” جاستا “… يوم استفاقت السعودية فجأة على جرائم “الشيطان”!

الحقيقة / إسراء الفاس

قبل أكثر من 6 أشهر كتب وزير الاستخبارات السعودي السابق “تركي الفيصل” معاتباً الرئيس الأميركي باراك أوباما: هل “انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حد أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عاماً مع أميركا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أميركا بانها العدو الأكبر والشيطان الأكبر…؟”

80عاماً مضوا على تحالف المملكة السعودية مع الإدارة الأميركية، قبل أن “يكتشف” السعوديون ليلة أمس جرائم وإرهاب “الشيطان الأكبر”. كيف اكتشف السعوديون ذلك؟
الجواب عند “جاستا”.

مساء أمس الأربعاء، رفض الكونغرس الأميركي “الفيتو” الذي استخدمه الرئيس أوباما ضد مشروع قانون “جاستا” (العدالة ضد رعاة الإرهاب) ، والذي يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 مقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون، أي أنه يتيح مقاضاة السعودية.

تهديدات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السابقة بسحب نحو 750 مليار دولار من الولايات المتحدة في حال تفعيل القانون لم تأتِ بالنتيجة المرجوة. فلم يكن أمام السعوديين إلا “تعرية” الإدارة الصديقة… من خلال نبش جرائم سكتت عنها المملكة على مدى 80 عاماً.

فجأة استفاق مغردو المملكة السعودية، التي أخذ أمراؤها على الإيرانيين وصفهم الإدارة الأميركية بالشيطان الأكبر، على جرائم الولايات المتحدة. تجند هؤلاء  “لتعرية” “الشيطان الأكبر” من خلال تفاعلهم مع وسم “#jasta_العالم_يحاكم_امريكا“، فطال  ذلك حليف الشيطان أيضاً، إنها السعودية نفسها.

أحد السعوديين نشر تقريراً مصوراً عن الهجوم النووي على هيروشيما، وأرفق منشوره بتعليق: “أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.. الهجوم النووي اﻷمريكي الوحشي على #هيروشيما”.

فيما رأى المغرد السعودي  (@DRabusaad) أن الولايات المتحدة “قتلت ملايين اليابانيين بقنبلتي هيروشيما وناجازاكي ومئات الألوف في فيتنام واكثر من مليون افغاني ومليوني عراقي”.

“أمريكا أكثر دولة يدها ملطخة بدماء الأبرياء وبهذا القانون ستفتح على نفسها باب جهنم”، غرد (@SaeedAlNaji) من الرياض.

أما المغرد حسام سليهم (@Slaihem) فنشر عدداً من الغريدات عدد فيها جرائم ارتكبتها الإدارة الأميركية في فيتنام والفيليبين واليابان وكوريا الجنوبية يوغوسلافيا والصومال.

وغرّد (@slum30): “٧٠ سنة السعودية في قمّة الوفاء ولا تغدر ، ولكن هيهات في القادم”.

80 عاماً – وفق اعتراف الفيصل- أبقت السعودية فيه على قمة وفائها لتحالفها مع الشيطان. على مدى هذه السنوات ارتكبت الولايات المتحدة مجزرتها المدوية في الهجوم النووي الذي شنته على هيروشيما وناغازاكي.

وبرضا سعودي دخلت القوات الأميركية إلى أفغانستان عام 2001 تحت عنوان “محاربة الإرهاب”، قتل خلال هذه الحرب المفتوحة نحو 150 ألف قتيل أفغاني وفق تقديرات رسمية أفغانية، ومع ذلك لم يرف لحكام المملكة السعودية أي جفن تجاه هذه الجرائم التي طالت المدنيين أولاً.

مع إعلان الإدارة الأميركية عن بدء غزوها للعراق، كانت المجال الجوي السعودي مفتوحاً أمام الطائرات الأميركية التي كانت تطلق قنابلها الذكية على بيوت المدنيين العراقيين. راح ضحية هذه الحرب 109 آلاف ضحية وفق “ويكيليكس”، إلا أن مجلة “ذي لانسيت” البريطانية عام 2006 قالت إن الحرب أسفرت عن مقتل 655 ألف عراقي!

جرائم الشيطان التي استفاق عليها السعوديون فجأة، ارتكبت في أوج تحالف مملكتهم مع هذا الشيطان، الدماء التي يُطالب السعوديون اليوم بمحاكمة الولايات المتحدة عليها، شاركت مملكتهم في سفكها، ويوم كانت شوارع الدول العربية تشهد تظاهرات ضد الغزو الأميركي للعراق، وهتافات “الموت لأمريكا”… كانت هذه التظاهرات والشعارات مجرمة في المملكة التي تتباكى اليوم على ضحايا الجرائم الأميركية.

أمام مشهد هو أقرب للطلاق الأميركي السعودي اليوم، قد لا نجد ما يوصف الواقع بأبلغ من التوصيف الذي ذهب إليه الكاتب المصري مصطفى السعيد بالأمس: ” أمريكا مثل أنثى عنكبوت «الأرملة السوداء»، التي تقتل الذكر وتأكله بعد أن يؤدي دوره . هل توصل الأميركيون إلى الجزم بأن دور السعودية قد انتهى؟ هذا ما يصعب الإجابة عنه اليوم.

بالعودة إلى جيش المغردين السعودي، فقد عمد الكاتب السعودي ومدير قناة العربية السابق  بد الرحمن الراشد إلى إعادة تغريد المنشور التالي: “يصوت اليوم الكونجرس الامريكي على قرار نقض الرئيس لقانون جاستا. بأصوات ٣/٢ ينفذ النظام. الله يعدي اليوم على خير و يجيب العواقب سليمة”… بالموازاة كان موقع شبكة “سي ان أن” الأميركي ينشر تصريح  النائب الأميركي عن الحزب الجمهوري “بيتر كينغ” الذي تساءل فيه: إذا لم تكن المملكة  السعودية متورطة في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 فلماذا القلق؟

المنار

قد يعجبك ايضا