حان الوقت لوضع حد لعبث المعتدين

 الجمهورية اليمنية دولة ذات سيادة في القانون الدولي، رغم الابتلاء والمحن الذي يدفع الشعب ثمن ذلك في حاضره المسلوب الإرادة وانكسارات طموحاته.

 لكنه مع ذلك بإرادة قوية يتطلع إلى بناء حاضره ومستقبله بإيمان قوي واصرار وعزيمة لا تلين، وهو يقترب من عقده الأول في بحر من الدماء والخراب، وحصاد الأرواح.

  إنها المؤامرة الأبشع في التاريخ المعاصر التي تقودها السعودية ومن خلفها امريكا والغرب، تقاطعت على قبح المصالح، وخسة ودناءة مخططاتهم الاستعمارية لتفكيك اليمن وتمزيقها، ونهب ثرواتها.

 وللأسف سار خلفهم رهط الانفصال، الذين تماهوا مع الغزاة، وارتموا في أحضانهم، ولا يعنيهم أمر بلدهم بشيء، تلك هي الصورة التي تتكرر في أزمنة التاريخ اليمني، عن مثل هؤلاء باعة الأوطان والكرامة، جنود الغزاة في القتال ضد أبناء وطنهم.. امتهنوا التضليل عن الحقيقة، وهم مازالوا مصرين على وهمهم الغوغائي “بالانفصال”، نجدهم مدفوعين من أمريكا وبريطانيا، وهو مخطط بريطاني قديم لفصل الهوية اليمنية.

 هذا مشروع متعثر تاريخيا من زمن الاستعمار البريطاني، واليوم هو في منطقة رمادية تقبع فيها القوى السياسية التي تحارب من أجل مصالحها الضيقة برفع سيف الانفصال، ليتحول هؤلاء إلى سلطة تحكم الجنوب، وتحسب نفسها وكيلا عن أبناء الجنوب .. يوهمون المجتمع بالفرج المنتظر، وهم يصنعون المجهول، كما صنعوا الحرب والعدوان، وكما أحرقوا الجنوب قبل ذلك بالصراعات الداخلية الدامية، ومازال الشعب الجنوبي الحر يتذكر تلك المآسي والصدمات المسلحة العنيفة التي حلت به، وأودى بحياة الكثير من أفراد المجتمع.

هؤلاء الأوصياء هم الخطر على اليمن عامة، وعلى الجنوب خاصة .. هذا جزء من العبث .. والتفريط بسيادة البلد، والثوابت الوطنية، ضدا على الوطن ووحدته، ولصالح الاستعمار البريطاني الأمريكي الصهيوني.

تقسيم اليمن هو ما يراه الانتقالي التابع للإمارات، فيزعم أن بيده القرار لذلك، مع أننا نرى بأم أعيننا القوات الأجنبية على أراضينا وعلى الشواطئ والبحار والجزر اليمنية .. هناك قواعد عسكرية، وسيطرة على المناطق النفطية والغازية والمعادن، وهناك تشكيلات مسلحة مختلفة ومتباينة لدول أجنبية عدة.

القيادة استجابت للسلام، وللوساطة العمانية، في جولات المفاوضات في مسقط ومشاورات الرياض وحوار صنعاء، لكن التحالف السعودي الإمارتي، كعادته يرمي عرض الحائط بما تم الاتفاق عليه، وتكثر حيله ومكره، ومراوغته، ويعتقد أن تلك لعبة ستستمر لتنفيذ أجنداته، دون وضع لها حدا لانهاء كل هذا العبث وهذا الغي الاستعلائي.

القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، هدد باتخاذ كل الإجراءات العسكرية المناسبة لحماية الثروة اليمنية، ومنع أي محاولة لنهبها في البر أو البحر جاء ذلك في سياق كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى الصرخة، فيما يتعلق بالمستجدات على الملف السياسي اليمني وجهود الوساطة العمانية التي طال أمدها دون تنفيذ التحالف أياً من التزاماته للخروج من اليمن وإنهاء الحرب ورفع الحصار.

وقال في كلمته “بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الأشقاء في سلطنة عمان، فإننا لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات. ولهذا فإننا سنتخذ الإجراء العسكرية المناسبة لمنع أي محاولة لنهب ثروات بلدنا في بره وبحره، وأي عقود مع المرتزقة والخونة لا قيمة لها”، في إشارة واضحة إلى اتخاذ خطوات عملية بما في ذلك إجراءات عسكرية لوقف استغلال التحالف للهدنة المتوقفة أصلاً منذ أكتوبر العام الماضي، وتحت غطاء الوساطة العمانية، لكسب المزيد من الوقت وتحقيق المزيد من المصالح، ونهب الثروات اليمنية التي لم تطل فقط الثروة النفطية والغازية بل وصلت إلى الثروات السيادية ومنها المعادن. معلناً  إبطال أي عقود مع الشركات الأجنبية التابعة لدول التحالف والتي أبرمت مؤخراً مع الحكومة التابعة له في جنوب اليمن وشرقه.

 ووصف  تلك العقود أنها “لا تمثل شيئاً وهي غير قانونية، ولا اعتبار لها، ولا يمكن أن نقبل أي إجراءات في ظل مؤامرات الأعداء التي يتآمرون بها على أبناء بلدنا”.

ويبدو من الواضح أن القائد السيد عبد الملك  بدر الدين الحوثي كان يقصد بتلك العقود التحركات الأخيرة للأمريكيين شرق اليمن والتي تمثلت في استحداثات عسكرية في حضرموت تمت بشكل سري بتغطية من قبل حكومة التحالف ومسؤوليها إضافة لاتفاقيات عقدتها حكومة التحالف مع الصين في مجال قطاع الطاقة عبر شركة سنوبيك، وعقود تأجير لبعض المناطق الساحلية شرق اليمن لشركات إماراتية غرضها نهب الثروات المعدنية في الجزء الجنوبي للمحافظة الحدودية مع سلطنة عمان.

من جانبه أكد مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع، أن مخططات التحالف بقيادة السعودية والإمارات الرامية إلى تمزيق وحدة اليمن ستفشل بـوعي أحرار الشعب شماله وجنوبه”.

وقال العميد سريع خلال فعالية في دائرة التوجيه المعنوي بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة وإحياء ذكرى الصرخة إن “الوحدة اليمنية انجاز وطني وتاريخي للم شمل اليمنيين جميعا تحت راية واحدة، وان مساعي العدوان ومخططاته باتت واضحه لدى أحرار الجنوب اليوم أكثر من أي وقت مضي في تقسيم اليمن ونهب خيراته وثرواته والتوسع والاحتلال”، في إشارة إلى إدراك المجتمع اليمني بكل أطيافه لحقيقة ما يرمي إليه التحالف من مؤامرات تمزيق وتقسيم وتدمير اليمن.

وذكر سريع أن “احياء ذكرى الصرخة والاحتفال بعيد الوحدة في ظل استمرار العدوان ومخططاته التدميرية، وحصاره الجائر يجسد تمسك أبناء الشعب وقواته المسلحة بالهوية الإيمانية والوحدة اليمنية المباركة وعزمهم  وإرادتهم في الحفاظ على المبادئ والقيم الوحدوية والتصدي لكل المؤامرات العدائية التي تستهدف المجتمع ووحدة الأرض والإنسان”.

وخلال الفعالية، أشاد العميد يحيى سريع بوعي احرار ابناء المحافظات المحتلة ومواقفهم الرافضة لمشاريع الاحتلال التدميرية الهادفة للنيل من وحدة وتماسك ابناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه”.

 

 

سبتمبر نت

قد يعجبك ايضا