حرب السياسة وصراع الدبلوماسية : مرونة الوفد الوطني ومنطقية رؤيته أمام تعنت وفد الرياض وتخاذل الموقف الأممي

يحاول العدوان السعودي الأمريكي الحصول على المزيد من المكاسب من خلال الإستمرار في الأعمال العسكرية منها الغارات والزحوفات والتحشيد وكذلك من خلال محاولة تجيير مسار المشاورات في الكويت وفرض اجندة خاصة تهيئ له الطريق لتحقيق كامل أهدافه وذلك عبر الضغط تارة على المبعوث الأممي أو المراوغة ومحاولات الإفشال .

فآخر ما توصل اليه العدوان الدفع بالمشاورات وعبر الأمم المتحدة نحو إعتماد أجندة تتناقض كلية مع ما سبق التفاهم بشانه سيما فيما يتعلق بالمسار السياسي والتركيز فقط على الجانب الامني والعسكري وهو ما يعني تجزئة الحل وتأجيل الكثير من القضايا إلى جولات أخرى .
ولهذا يبذل الوفد الوطني جهداً كبيراً في مواجهة تلك المحاولات متمسكاً بضرورة أن يكون الحل شامل وأن يناقش كافة المسارات بالتزامن حتى التوصل لصيغة توافقية حول كافة القضايا المطروحة .
ويرفض الوفد الوطني خوض النقاش في أي قضايا تفصيلية جزئية ما لم يتم التوافق على القضايا الجوهرية العامة في تأكيد واضح على حرصه على تحقيق السلام عبر التوصل لحل يرضي جميع الأطراف .
وفي إطار ذلك كانت مواقف الوفد الوطني واضحة فيما يتعلق بإستئناف المشاورات من حيث توقفت ومناقشة المسار السياسي بالتزامن مع بقية المسارات وهو ما أكدت عليه رؤية الوفد الخاصة بالحل .
بينما يتمترس الطرف الآخر خلف ما يسمى المرجعيات والقرار الأممي وتجاهل بقية القضايا سيما تلك المتعلقة بمعاناة الشعب اليمني كالقيود الإقتصادية المفروضة على البلاد وعلى المواطنين والقصف الجوي والمجازر اليومية المرتكبة .
ويرفض وفد الرياض حتى اللحظة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف كافة الأعمال العسكرية حسب تفاهمات ابريل الماضي وهو ما يؤكد النية المبيتة في جر الوفد الوطني إلى تقديم تنازلات دون التوصل لحل شامل قبل ان يبدأ مجدداً التصعيد العسكري على الأرض مستفيداً من أي تطورات قادمة .
وحينما يفشل وفد الرياض في تحقيق ذلك سرعان ما يلوح بإفشال المشاورات عبر طرح المزيد من الشروط والمطالب هرباً من إستحقاقات السلام ومما يطرحه الوفد الوطني من معالجات منطقية وموضوعية للازمة اليمنية بكافة جوانبها .
متابعون يؤكدون أن مسار المشاورات بجولتها الثانية في الكويت قد تصطدم مرة اخرى بالتعنت والتصلب من قبل وفد الرياض الذي أستأنف محاولاته في إفشال الحوار قبل إنطلاقته غير أن الجهود المبذولة والمرونة المستمرة من قبل الوفد الوطني قد تدفعان نحو التقدم خلال الوقت المحدد .
يجدر القول أن دبلوماسية الوفد الوطني تمكنت من تجاوز الكثير من العراقيل ومن توضيح الصورة الحقيقية لكافة المتابعين للمشاورات وتحقيق إنجاز سياسي اربك وفد الرياض ودفع بالسعودية لتغيير الكثير من التكتيكات سواءً السياسية أو العسكرية من أجل مواجهة ما يحققه الوفد الوطني من مكاسب .
قد يعجبك ايضا