جريمة حافلة ضحيان في ذكراها الثانية .. أيهما القاتل الأمم المتحدة أم تحالف العدوان ؟!

جريمة حافلة ضحيان في ذكراها الثانية .. أيهما القاتل الأمم المتحدة أم تحالف العدوان ؟!

مازالت الطفولة تُنتهك وتُقتل وتُغتال ويُعتدى عليها في اليمن منذ الوهلة الأولى من العدوان على اليمن، ومازالت الطفولة والبراءة تستهدف ضمن سلسلة من الجرائم والمجازر الوحشية ضد الطفولة التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنسانا وتاريخاً وحضارة.

وبعد التنكيل بجيوشهم الهشة والانتصارات الميدانية المتتالة التي يسطّرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال، يعمل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني على تغطية عجزة وفشلة الذريع في مواجهة الأبطال والانتقام بطريقة العاجزين باستهدافه للأطفال والنساء متماديا في اجرامه.

مجزرة أطفال ضحيان:

في يوم التاسع من أغسطس 2018م، ارتكب العدوان الأمريكي السعودي مجزرة بشعة بحق الأطفال في مدينة ضحيان والتي راح ضحيتها ما يقارب 130 ما بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى تضرر وتلف عدد من ممتلكات المواطنين، حيث أقدم تحالف العدوان على ارتكاب مجزرة جديدة بمنطقة ضحيان بمحافظة صعدة استهدفت العشرات الأطفال من طلاب المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم وعلومه، والذين كانوا على موعد مع رحلة ترفيهية، حيث استهدفهم طائرات التحالف الأمريكي السعودي أولئك الأطفال بغارةٍ معتدية لا تقل بشاعةً عن سابقاتها، لتكون لتكون هذه المجزرة شاهد جديد على أن الطفولةَ في اليمن تُذبح من الوريد إلى الوريد على مائدةِ المجتمع الدولي الصامت والمتواطئ الذي اكتفى بتشكيل لجنة تحقيق اعضائها هم الجلادين والقتلة أنفسهم، تجلت نتائجها في ارتكاب مجازر جديدة، حيث لا يزال تحالف العدوان يتمادى في قتل الأطفال والنساء في اجرامه المتواصل.

ويمكن القول ان هذه الجريمة وتلك المجازر الوحشية هي نتيجة للمواقف الأمريكية الداعمة لهذا العدوان والتي شجعت النظام السعودي والإماراتي على الايغال أكثر في سفك دماء الشعب اليمني، لاسيما وأنه لولا الدعم الأمريكي لما كانت هذه الجرائم؛ لتكون أمريكا هي المسؤول الأول عن كل قطرة دم يمنية تسقط، إضافة إلى أن تلك المجازر الوحشية هي نتيجة طبيعية للمواقف الدولية المخزية التي لم تتخذ أي موقف حازم تجاه جرائم العدوان الأمريكي السعودي في اليمن، ووفرت له الغطاء للاستمرار في مجازره بحق المدنيين بشكل عام والأطفال بالتحديد.

المجرم والقائمة السوداء لقتلة الأطفال:

رغم اعتراف قوى العدوان بمسئوليتهم الكاملة عن هذه المجزرة الوحشية، وبالرغم من أن الأمم المتحدة ودول دائمة العضوية في مجلس الأمن قد صرحت بضرورة إيقاف الاستهتار اللامحدود بدماء الشعب اليمني ومحاسبة المتسببين في هذه الجريمة والجرائم والمجازر السابقة، إلَّا أن تلك التصريحات ذهبت ادراج الرياح، بل أن آلة القتل التدميرية التابعة لقوى تحالف العدوان وبغطاء ودعم أمريكي مازالت مستمرة وبوتيرة عالية في ارتكاب المزيد والمزيد من المجازر والجرائم بحق الأطفال خاصةً، والمدنيين عامةً، وبكل اجرام ووحشية مما كانت عليه في السابق، لاسيما وأنه سبق التراجع عن القرار الأممي بإدراج النظام السعودي من القائمة السوداء لقتلة الأطفال!؟… فأين هي تلك القوانين والتشريعات الدولية التي تحمي الأطفال؟!، وأين هي تلك المنظمات التي تتشدق بحقوق الأطفال؟!.

لا تعليق على ذلك، فالعدو قد نجح في شراء ذمم العالم بنفطه وماله، لذلك فمن الطبيعي أن نشاهد ذلك العدو المجرم يقتل… ويقتل… ويقتل، وما يزال يقتل في جريمة بعد أخرى ومجزرة تلو أخرى، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

ولا غرابة في ذلك، فبعد مجزرة أطفال ضحيان المروعة والمشهودة التي شاهدها العالم عبر شاشات القنوات العالمية، وغيرها من الجرائم والمجازر الوحشية بحق الأطفال، فقد قامت الأمم المتحدة بإخراج تحالف العدوان وفي مقدمته السعودية من القائمة السوداء لقتلة الأطفال وهذا يظهر الوجه الحقيقي للأمم المتحدة، وأنها شريك في الجرائم المرتكبة بحق أطفال اليمن والشعب اليمني بشكل عام، لاسيما وأن العدوان الامريكي السعودي بعد كل مجزرة وجريمة بحق الأطفال والنساء، يثبت وحشيته وانسلاخه من القيم الانسانية والاخلاقية، إذ ستضل دماء الشهداء من الأطفال ملطخة بحيطان الأمم المتحدة ومنظماتها التي تتشدق بحقوق الإنسان والأطفال وستكون وصمة عار تلاحقهم مدى التاريخ، لاسيما وان تلك الجرائم والمجازر الوحشية التي تخالف كل قوانين الإنسانية يُضرب بها حرض الحائط.

مازالت يد الجاني المجرم تتمادى أكثر:

مر ما يقارب سته أعوام، وما تزال أدوات أمريكا وإسرائيل (النظام السعوي والاماراتي) مستمرةً في مؤامرة إبادة الشعب اليمني حتى لو لم يبق في اليمن من هو قادر على حمل السلاح، بعد إن صدر القرار الأمريكي بإبادة الشعب اليمني بأكمله، إذ مازالت أدوات أمريكا وإسرائيل ينتابها رغبة جامحة في سفك واراقة المزيد من دماء أبناء الشعب اليمني بعد ذلك الكم الهائل من الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبت بحقهم.

وفي كل يوم تمتد يد ذلك الجاني المجرم، وتتمادى أكثر لتُمعِّن في سفك دم الأطفال البريئة، وتقتل أحلامهم وآمالهم الطموحة، وتسعى إلى أن تقضي على حاضرهم، وتنتزع مستقبلهم، بل أنه يمعن أكثر في ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية بحق الأطفال، فيمزق أشلائهم على قارعة الطريق بالقنابل العنقودية، أو يترك له الدموع بعد إن يستيقظ من نومة ولا يجد أمه وأبية وأخوته وأفراد عائلته، ويجد أنه أصبح في العراء بلا غذاء مأوى وسكن، ويعاني من عاهات مستديمة… فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بثينة وإيمان وأمل وسميح…الخ، هؤلاء هم من أطفال اليمن المنسي الذي لطالما كانوا يبحثون عن السعادة ويتسألون: لماذا لا يستطيع أطفال اليمن العيش بسلام.

وفي هذا الصدد، أصدر المركز القانوني للحقوق والتنمية إحصائية لجرائم التحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي بحق الأطفال في اليمن حتى تاريخ 9 أغسطس 2020م، ويبين المركز أن إجمالي عدد الضحايا من الأطفال بلغ 8.295، منهم 3.983 شهداء، و4.312 جرحى.

ويتناول المركز القانوني للحقوق والتنمية في إحصائية جرائم تحالف العدوان تفاصيل تلك الجرائم الوحشية، حيث يشير إلى أن 1.509 من القتلى الأطفال الذين سقطوا في منازلهم جراء استهدافها، و165 قتلى من الأطفال الذين سقطوا في المدارس جراء استهدافها بالغارات الجوية، وكذلك 215 من الجرحى الأطفال الذين سقطوا في المدارس جراء استهدافها بالغارات الجوية، و402 من الأطفال الذين بترت أطرافهم وسببت لهم الغارات عاهات مستديمة، وأيضاً 168 طفل قتيل كانوا ضحايا القنابل العنقودية، وكذلك 127 طفل جريح كانوا ضحايا القنابل العنقودية.

جرائم وحشية ولاأخلاقية:

تتكرر المشاهد تلو المشاهد للجرائم الوحشية واللاخلاقية في المناطق المحتلة، فقبل بضعة أيام توفى طفل في الثالثة من عمرة بعد عملية اغتصابه بصورة وحشية من قبل مرتزقة العدوان، وللأسف الشديد فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الأطفال لمثل هكذا جرائم في المناطق المحتلة، فأولئك الأطفال يموتون جوعاً ومرضاً بسبب الحصار، وقتلاً بالصواريخ والأسلحة المحرمة تارة، وكذلك يموتون خوفاً ورعباً واغتصاباً تارة أخرى في كل يوم بالمناطق المحتلة من قبل مرتزقة ذلك العدو السعودي والإماراتي وأسياده الأمريكي والإسرائيلي، فيما تنعم المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى بالأمن والطمأنينة.

وإلى أن يصحو العالم من سكرة المال السعودي والاماراتي، لم يبقى للشعب اليمني سوى التوكل على الله والاضطلاع بمهامهم ومسئوليتهم امام الله وامام وطنهم بالتحرك ورفد الجبهات، والتحرك أكثر لمواجهة هذا العدوان بكل الوسائل المتاحة لأن ذلك هو ما سيحمي الشعب اليمني ويوقف هذا العدوان في ظل المواقف الدولية المخزية التي تبرأ الجلاد وتواطئ معه ضد دماء الأبرياء، فلم يعد هناك احد في مأمن من مجازر تحالف الشر والاجرام بحق شعبنا بجميع اطيافه ومشاربه، فالجميع معني بالجهاد حتى يأذن الله بالنصر، وكفى بالله ولياً، وكفى بالله نصيرا.

قد يعجبك ايضا