بين الصمود التاريخي, والقوة الصاروخية اليمنية استراتيجية جديدة والانتقال إلى مرحلة الهجوم

تقرير / محمد محسن الحمزي

 

أتى أمر الله.. ونزل بساحهم. ما ليس في بالهم.. وحل في عقر دارهم بعضُ ما فعلوه بغيا وعدوانا بجارهم…  وحسبُهم خيبةً تقتلهم أن ما أعلنوا تدميره قبل عامين.. ارتد إليهم بركانا ثانيا.. معززا بنفير الدم.. منذرا بأشد الرد.. فارضا معادلة الردع… تضع الرياض السعودية الأمريكية في عين العاصفة اليمانية.. عينا بعين.. وعاصمة بعاصمة.. وعاصفةً بعاصفة… والبادئ أظلم……. فيا فرحةً كانت لهم وما تمت، وويلَهم من غصة ما كانت حتى حلت… وهي باقيةٌ وما لها أن تزول حتى يزول ذلك النظامُ الدعي، ويعلم الضعيفُ والقوي.. أن هذا هو الشعب اليمني.. وأنه بالله شعبٌ شديدٌ البأس.. يعشق من الحروب.. الكبارَ العوالي.. فاتحا بها دروبَ المعالي..، فقم للحرب يا ذا الشعب اليماني.. ..قم وشمر.. فربِّ السبع المثاني… لَجميعُهم تحت مرمى هذا البركان الثاني… وإنه القادم الصادم…. فاجعل الأيام على العدو عظائم … وانزل بساحتهم فقد مُلئت هزائم ..

 

قرابة العامين من العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي على اليمن وشعبه المسالم؛ والمدافع عن سيادته وحريته وقراره المستقل, استخدمت فيها دول العدوان احدث وافتك الأسلحة الحربية التي تمتلكها من قنابل عنقودية إلى الفراغية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً, كما استخدمت احدث الطائرات التي تمتلكها جيوش العالم, كل ذلك لاستعباد شعب الإيمان والحكمة, وغزو أرض اليمنيين واحتلالها، متناسين بأن اليمن مقبرة الغزاة، ومتناسين أيضاً صمود وصبر وشجاعة وعزة وكرامة الشعب اليمني, فذهبت كل تلك المخططات والتجهيزات والاستعدادات المسبقة للعدوان على اليمن هباءً منثورا أمام صمود الشعب اليمني وشجاعة جيشه ولجانه الشعبية، فلجأت دول العدوان إلى أقوى الجيوش وأكثرها خبرة قتالية محاولة بذلك احتلال بعض أراضي الوطن مُعده بأحدث الأسلحة القتالية من طائرات حربية حديثة, ودبابات أبرامز و برادلي ومدرعات متنوعة, ومروحيات أباتشي, ومنظومة صواريخ باتريوت, وبوارج حربية, وفوق كل هذا كانت تلك الجيوش مسنودة بالغارات الجوية، ولكنهم هزموا أمام بسالة الجيش واللجان الشعبية, وأمام بأسهم الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالشديد والذي يعبر عن إرادة وبأس كل يمني، كما كان للقوة الصاروخية للجيش اليمني ولجانه الشعبية بصواريخ سكود , وتوشكا , وقاهر , والنجم الثاقب , وزلزال , وصرخة , وصمود , وبركان , وغيرها من الصواريخ المُصنعة والمعدلة محلياً, والذي تعتبر أسلحة بدائية أمام ما يستخدمه ويمتلكه العدو؛ لكنه نصر ببأس المقاتل اليمني الذي يستمده من الله تعالى فاستطاع المقاتل اليمني أن يفضح جنسيات دول العدوان في ميادين وجبهات القتال، أيضا القوى السياسية الوطنية المعبرة عن الشعب اليمني الرافض للخضوع والذل والعبودية والذي يتعرض لكل تلك الجرائم، كان لتلك القوى دور هام على الطاولة السياسية وذلك عبر فضح مشاركة أمريكا والأمم المتحدة سياسيا أمام العالم, وأيضا مشاركتها في تلك الجرائم التي ارتكبت ولازالت تُرتكب في حق الشعب اليمني الصامد.

وعلى نفس المسار يغذي العدو بقية المحافظات بالصراع والاقتتال والتناحر الداخلي إما عن طريق الجماعات التكفيرية متعددي الجنسيات, أو عن طريق شب النار في الصراع ألمناطقي أو العنصري أو السياسي، وهذا ما يتضح جليا من خلال كل ما يحدث في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت احتلال دول العدوان؛ ويعمل العدو جاهداً على نقل الصراعات إلى المناطق الشمالية، وتقوم دول العدوان بالترويج لتلك الأحداث إعلاميا ولا تخجل من الذين يصورون تلك الأحداث بأنها ناتجة لتخاذل أهل تلك المناطق وتناحرهم الداخلي أو ممن يتحدث عن أن ما يحدث هي صورة لهدف دول العدوان بل تقوم بالترويج لتناحر وتقاتل اليمنيين بنفسها لأنها تسعى لان تكون ثقافة سائدة في أوساط المجتمع اليمني, بل تراها أمريكا نموذجا يمكن أن تُصدره إلى المناطق التي لم يستطع أن يحتلها بسبب رفض وصمود ووعي أبنائها وقتالهم لعدوهم الحقيقي.

 

محاولة يائسة من قبل العدوان لفك رقبتها من حبل المشنقة

كلما تبدل الواقع الميداني لصالح الجيش واللجان الشعبية في المناطق التي كان المنافقين يتمركزون فيها في بعض المحافظات ومع بدء أبطال الجيش واللجان العمليات العسكرية الواسعة وعلى أكثر من محور وعلى امتداد الجغرافية اليمنية , كان لابد للعدوان الأمريكي السعودي من طريقة لاستهداف إرادة المواطن الذي بات اليوم أكثر صموداً في وجه العدوان الإجرامي والبربري والجبان التي يتعرض لها وطنه وكيانه وتاريخه ومستقبل أبنائه من قبل قوى العدوان والإجرام وقد عرف الأعداء على مدى عامين بأن إرادة اليمنيين لا تكسر .. مأرب – تعز – الجوف .. لا فرق حيث يرى بعض المراقبين بأن الغارات الهستيرية على المنازل والمنشآت المدنية وبالقنابل العنقودية ما هي إلا محاولة يائسة لإرعاب المجتمع, فضربات الجيش واللجان الشعبية قد أصابتهم في مكمنهم, وإن رقبة العدوان أصبحت في المشنقة, وإن انتصارات الجيش واللجان أذهلت العالم ومعنويات الشعب اليمني فاقت كل الحدود وأن ثقة هذا الشعب بقيادته لا حدود لها وأن النصر بات قاب قوسين أو أدنى, وأن هزيمتهم قد تم الإعلان عنها خصوصا بعد الضربات التي تلقتها مملكة قرن الشيطان في جيزان ونجران وعسير حتى وصلوا إلى الرياض, والقادم أعظم, أما بالنسبة لمسلسل القنابل العنقودية والصوتية والمضيئة والقصف الهستيري واستهداف المنازل أصبح في حلقاته الأخيرة, ويخطئ من يظن أن قصف المنازل في القرى والمدن بالقنابل المحرمة دولياً خطة إستراتيجية وأن قوى الغزو والاحتلال يسيطرون على الأرض لأن من يعلم ألف باء العلوم العسكرية يؤكد بأن استخدام مثل هذه الوسائل التي تعتبر وسائل دمار عشوائي ليس سوى رسالة قتل تهدف إلى محاولة زعزعة ثقة المواطنين والتأثير على معنوياتهم, فمن قال بأن استهداف الأحياء السكنية من قبل الصهاينة العرب والعرب المتصهينين والأمريكان هو نقطة قوة تحسب لهذا العدوان ومرتزقته فهو واهم, لأن حقيقية الأمر وردات فعل الشارع اليمني وتحركات القبائل واستنفارها تؤكد بأن هذه العمليات الإجرامية التي ترتكب بحق المواطنين الأبرياء ما هي سوى نقطة ضعف لدى العدوان, اقتراب الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على كامل المواقع العسكرية السعودية ودخول العمليات على جبهات كانت تعتبر خطا أحمرا بالنسبة للعدوان شكل ضغط عليهم فيحاول تخفيف الضغط عليه من خلال شن غاراته المجنونة وإلقاء القنابل العنقودية على المنازل والمنشآت المدنية، كما شكل ضغطاً على أتباعهم من منافقي الداخل فتحاول مجاميع المرتزقة والمنافقين التحرك هنا أو هناك, لكن ضربات الجيش واللجان الشعبية لهم بالمرصاد وستشهد الأيام القادمة انجازات نوعية لم تخطر على بال وعلى مستوى الجبهتين الداخلية والخارجية ما لم يركع العدو أمام صمود وبأس الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وقوته الصاروخية التدميرية.

قد يعجبك ايضا