تحت شعار “المقاومة خيار وحيد”.. انطلاقُ أعمال المؤتمر القومي العربي الإسلامي في العاصمة اللبنانية بيروت

افتُتحت في العاصمة اللبنانية بيروت، امس السبت، أعمالُ المؤتمر القومي العربي الإسلامي في دورته الـ11، بحضور شخصياتٍ تمثل العديدَ من ألوان الطيف الفكري والسياسي العربي.

وفي الكلمة الأولى في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر كانت لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إذ أكّـد أن “ما يجري في المنطقة خطيرٌ وتجاوز التطبيع”، موضحاً أن “ما يجري هو دمج الكيان دمجاً كاملًا في المنطقة، وبناء تحالف استراتيجي”، ومُشيراً إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة تهدف لـ”تصفية القضية الفلسطينية وضرب الركائز الداعمة للأُمَّـة”.

كما أكّـد هنية أنه “يجرّم التطبيع ويدينه؛ لأَنَّه يخدم الكيان الصهيوني ويضر بفلسطين وبالدول المطبعة نفسها”، مُشيراً إلى أن “شعبنا يتعرض لمصادرة حقه في العودة عبر طرح التوطين والتهجير”.

وتابع هنية أن معركةَ “سيف القدس” شكّلت نقلةً نوعيةً في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، مؤكّـداً أن “المقاومة بعد معركة سيف القدس أقوى وأشد عودًا وأكثر جهوزية واستعدادا لمواجهة التحديات والمتغيرات”، مُضيفاً أن “ذراع المقاومة طويلة وستستمر حتى تحرّر أرض فلسطين”.

من جهة ثانية، أكّـد هنية على “التضامن الكامل مع لبنان لحماية حقوقه، وخَاصَّة في ظل محاولة الاحتلال الاعتداء على موارده المائية”، وطالب بضرورة “استثمار نتائج الحرب الروسية الاوكرانية كونها وضعت حدًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة”.

كما أكّـد على “دعم المقاومة كخيار استراتيجي في المنطقة ووقف محاولات تصفية قضايا الأُمَّــة وأولها فلسطين”، وتوجّـه للأسرى قائلًا: “باقون على العهد في إخراجكم من سجون الاحتلال”.

نائبُ الأمين العام لحزب الله: الحل لمواجهة “إسرائيل” هي المقاومة

كما تحدث نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مؤكّـداً أن “الحل الحصري والوحيد لمواجهة “إسرائيل” هي المقاومة بكل أشكالها، وأي حَـلّ آخر هو مضيعة للوقت”، مُضيفاً أنه “على رأس هذه المقاومة المقاومةُ العسكرية، التي يجب دعمها؛ لأَنَّها وحدَها ما يعيد فلسطين”.

ولفت إلى أن الكيانَ الصهيوني “كيان يتكئ على فلسطين كمقدمة حتى يقدم على احتلال المنطقة من المحيط إلى الخليج”، مُشيراً إلى أن “حامي القضية الفلسطينية الأَسَاس هو شعبها ومقاومتها ولا يمكن إذَا تخلى بعض العرب والمسلمين عن هذه القضية أن تركع فلسطين أَو أن تستسلم؛ لأَنَّ شعبَها قرّر أن يبقى في الميدان”.

وقال قاسم: إن “إسرائيل تعتقد أنها بالتهديدات ستُحدث قلقًا في محور المقاومة”، مُضيفاً “أقول إنها تهديدات فارغة المحتوى”، وتابع أن “استمرارية وجود “إسرائيل” في منطقتنا قائمة على إنشاء الحروب”.

وأشَارَ الشيخ قاسم إلى أنه “لم يكن أي خيار سياسي رعاه الغرب خيارًا سليمًا بل كان جزءًا من دعم الاحتلال العدواني التوسعي الذي لا يقتصر على فلسطين”، مُشيراً إلى أن “دول التطبيع تضر نفسها في المقام الأول كما تضر شعوبها وتضر فلسطين والأمة”.

وأوضح أن “أمريكا تعمل على تسخير كُـلّ شيء لخدمة الكيان الصهيوني”، معلناً “نحن كقوى المقاومة نعمل على حفظ سيادتنا وكرامة أوطاننا طالما الشعب والمقاومة يسيران في خط واحد للمواجهة”.

وأكّـد الشيخ قاسم “إننا على أتم الجهوزية وكنا في المناورة الكبرى على استنفار كامل وكل يوم نحن على استعداد”، متابعأً “اليوم نحن في أقوى مراحلنا مع حلفائنا في فلسطين ومحور المقاومة”.

وأضاف أن “قوة محور المقاومة وجهده ودعم الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية بدون حساب واجتماع الدول تحت هذه الراية تعني أن النصر آت لا محال”.

النخالة: جميعُنا في مواجهة مشروع واحد وضحية لعدو واحد

من جهته، دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، إلى “إشاعة ثقافة المقاومة بالكلمة والموقف ودعم المقاومة في فلسطين بكل ما هو ممكن”، فيما طالب الفلسطينيين بـ”تقديم النموذج الأمثل لعلاقة القوى السياسية فيها على قاعدة المقاومة وحمايتها والحفاظ عليها”.

وشدّد النخالة على أن “فلسطين تمثل نقطة التقاء لكل التيارات ولكل الأحزاب والقوى في العالمين العربي والإسلامي مهما كانت ألوانها ومهما كانت خلفياتها”، لافتاً إلى أن “فلسطين نقطة إدراك ومكاشفة لكل الذين يريدون الحرية والحياة الكريمة في أوطانهم ولكل الذين يريدون سلامًا حقيقيًّا لشعوبهم”.

وقال النخالة: “إن صوتَ أحذية الغزاة الصهاينة أصبحت تصم آذان الجميع، وهي تحاصرنا حتى داخل بيوتنا وعلى امتداد وطننا العربي والإسلامي، وخَاصَّة بعد حملات التطبيع التي لم تبقِ على شيء من بلادنا”.

وأضاف: “خلال المؤتمرات السابقة كنا نناقش ونحذر من اتّفاق أوسلو في منطقتنا العربية، ونحن في فلسطين نقاتل هذا الاتّفاق ومخرجاته على مدار الوقت، ونحقّق إنجازات جدية في ذلك، رغم كُـلّ الظروف الصعبة التي تحيط بشعبنا ومقاومته”.

وأوضح أن “العدوّ لم يستطع كسر إرادَة شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين، فقام بعملية التفاف كبرى لمحاصرته من الخارج، وقطع شرايين التواصل عنه مع شعوب أمتنا العربية والإسلامية”.

وأشَارَ إلى أنه “اليوم وبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على قيام الكيان الصهيوني، يتكرس أكثر فأكثر الدور الصهيوني في المنطقة، وأصبح العدوّ يؤدي الدور الأكبر في سياسات المنطقة، فيحاصر الفلسطينيين في كُـلّ شيء، وتتحَرّك “إسرائيل” معتبرة حدودها الزمنية تشمل باكستان وإيران، حتى شمال أفريقيا، ومن تركيا حتى جنوب السودان”، معتبرة “كل ما بين ذلك قابلًا للتدخل الصهيوني اقتصاديًّا وأمنيًّا وعسكريًّا، وتجد ترحيبًا كَبيراً كلما تقدمت في أي من دولنا العربية والإسلامية، رغم أنها ما زالت تعاني من تحديات جدية وكبيرة في فلسطين، ويغفل النظام العربي عن دور الشعب الفلسطيني ومقاومته التي لم تتوقف يوماً واحدًا، وينفتح أكثر فأكثر على العدوّ في كُـلّ المجالات”.

وتابع أن “إسرائيل” تهرب إلى الأمام، وتستقوي علينا بأنظمتنا، وقادة دولنا الذين لا يرون فينا إلا إرهابيين، ويطاردوننا في كُـلّ مكان، ويحاصروننا؛ مِن أجلِ إرضاء أمريكا وإسرائيل”.

وقال النخالة: “يجب أن ندرك أننا في مواجهة مشروع واحد، وأننا جميعاً ضحية لعدو واحد، يستند في خلفياته الثقافية والفكرية لرؤية واحدة تجاه مجتمعاتنا، ونحن دومًا كنا الضحية السهلة؛ لأَنَّنا نظرنا إلى الآخر؛ باعتبَارنا امتدادا له، على أمل أن يكون ملهمًا لتوجّـهاتنا، وراسمًا لملامح تقدمنا وازدهارنا لاحقًا”.

وَأَضَـافَ “الأمة تكتشف اليوم، وظهرها للحائط، أن الوحوش التي رأينا فيها خلاصنا هي التي افترستنا، وكنا هدفًا وضحية لأوهامنا، بأن هذا الغرب، وهذه الحضارة الغربية، تريد أن تنقلنا من حالنا إلى حال أفضل”.

وأكّـد على أن “فلسطين تمثل نقطة التقاء لكل التيارات، ولكل الأحزاب والقوى في عالمنا العربي والإسلامي، مهما كانت ألوانها، ومهما كانت خلفياتها، فهي نقطة إدراك، ونقطة مكاشفة، لكل الذين يريدون الحرية والحياة الكريمة في أوطانهم، ولكل الذين يريدون سلامًا حقيقيًّا لشعوبهم”.

وخلص النخالة بالقول: إن “مسؤوليات كبرى تقع على عاتقنا اليوم، بإشاعة ثقافة المقاومة، بالكلمة والموقف، ودعم المقاومة في فلسطين بكل ما هو ممكن. ولنجعل من فلسطين عنوانًا دائماً لجدول أعمالنا اليومي”، داعياً الفلسطينيين إلى تقديم “النموذج الأمثل لعلاقة القوى السياسية فيها، على قاعدة المقاومة وحمايتها والحفاظ عليها”.

قد يعجبك ايضا