حالة السلام مع العدو الإسرائيلي أخطر بكثير على الأمة من حالة الحرب

حالة السلام مع العدو الإسرائيلي :

هي أخطر بكثير على الأمة من حالة الحرب. فالسلام سيحقق للعدون أهدافاً كبيرةً لم يتمكن من تحقيقها في حالة الحرب

إعداد/ جميل مسفر الحاج

إن ما يسمى “بالسلم الإسرائيلي” هو ليس إلا خطة مرحلية لعدونا الصهيوني الغاية منها هي تحقيق الهدف الأساسي الذي من أجله وجدت الحركة الصهيونية العالمية , خطة مرحلية من ضمن المخطط الصهيوني العام .

والكل يعلم ان خلف دولة العدو “إسرائيل” تقف الحركة الصهيونية العالمية وان لهذه الحركة أساساً فكرياً ايديولوجياً ترتكز عليه وتستوحي منه ادعاءاتها الباطلة. هذا الأساس الفكري يشمل العقيدة التوراتية والتعاليم التلمودية والتراث اليهودي التاريخي العنصري المغلق. 

وتدعي “إسرائيل” انها تريد السلام مع جيرانها، وقد سرّح رابين بأن يده ممدودة للسلام ولكن يده الأخرى على الزناد. وما يعنيه رابين أنه في الوقت المناسب تتحول اليد الممدودة للسلام إلى الاخرى التي على الزناد. وإذا أردنا التحقق من ذلك فما علينا إلا ان ندرس أهداف الصهيونية وان نتعرف على ادعاءاتها الباطلة وتعاليمها الهمجية التي لا تعرف معنى السلام بل تتصف بالتلون والخداع وتحمل الحقد والبغض لبقية الشعوب. وعلينا أيضاً ان نتعرف على سجل القباحات وعلى التراث التاريخي لعدونا العريق في المكر والدهاء وفي نقضه للعهود والمواثيق وغدره بمن عقد معهم العهد. 

إن دولة العدو لم تغير شيئاً في مبادئها وأهدافها الأساسية ولا أحد من القوى السياسية فيها يملك القدرة على التغيير في هذه المبادىء والأهداف أو التراجع عنها وذلك لأنها تنبثق من العقيدة الصهيونية وتعتبر من الثوابت التي لا تتغير. 

 

أهمية السلام “لإسرائيل” وأخطاره على أمتنا 

تعتبر حالة السلام مع العدو هي أخطر بكثير علينا من حالة الحرب. فالسلام سيحقق لعدونا أهدافاً كبيرةً لم يتمكن من تحقيقها في حالة الحرب. 

ومن أهم الأهداف التي سيحققها العدو هو الحصول على صك اعترافنا باغتصابه لأرض فلسطين وإعطاء دولته المصطنعة الطابع الشرعي , وإعطاء دولته المصطنعة شرعية “دولية” وشهادة براءة عن جرائمها وممارساتها. 

على الصعيد العسكري – الأمني فان مشروع السلام سيحقق لدولة العدو وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ,وسيتم من خلاله نزع أسلحة دول المنطقة عبر ما يسمى بالحد من الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية في منطقة الشرق الأوسط, ضمان التفوق العسكري للكيان الصهيوني وجعله قوة عظمى في المنطقة تمتد تأثيراتها لتصل إلى جنوب شرق آسيا , وضمان أمن الكيان الصهيوني من مختلف النواحي.

ويعني “السلم الإسرائيلي” أيضاً غزواً ثقافياً وروحياً مثلما يعني غزواً للأرض وللاقتصاد. إنه بمثابة ثوب جديد يرتديه العدو ويبدو فيه حملاً وديعاً يريد إنهاء حالة العداء التاريخي والحضاري مع المسلمين, ويختلف الغزو الثقافي في الجوهر عن الغزو العسكري بل هو أخطر منه بكثير .

في الختام، لا بد من التأكيد على ضرورة إحياء الروح الجهادية لدي مجتمعاتنا وتذكيره بأن العدو الرئيسي للإسلام والمسلمين هو الكيان الصهيوني المحتل , وان القضية المحورية للامة هي القضية الفلسطينية والتي لا يمكن ان تهدأ إسرائيل الا برحيلها عن القدس الشريف والأراضي العربية المحتلة . 

 

قد يعجبك ايضا