تعرف على تفاصيل جبهات المواجهات في الجوف وما قصة نساء المتون !!!

عين الحقيقة/ينقلها / زيد أحمد الغرسي

محافظة الجوف احدى المحافظات اليمنية الشمالية التي تقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية وتبلغ مساحتها 39.495كم وتتنوع تضاريسها بين جبال وسهول واسعة ومناطق صحراوية وعدد سكانها يتجاوز نصف المليون نسمة متوزعون على اثنا عشر مديرية تابعة للمحافظة يسيطر الجيش واللجان الشعبية على ست مديريات سيطرة كاملة كما يسيطر على اجزاء كبيرة في اربع مديريات تقع فيها المواجهات وهي الغيل والمصلوب والمتون وخب الشعف بينما العدوان ومنافقيه يسيطرون على مديريتين فقط هما الخلق والحزم عاصمة المحافظة 
تتمتع الجوف بأرض زراعية خصبة ومياه جوفيه كثيرة ووجدت نماذج رائعة وجميلة لمزارع بعض المواطنين هناك ولو تم الاهتمام بهذه المحافظة زراعيا لكانت جنة حقيقية ولاستطاعت ان تغطي اليمن بالبر والذرة والحبحب التي تنتجها بجودة لا تضاهيها اي محافظة اخرى 
كما يوجد في الجوف مخزون كبير من النفط والغاز ويقال ان فيها اكبر مخزون نفطي في المنطقة وفق دراسات امريكية اجريت حول هذه المحافظة ومحافظة مأرب الغنية بالغاز وقد أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الى وجود دراسات لدى امريكا ودول العدوان عن ثروات اليمن في بعض المحافظات 
وبالرغم من ما تمتلكه المحافظة من ثروات مائية ونفطية وغازية الا ان سكانها يعيشون حالة الفقر بنسبة كبيرة كما انها تفتقر لابسط المشاريع الخدمية بما في ذلك الطرق حتى الطريق الدولي الرابط بين السعودية والجوف وصولا الى حرف سفيان لا يزال اغلبه ترابي بالإضافة الى عدم سفلتة الطرق بين المديريات او داخل المديريات ولكم ان تتخيلوا هذه المحافظة الكبيرة يوجد فيها طرق اسفلتيه لا تتجاوز عشرين كيلوا بل وجدنا بعض القرى عندما تدخلها وكأنها لا تزال تعيش عصورا قديمة وهذا يعود الى سياسات الانظمة السابقة التي اهملت المحافظة بشكل متعمد وممنهج انسياقا وراء رغبة ال سعود بعدم تطوير هذه المحافظة وإبقاء مشائخها تحت سلطة ال سعود عبر المرتبات التي تصرف لهم من اللجنة الخاصة بينما تنهب السعودية نفط المحافظة وسط تواطؤ السلطات السابقة ولم تكتف بذلك بل جعلت المحافظة مرتعا لقطاع الطرق وناهبي السيارات فكان معروف ان اي سيارة تسرق من صنعاء او عمران يتم العثور عليها في الجوف وكانت هناك عصابة كبيرة مدعومة لذلك بقيادة راوية تم القضاء عليها عندما دخل انصار الله المحافظة التي اصبحت تعيش في أمن واستقرار حتى جاء العدوان واحتل جزء من مديرياتها وأعاد فيها الفوضى الامنية والنهب والقتل .
لاتزال الاعراف القبلية تحكم ابناء الجوف فتجدهم يتضامنون بينهم البين بداعي القبيلة مهما كان خلافاتهم المذهبية والحزبية ولازال اهلها محافظون على القيم والاخلاق والشرف بشكل كبير ومن تخلى عنها وارتهن للعدوان فلا يمثل السواد الاعظم لأبناء المحافظة
ملائكة الله على الارض
عند زيارتنا للمجاهدين الاحرار في جبهات الجوف وجدنا اشخاصا يتفجر الايمان بالله من جوانبهم ويمتلكون ثقة في الله تزول الجبال الرواسي ولا تزول ‘ لا تنقطع علاقتهم بالله فهم على الدوام مسبحين ومستغفرين تالين للقران مستمعين لهدى الله ساجدين لملك السماوات والارض راكعين للحي القيوم ‘ تراهم خاشعين منكسرين اذلاء وهم يصلون لكنهم اشداء كالأسود الكاسرة في مواجهة الاعداء يمتلكون من الايمان بالله ما لا يمتلكه احد على وجه الارض ، وعزائم ما يقهرون بها كل جموع الباطل وإمكانياته الهائلة ، وجوههم تنبعث نور ، وجباههم توحي بالعزة والكرامة والإباء ، شجاعتهم لا توصف ، وبأسهم وقوتهم يستمدونها من بأس الله وقوته لا ترعبهم طائرات العدوان وغاراتها ولا تقلقهم كمية الاسلحة الملقاة عليهم .
يسلبون العقل وهم يتحدثون عن تأييد الله ومعجزاته ومعيته معهم وعندما تسمعهم كأنك تشاهد ذلك امامك ، لا يخلوا حديثهم من ذكر الله والاستشهاد بآيات القران ، كل الانتصارات والفضل فيها لله عزوجل ويرفضون نسبتها اليهم ويقولون عباراتهم المشهورة ” نحن جنود لله وما احنا الا سبب فقط وبدون الله لسنا شيء ” .
يحملون الحب العظيم لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقلوبهم مشغوفة بحبه وتجد عظمة القيادة عندهم في ثنايا تعابيرهم ومصطلحاتهم عندما يتحدثون عن السيد القائد .
تجد التراحم والاخاء والاحسان فيما بينهم ، كلٌ يفدي الاخر بروحه ، ويؤثر الاخرين على نفسه في الاكل والشرب ، هذا يساعد ذاك ، واخر يحسن الى زميله ، تسمع اجهزتهم اللاسلكية وهم يسألون ويطمئنون عن بعضهم البعض ويتابع كل زميل زميله عن اخر تطورات المواجهات والعمليات البطولية ، إن اصيب احدهم او أستشهد فكأنه اقتُطع جزء من جسد كل واحد منهم لكن ذلك يزيدهم إصرارا على الصبر والجهاد حتى النصر او اللحاق بهم الى جنات الخلد .
حياتهم الجماعية مليئة بالسعادة والطمأنينة والمرح ، يخلقون جوا من الايمان الصادق ويصنعون روحانية تغطي جبهاتهم فتنشر راحة نفسية عجيبة بينهم يلمسها كل زائر لهم .
خبروا جغرافيا الجبهات وحدودها ومناطق الصراع وبيئتها وأسماءها وطرقها الصحراوية الوعرة ، تمرسوا على صعوبة تضاريسها وطوعوا جبالها لإرادتهم فشقوا طرقات عرض صخور الجبال لعشرات الكيلو مترات بأيديهم ليسهلوا طرق الامداد لزملائهم ، ترى تلك الجبال خاضعة مستسلمة لإرادتهم الصلبة ، لم يقف جبل او سهل او وادي او صحراء أمام عزائمهم ، يعَشِقَهم التراب الذي يرقدون فيه ويئن لفقدانهم .
لا يريدون شكرا ولا يسعون لمصلحة ولا يطمعون لمنصب ولا شهرة او دنيا فكل همهم هو الله وكل جهادهم ان ينالوا رضى الله وكل املهم وغايتهم ان يختارهم الله شهداء الى جوار الانبياء والصديقين ومن سبقهم من الشهداء الابرار
حقيقة ما جرى في سوق الاثنين ودور النساء في التصدي للتكفيريين
سوق الاثنين في مديرية المتون ويمر من وسطه الخط الدولي من السعودية الى الجوف وعبره تمشي قاطرات النفط والغاز الى حرف سفيان ثم صنعاء وبقية المحافظات وكان هناك اتفاق بتحييد هذا الخط من المواجهات من قبل الطرفين الا ان مرتزقة العدوان اخلوا بالاتفاق ودخلوا بمجاميع الى سوق الاثنين واحتلوا المنطقة لكنهم لم يلبثوا حتى تم تطويقهم من كل الجهات من قبل الجيش واللجان الشعبية وقتل كل مجاميعهم ومن تبقى منهم تم أسره .
وخلال دخولهم السوق حاول التكفيريون ان يحتلوا البيوت فخرجت نساء المتون كل واحدة تحمل البندق الى باب بيتها رافضة دخول اي مرتزق الى بيتها وكن يهددن من يتجراء على الدخول بقتله . في موقف مشرف لنساء المتون اللاتي وقفن الى جوار الجيش واللجان الشعبية كما ان رجال المتون يفزعون مع الجيش واللجان الشعبية في اي زحف يقوم به المرتزقة الى جوار السوق ما أدى الى اليأس الكامل لمرتزقة العدوان باحتلال تلك المنطقة وفي هذا درس كبير للمجتمع عندما يكون سندا للجيش واللجان الشعبية فإنه يكفي نفسه شر العدوان وادواته ويعيش بأمن وأمان .
بعض المواقف التي حصلت اثناء الزيارة :-
– في احدى الليالي جاء وقت العشاء ولم يكن هناك الا القليل منه الذي لا يكفي المجاهدين والفريق الزائر فقدمه المجاهدون لنا واستغربنا من عدم اجتماعهم معنا فسأل احدنا اين فلان واين فلان فقيل اتعشوا هم عيتشعوا ، ادركنا حينها انهم آثرونا على انفسهم لقلة العشاء فرفضنا العشاء الا بهم وكانت هناك بركة عجيبه 
– اثناء الزيارة في ثاني ايام العيد وجدنا اثنين من المجاهدين في احد المواقع الصحراوية وهم بدون احذية وعند مغادرتنا للموقع قلت اجرب امشي بدون حذاء في الصحراء فلم اتمالك المشي لثوانٍ معدودة من شدة حرارة رمال الصحراء وحينها قال لي احد المجاهدين المرافق لنا في تلك المواقع ” بعض الاحيان اخلس حذائي وأمشي حافي على الصحراء واتذكر قول الله تعالى( قل نار جهنم أشد حرا ) ثم اقارن كيف اني لا اصبر على حر الصحراء في الدنيا فكيف سأصبر على حرارة نار جهنم في الاخرة وهذا يعطيني معنويات عالية ودافع اكبر على الصبر والتحمل والصمود في الجبهة ومواجهة اعدائنا ” مع العلم ان اغلب المواجهات هي في الجبهات الصحراوية المعروفة بارتفاع درجة الحرارة فيها بشكل كبير 
– في نفس الموضوع وبعد انتهائنا من زيارة عدة مواقع ونحن على السيارة قال لنا احد المجاهدين المرافقين لنا تخيلوا وانتوا هنا في هذه الجبهات وبيعطوكم الف ريال يوميا ماذا ستعملون بها ؟ قلنا يالله نشتري ماء ، فقال ما بالكم بالمجاهد هنا تأتيه دبه ماء لليوم كامل ويالله احيانا تصل وهي باردة واحيانا لا ، وعاد بعض الناس بيتحاكى عن المجهود الحربي . هذولا الذي بيتحاكوا عن المجهود الحربي ويسيئوا لتضحيات المجاهدين قلوا لهم ينزلوا يشاهدوا اينوه المجهود الحربي وما مع المجاهدين ، هوذا انتوا ابسرتوا المعاناة والصبر والتحمل للمجاهدين بأنفسكم انقلوه للناس حتى يعرف الشعب تضحيات وصبر وتحمل المجاهدين في الجبهات بينما البعض يتفلسف عليهم وهو في بيته ومتكي وجوار اولاده وكل ما يريده يحصله ..
– سمعتها كثيرا من المجاهدين لكني هذه المرة شاهدتها حيث شاهدت في مقاطع فيديو للإعلام الحربي عملية هجومية للمجاهدين على احد مواقع العدو والاعلام الحربي معهم منذ بداية العملية خطوة بخطوة حتى وصل المجاهدون الى قرب الموقع المستهدف وصرخ احدهم بالصرخة ففر بعض المرتزقة مذعورين دون ان يواجهوا فيما تم قتل الثلاثة المتبقين منهم .
– احد المجاهدين شرح لنا احدى العمليات التي قاموا بها ضد مواقع المرتزقة وقال عند وصولهم الى جوار الموقع وجدوا احد المرتزقة وهو يضرب بالشيكي الى السماء من شدة خوفه وذعره لم يركز الى اين يوجه الشيكي وهكذا هو حالهم اثناء المواجهات مع المجاهدين .
– في بعض الجبهات توجد بجوارها قبور للمصريين وعليها علامات بارزة توضح قبورهم في تلك الجبال وهو ما يؤكد ارتبا الحاضر بالماضي فاليمن مقبرة الغزاة .
– ما وجدته خلال الزيارة حجم التضحيات الكبيرة والغالية التي يقدمها المجاهدون وحجم الصبر والتحمل الكبيرين للمجاهدين في مواجهات الصعاب والظروف القاسية الجغرافية منها والمادية والتي تصل احيانا الى تقليص عدد الوجبات اليومية في بعض الجبهات في حين لا يدركها الكثير من ابناء الشعب اليمني الذي يعيش امنا مطمئنا مرتاحا بين اولاده واهل بيته بينما البعض يسئ لمن يحمون الوطن ويتحملون كل تلك المعاناة للدفاع عن سيادته لكي يلمع نفسه او يطعن في ظهر الجيش واللجان الشعبية خدمة للعدوان .
– عندما يدخل الانسان الجبهات يشعر بالسكينة والطمأنينة والراحة بشكل كبير لا يتوفر ذلك عند خروجه منها مصداقا لقول الله تعالى ” هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا “
– التطور الكبير في الجبهات على المستوى العسكري من التكتيكات العسكرية واكتساب الخبرات الكبيرة والتنظيم في المواقع العسكرية او على المستوى الامني من خلال تطهير مناطق المواجهات من العملاء من ابناء تلك المناطق او المندسين في صفوف الجيش واللجان الشعبية او على المستوى التقني من خلال تحييد طيران العدوان بشكل كبير فلم يعد لغاراته تأثيرا كبيرا في المواجهات او في استهداف تجمعات المجاهدين 
– هذا جزء بسيط مما لمسته في جبهات العزة والكرامة بمحافظة الجوف اثناء زيارة وفد من الجبهة الاعلامية لمواجهة العدوان لمواقع المجاهدين من ابطال الجيش واللجان الشعبية خلال عيد الفطر المبارك .

 

قد يعجبك ايضا