جريدة أجنبية : تفوّق يمني في الاشتباك المباشر: صنعاء تقطع الإمدادات العسكرية للعدوّ الإسرائيلي عبر البحر

 أعلنت قوات صنعاء البحرية أنها تمكّنت، خلال الأيام الماضية، من قطع الإمدادات العسكرية الأميركية للعدوّ الإسرائيلي عبر البحر، وهو ما سينعكس على أداء جيش الاحتلال في حربه ضد قطاع غزة، حيث يعتمد على الذخائر التي تقدّمها الولايات المتحدة. وكشفت مصادر يمنية، لـ«الأخبار»، أنه بعد تمكّنها، الأحد الماضي، من إفشال محاولة نقل شحنة سلاح ضخمة للعدوّ، كانت على متن السفينة الأميركية «أوشن جاز» للنقل العسكري، والتي استُهدفت بعدد من الصواريخ الباليستية اليمنية، أفشلت القوات اليمنية محاولة أخرى، أول من أمس، لتمرير سفينتين تابعتين لشركة «ميرسك»، كانتا تحملان شحنتَي سلاح ضخمتين إلى إسرائيل. وكما يبدو، فإن الشحنتين كانتا مستعجلتين إلى حدّ أنه لا وقت لنقلهما عبر رأس الرجاء الصالح الذي يستغرق المرور عبره أكثر من 21 يوماً. ونظراً إلى أهميتهما، كثّفت البوارج الأميركية والبريطانية الحماية عليهما ورافقتهما في محاولة لتمريرهما بالقوة.وأكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن تلك القوات تمكّنت من إحباط محاولة لكسر الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلية والأميركية في خليج عدن. وأشار سريع، في بيان، إلى أن قوات بلاده تمكّنت من إصابة سفينة حربية أميركية كانت تتولى حماية السفينتين، وخاضت اشتباكاً مباشراً مع عدد من البوارج والمدمّرات الأميركية التي تولّت تأمينهما. وبهذه العملية، تكون قد تصدّت لمحاولات تمرير ست سفن أميركية، تبيّن أن ثلاثاً منها كانت تحمل معونات أميركية عاجلة لإسرائيل.
من جهته، أكد مصدر ملاحي مطّلع، لـ«الأخبار»، أن تمرير السفينتين كان تحدّياً كبيراً للقوات الأميركية التي دفعت بعدد من السفن والبوارج لمرافقتهما، وأحاطت بهما من كل اتجاه، لأول مرة، خلافاً لمحاولات سابقة كانت تعتمد البحرية الأميركية فيها على آلية القوافل التي تجري بتمرير سفينة عسكرية أميركية تبحر في وسط 12 سفينة تجارية، كما تم في عمليات سابقة.

مقتل سبعة صيادين في البحر الأحمر برصاص القوات الأميركية

وكان قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، قد أكد في كلمة، أمس، أن قوات بلاده مستمرة في حماية قرار حظر مرور السفن المتّجهة نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي والسفن التابعة للدول المعتدية على اليمن ومنها الأميركية والبريطانية، ونصح دول العالم بعدم التورّط مع الأميركي في تحالفات تهدّد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وأكد مرور 4874 سفينة تجارية منذ 19 تشرين الثاني الفائت في البحر الأحمر بشكل سلس وآمن، باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل والمتّجهة إلى موانئها فقط. واتهم الولايات المتحدة بالمشاركة في تجويع الفلسطينيين. وأكد أن معركة اليمن تهدف إلى إسناد الشعب الفلسطيني ولا أهداف أخرى لها، مشيراً إلى أن صنعاء استخدمت نحو 200 طائرة مسيّرة و50 صاروخاً باليستياً ومجنحاً في عملياتها.
وتعيش البحرية الأميركية، منذ أسابيع، حالة استنفار عسكري خشية الرد اليمني الذي توعدت به صنعاء. لكن هجمات أول من أمس، أربكت تلك القوات وشلّت قدراتها الدفاعية، كونها – شأنها شأن أخرى – لم تأتِ من البحر ولا من مواقع إطلاق ثابتة. ولذلك، تظل القوات الأميركية في حالة انتظار لعمليات لا تعلم توقيتها ولا نوعيتها، ما يدفعها إلى شن هجمات عشوائية في البحر الأحمر طاولت الصيادين والعابرين. وأكدت مصادر حقوقية يمنية، لـ«الأخبار»، مقتل سبعة صيادين في البحر الأحمر برصاص القوات البحرية الأميركية قبل أيام، وقالت إنه عثر على جثثهم، أول من أمس، في إحدى الجزر الواقعة بالقرب من ميناء ميدي في نطاق سواحل محافظة حجة، وعليهم آثار قتل بالرصاص الحي أثناء ممارستهم الصيد التقليدي.
وفي تعليقه على التطورات، يقول عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، لـ«الأخبار»، إن «عملية الاشتباك المباشر بين القوات اليمنية والبوارج الأميركية والبريطانية في خليج عدن كانت مصيرية، وعكست تفوق قدرات قوات صنعاء على التقنيات الأميركية وتمكنّها من فرض معادلة عسكرية فاقت حسابات واشنطن، وأكدت أن صنعاء تمتلك الكثير من المفاجآت التي ستصدم العدوّين الأميركي والبريطاني في حال استمرارهما في استهداف اليمن أو تكرار محاولة كسر الحصار الذي تفرضه صنعاء على الملاحة الإسرائيلية». ولفت إلى أن «خيار الضغط على العدو لوقف جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة أقل كلفة من تحشيد البوارج والمدمّرات التي لن تُحدث أي اختراق في قرار حظر مرور سفن الاحتلال».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية البريطانية، ديفيد كامرون، أن لندن وواشنطن فرضتا عقوبات على أربعة مسؤولين من «أنصار الله»، تعتبران أنهم مسؤولون عن تنظيم هجمات على سفن في البحر الأحمر.

 

الاخبار

قد يعجبك ايضا