تقسّيم اليمن ودفعه للحضن الإسرائيلي أهم أهداف قوى التحالف..!

 

منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، حذر العارفون بطبيعة النظامين السعودي والإماراتي، من ان هذا العدوان يُنفذ بأوامر وإشراف أمريكي مباشر، لتحقيق مصلحة “إسرائيلية”، وهي مصلحة تُشكل القاعدة التي تقوم عليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا مصلحة للعرب في هذه الحرب العبثية من قريب أو بعيد.
لا يحتاج الأنسان لأن يكون خبيراً استراتيجياً، ليعرف أن النظامين السعودي والإماراتي، لا يملكان قرارهما، خاصةً لو كان القرار هو شن حرب شاملة في منطقة بالغة الحساسية كمنطقة الشرق الأوسط، وبالقرب من المضايق والممرات البحرية التي تمر من خلالها الطاقة إلى العالم أجمع.
فقرار الحرب اتُخذ في واشنطن، وطُلب من بن سلمان وبن زايد تنفيذه، تحت ذرائع تُضحك الثكلى، مثل إعادة “الشرعية” الى اليمن، والحفاظ على استقلاله واستقراره وسيادته.
لم يكن هناك أسهل من أن تصدر أمريكا الأوامر لإبن سلمان وإبن زايد، بشن عدوانهما الغادر على اليمن عام 2015م بهدف تدميره ، وتقسيمه، كي لا يشكل مستقبلاً اي خطر على “إسرائيل”، كما حصل في العراق وسوريا وليبيا، وكما يحاولون الأن في لبنان. دون ان تنفق أمريكا، جراء ذلك، دولاراً وأحداً، ودون ان يُصاب “إسرائيلي” واحد بجروح، فالقاتل والمقتول عرب، والأموال التي تُنفق على الخراب والدمار هي أموال العرب!!.
لم يكن هناك أسهل من أن تصدر أمريكا الأوامر لإبن سلمان وإبن زايد، بشن عدوانهما الغادر على اليمن عام 2015م بهدف تدميره ، وتقسيمه، كي لا يشكل مستقبلاً آي خطر على “إسرائيل”، كما حصل في العراق وسوريا وليبيا، وكما يحاولون الأن في لبنان. دون ان تنفق أمريكا، جراء ذلك، دولاراً وأحداً، ودون ان يُصاب “إسرائيلي” واحد بجروح، فالقاتل والمقتول عرب، والأموال التي تُنفق على الخراب والدمار هي أموال العرب!!.
هذه الحقيقة المرة كشف عنها وبكل صلافة رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي يوم أمس الثلاثاء، خلال زيارته الى روسيا ، فرجل الإمارات والسعودية هذا، أعلن وبفم ملآن، انه بصدد إستعادة “الدولة الجنوبية” في اليمن، بل وذهب الى أبعد من ذلك، عندما أعلن عن استعداده للتطبيع مع “إسرائيل” في حال تم تقسيم اليمن، حيث قال في لقاء مع قناة “روسيا اليوم”، إذا أصبحت لدينا دولة ذات سيادة عاصمتها عدن فإنه من حقنا ان نعرض التطبيع مع “إسرائيل”، فهذا الأمر هو حق سيادي لنا.
اللافت أن عيدروس هذا، يشارك في حكومة “هادي”، مناصفة!!، اي أن عدد وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي يساوي عدد وزراء “الرئيس الشرعي”!!، الذي يدعي الحفاظ على سيادة ووحدة اليمن!!. بينما هو يقاتل، ومنذ 6 سنوت ، الى جانب عيدروس، وبدعم سعودي إماراتي أمريكي “إسرائيلي”، الأطرف اليمنية التي تتمسك حقيقة بوحدة وسيادة واستقلال اليمن، وعلى راس هذه الطراف، حركة “الحوثيين”، التي مازالت تقدم الشهداء للحفاظ على وحدة اليمن.
رغم أن تقاسم الأدوار بين السعودية والإمارات، في اليمن، كان وأضحاً منذ اليوم الأول للعدوان، الا أن زيارة عيدروس لروسيا ، فضحت المخطط السعودي الإماراتي في اليمن أكثر فأكثر، حيث بات واضحاً ان السعوديين والإماراتيين، ليسوا بصدد تقسيم اليمن فحسب، بل بصدد رمي الجزء “المُحرر”!! من اليمن، الذي يقوده هادي وعيدروس، في احضان “إسرائيل”، كي تقر عيناً، والا تقلق مستقبلاً، من اي خطر يتهددها من اليمن.
بعد زيارة عيدروس لروسيا ، لم يعد سهلا على السعودية ، ان تواصل دورها الخبيث في اليمن من دون ان تثير الشكوك، فالرجل جزء من “الشرعية” التي تحميها وتدعمها السعودية، كما تدعمها وتحميها الامارات. ومن الصعب تصديق ان جزءا من “الشرعية” يقوم بزيارة الى روسيا، ويعلن من هناك انه يعمل على تقسيم اليمن، دون علم الجزء الاخر، ودون علم العراب السعودي، الذي يمسك برقاب مرتزقته وعملائه في اليمن.
عيدروس، وقبله نائبه هاني بن بريك، أعلنا سابقاً وبصراحة، عن دعمها وتأييدهما، تطبيع الإمارات والبحرين مع “إسرائيل”، واليوم يعلنان صراحة ايضاً عن نيتهما التطبيع مع “إسرائيل”، ولكن فاتهما أمر في غاية الوضوح ، وهو ان الشعب اليمني، الذي رفض على مر العصور، ان يركع أمام الأجنبي، وأذل جميع الطغاة، الذين حاولوا تدنيس ارضه، هو أشد رفضا للركوع أمام “إسرائيل”، التي يرى فيها، أس وأساس كل الشرور التي تواجه شعوب المنطقة.
السعودية ومخطط سلخ حضرموت عن اليمن بسيف الوهابية..!
منذ وقت طويل لم تخف السعودية اطماعها في سلخ محافظة حضرموت من اليمن، لإيجاد طريق برية تربط السعودية ببحر العرب، فوجدت في العدوان على اليمن فرصة ثمينة لتحقيق رغبتها القديمة، عبر استخدام قوتها الناعمة، الدولار النفطي والفكر الوهابي التكفيري، وهي قوة كانت ومازالت تعتبر الطابور الخامس للسعودية في التغلغل الى المجتمعات العربية والاسلامية، ونشر الفوضى فيها، الفوضى التي تعتبر المحيط الامثل لتمرير السياسات السعودية، ليس في اليمن فحسب بل في جميع دول المنطقة والعالم.
المعروف عن اهالي محافظة حضرموت التسامح الديني، الامر الذي كان ومازال عاملا مهما في إفشال مخططات السعودية في السيطرة على المحافظة، نظرا لمناهضة أهلها للفكر الوهابي التكفيري السعودي، وهو ما دعا السعودية الى استهداف سر قوة المحافظة وهو التسامح الديني ، عبر بناء المدارس والجوامع السلفية، بتمويل سعودي سخي، لنشر الوهابية التكفيرية بين اهلها.
الهجمة الوهابية السعودية، كشفت عنها تقارير موثقة، تحدثت عن دور سعودي كبير في إنشاء وتمويل عدد كبير من المدارس الدينية والجوامع التي تقوم بنشاط وهابي لافت في مدن المكلا والشحر وغيل باوزير والديس الشرقية ومنطقة روكب شرق المكلا، يضاف الى ذلك التواجد السلفي الكبير الذي يحظى بدعم مالي ولوجستي كبير من السعودية في مدينة الحوطة بوادي حضرموت. الامر الذي اثار مخاوف أبناء المحافظة في الوادي والصحراء من التمدد السلفي، وما ضاعف هذه المخاوف المجتمعية وصول أعداد كبيرة من الأجانب من جنسيات مختلفة إلى تلك المدارس السلفية مؤخراً.
المعروف ان هذا المخطط السعودي في التغلغل في محافظة حضرموت ، عبر استخدام الاموال الهائلة والفكر الوهابي واستقدام التكفيريين من جنسيات مختلفة الى المنطقة، لبناء قاعدة سعودية تكون منطلقا للسيطرة على جميع المحافظة مستقبلا، كانت السعودية قد نفذته في الماضي في منطقة دماج في صعدة في شمال اليمن عبر بناء مركز دماج السلفي التابع ليحيى الحجوري، الذي استقدم المئات من التكفيريين المدججين بالسلاح تحت يافطة طلاب علوم دينية، الا ان ابناء صعدة ولمعرفتهم بدسائس السعودية، تمكنوا من طرد المسلحين وتطهير صعدة من الوجود الوهابي التكفيري.
اليوم تعيد السعودية تنفيذ سيناريو مركز دماج ، ولكن في حضرموت ، حيث ازداد اعداد الوافدين من الخارج لـ”الدراسة” في مركز الحامي السلفي الذي يقوده أبو عمار ياسر العدني، حيث اكدت المصادر ان المركز أسس عام 2014م بتمويل سعودي كأحد المراكز البديلة ، ووفقا للمصادر فقد تقدم عشرات من الناشطين الاجتماعيين بشكاوى للجهات المختصة على صفحات التواصل الإجتماعي في وزارة الأوقاف في حكومة هادي تطالب بإيقاف نشاط هذه المراكز التي وصفوها بأنها “غير قانونية” وتحتوي المئات من أتباع التيارات التكفيرية التي تقوم بنشر الأفكار الدينية المتطرفة في المجتمع وبطريقة غير قانونية وبدون إشراف من أي مؤسسة تعليمية رسمية.
بات واضحاً للجميع وفي مقدمتهم الشعب اليمني، ان الأهتمام السعودي بنشر الفكر الوهابي في حضرموت مخطط خطير يسعى الى استهداف التسامح الديني والمذهبي والسلم المجتمعي في المحافظة، وصولاً لتأسيس فتنة مذهبية تعمل السعودية على التهيئة لها وتنفق مئات الملايين من الدولارات عليها، حتى تضمن بقاء اليمن غير آمن وغير مستقر لعقود زمنية قادمة، لسلخ المحافظة عن اليمن أو على الأقل البقاء فيها وفي باقي المحافظات الجنوبية ، لاستنزاف ثرواتها والتمدد فيها والسيطرة على ثرواتها النفطية لعقود قادمة.
قد يعجبك ايضا