وبشعة لصحافي معارض استدرجته الى قنصليتها في اسطنبول لتفتك به ضاربة عرض الجدار كل القوانيين والشرائع الدولية لتواجه فضيحة مدوية كشفت الوجه القبيح للنظام ولتكشف في نفس الوقت عن زيف ونفاق المدافعين عنه والمتسترين على ما يرتكبه من جرائم ابادة جماعية بحق الشعب اليمني وشعوب المنطقة، وما موقف الرئيس الامريكي المجرم ترامب من هذه الجريمة الا صورة من صور هذا النفاق المخزي لهذه الانظمة التي تدعي التحضر والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان ولكنها في واقع الحال تضع دماء الشعوب والقيم الاخلاقية والانسانية تحت اقدامها مقابل مصالحها وما تجنيه من اموال وتحققه من صفقات تجارية.

وامام هذا التامر الدولي وفي ظل تواطؤ قوى الاستكبار والنفاق مع العدوان السعودي لا بد لجميع الشرفاء في العالم من موقف جدي لدعم الشعب اليمني وايقاف هذه الحرب الظالمة، و انهاء معاناة الملايين وانقاذهم من الموت والجوع والامراض والحرمان من ابسط مقومات الحياة، ولابد من ايقاظ الضمير العالمي الغائب عن الوعي لمحاكمة مجرمي الحرب والراقصين على جراحات والام الشعوب المستضعفة، وفي الوقت الذي نؤكد فيه وقوفنا الى جانب الشعب اليمني وصموده ومقاومته بكل ما نملك نطالب الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي بمايلي :

اولا : اجبار السعودية والامارات ومن يدعمهما على ايقاف هذه الحرب الظالمة وسحب جميع القوات الاجنبية من اليمن.

ثانيا: رفع الحصار عن المطارات والموانئ و

افساح المجال لايصال المساعدات العاجلة من دواء وغذاء لابناء الشعب اليمني.

ثالثا : البدء باجراء محادثات سلام بين الاطراف اليمنية دون تدخل خارجي او فرض املاءات او تسويق للمشاريع التقسيمية .

رابعا : تقديم الدول المعتدية الى المحاكم الدولية ومحاسبتها على ما ارتكبته من جرائم ابادة جماعية وتدمير البنى التحتية، ومحاكمة قادتها ومن يتستر عليهم كمجرمي حرب.

خامسا : الزام الدول المعتدية بدفع تعويضات عما اقترفته من قتل وترويع وتدمير وتهجير بحق ابناء اليمن.

واخيرا نقول لابناء اليمن المقاومين الشرفاء الصامدين قول الله عز من قائل

وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.

‏صدق الله العلي العظيم

‏و الحمد لله رب العالمين

‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

#معكم_معكم

قد يعجبك ايضا