ثلاثون موقعًا! بقلم / مصباح الهمداني

ثلاثون موقعًا!
————
لك أن تتخيَّل أن مملكة الأسرة السلالية، دفعَت لكبار المرتزقة؛ على كل تبة محاذية لنجران؛ ما يعادل عشرة مليون ريال سعودي.
وتَمْ استلام المليارات من قِبَلْ أمين العكيمي وهاشم الأحمر، وجرى امتصاصها إلى الخارج وشراء العقارات في القاهرة ولندن والبحرين وقطر وإسطنبول وعمَّان،
ولم يصِلْ إلى جيوب صغار المرتزقة إلاَّ ريالات معدودة،
وما تجود به مخازن بني سعود من أرز وخبزٍ وفول…

امتلأت التباب بالسلاح وبأرخص البشَرْ، ولم تكُن عين الرقيبِ بغافلة رغم كثرة الجبهات، ولا بمتناسية رغم التحركات، لكنها عادة من عادات أهل الغزوات، لجر العدو إلى الموبقات، وأسوأ المستنقعات، فما إن امتلأت الشعاب، بالأطقم والسلاح، وبالمدرعات والآليات، وبأحدث الهاونات والرشاشات؛
حتى بدأ رجال البأس بالنفير، وجندلة المستأجرين الحمير، وما هي إلاَّ ساعات؛ حتى تُليَت آيات الشكر للقوي المنَّان، على التسديد والتمكين والإتقان.

لقد سطَّر رجال الرجال على حدود نجران، ما يعجز عن وصفه القلم والبيان، حتى أنهم وصلوا إلى وادي النخيل، حيث اسطبل العميل الذليل، وأحرقوا خيامه وسياراته، بعد أن ولى هاربًا، وللنجاةِ طالبًا، ولا أدري كم ملطام سعودي، سينطبع على وجه أمين العكيمي، بعد هذه الهزيمة الساحقة، والفضيحة الماحقة…

تركوا كل شيء، من الطعام الساخن، إلى الهواتف في الشواحن، ومن أصغر الرشاشات، إلى أقوى المعدلات والهاونات، وحتى أحدث الأطقم والسيارات، تركوها يجرون الذعر والخيبات.

ولم يجد رجال الرجال، أمام هذه الأرتال، من الأليات والأثقال؛ إلاَّ إرسال رسالة؛ من خلال الأدخنة الطائرة؛ فحضرتْ الأميرة الولاعة، وأشعلتِ الحرائق الصادعة، لتُخبر الأمريكي قبل السعودي بأنَّ طعامَ الحرب الذي أرسلتموه، قد أشعلناه وأحرقناه، بعد أن أخذنا منه؛ ما خف وزنه وغلا ثمنه.

عشرات الأطقم التي عرضها الإعلام الحربي، ومثلها من المدرعات المتناثرة، والكثير من الجثث الرخيصة، والتي لم يُسعفها الهرَبْ، ولم يسحبها العملاء الجرَب.

وبينما نحملقُ في أولياء الله، ونُحلِّقُ فيما تحقق على أيديهم من آيات الله، وصلنا خبرٌ آخر، يشفي صدور قومٍ مؤمنين؛ وهو إطلاق صاروخٌ مبين، بدقة ومهارةٍ وتمكين؛ من نوع بدر إف على مدرسة القتال التدريبي بجيزان، بعد رصد استخباري مضمون؛ وبعدَ أن امتلأت بكبار الخبراء الأجانب، وبآلاف المرتزقة الجلائب؛ وتعلمون دمار هذا الصاروخ بشظاياه المرعبة، والتي عددها؛ أربعة عشر ألف شظية…

كل هذه الانتصارات في الجبهات.
والله سبحانه يُرينا آياته في عبيد ونعال المُحتَلين، وهُم يتصارعون في عدن وأبين وتعز صراع لن يُبقي ولن يذر، وليس له نهاية أو أفق.
وسيلجؤون بعد أن تضيق عليهم الضوائق، إلى تقبيل أقدام صنعاء، وأحرار صنعاء؛ اعتذارًا وندمًا وحياء.
وختامًا؛
احسبوا انتصار اليوم بالورقة والقلم… وخسارة مملكة التلاشي والعدَم؛
ثلاثون موقعًا، في كل موقع حوالي عشرُ تِبابْ، والتبة بعشرة مليون.

فشكرًا لله وللقائد ورجال المسيرة والسيرة والتاريخ، وسلام الله على أمهات أرضعنهم، وآباء ربوهم، وقبيلة احتضنتهم. والله أكبر.

د.مصباح الهمداني
07/08/2019

قد يعجبك ايضا