حزم الاولويات ….بقلم/ علي احمد جاحز

 

اعتقد ان من اوضح الواضحات ان العدوان يسعى جاهدا لتحقيق اي انتصار او اختراق في هذه المرحلة الخطيرة والمفصلية ، وخاصة انه بات يشعر بالفشل وضيق الخيارات والمأزق الذي يشتد ويتعقد كل يوم ، وهو ما يدفعه لكي يلقي بكل ثقله ويستخدم اخر اوراقه وهو ما نسميه التصعيد المخطط له .

هذا يفترض ان يجعلنا ندرك بشكل واع اننا نعيش اخطر مراحل العدوان على اليمن ونواجه اخطر مخططاته ومؤامراته ، وهو ما يتطلب منا اليقظة والتحرك أكثر من اي وقت مضى ، ولنتذكر ما كشفه السيد القائد في كلمته الاخيرة امام وجهاء واعيان اليمن بخصوص هذا المخطط الذي قال انه يتحرك في مسارين الاول عسكري يعد ويحشد له في جبهات تعز والساحل ونهم ، والاخر مسار جديد وأخطر ربما باضعاف من المسار العسكري ان لم يتم مواجهته وبحزم وهو مسار استهداف الجبهة الداخلية .

لا ادري كيف يفكر من يعتقد ان اولويات اخرى سوى مواجهة مؤامرة العدوان ومخططة الاخير ، ستكون من مصلحته في هذا الظرف وهذه المرحلة بشكل خاص ، في الوقت الذي هو مستهدف كما ان سواه مستهدف وفوق ذلك كيف يرى اولوية اخرى سوى اولوية حماية الوطن وتحصينه وافشال مخطط احتلاله وسلب ارادته واستقلاله ، فأي مصلحة سيحققها اذا ما ذهب الوطن واستلبت الارادة والاستقلال ؟!

لا بد ان يفهم من لم يفهم ويدرك من لم يدرك ان هدف العدوان والاحتلال لا يمكن باي حال ان يكون في صالح الشعب والوطن بشكل عام ، وايضا لايمكن باي حال ان يكون في مصلحة طرف مهما كانت اهمية وفاعلية الخدمات التي يقدمها هذا الطرف له ، فماذا فعل الاحتلال لمرتزقته في الجنوب مثلا ؟

الاولوية التي يجب ان نصبَّ جل اهتمامنا عليها ونركز كل تحركنا صوبها ، هي مواجهة العدوان ومخططاته عبر دعم الجبهات ورفدها بالمال والرجال والتعبئة المستمرة ، واي تحرك او اهتمام ينصرف بعيدا عن هذه الاولوية في هذه المرحلة المفصلية خاصة ، لايترك مجالا لقراءته سوى في سياق دعم العدوان ومخططه الكبير والخطير ، وبالتالي لا لوم على من يصنفه فصلا من فصول مخطط تصعيد العدوان وتصبح مواجهته ضمن اولويات المرحلة .

عندما يصبح التحرك الداخلي حتى وان كان من الحقوق الدستورية والقانونية متسقا مع تحرك العدوان ويخدمه ، فان من غير المعقول ولا المقبول تركه يستمر ، فالعقل والمنطق والتجارب الانسانية كلها تقول ان مواجهته اولوية ضمن اولويات مواجهة العدوان ، واي تهاون او تخاذل او تفريط في التعاطي معه بحزم اخطر بكثير من اي تهاون او تفريط في مع تحرك العدو عسكريا في الجبهات .

العدوان في ميدان القتال يستخدم مرتزقة من ابناء البلد ويرفع شعارات وقضايا داخلية ، لكنه يظل عدوانا واضحا فتلك الادوات وان كانت يمنية لاتعدو كونها ادوات مثلها مثل السلاح والمال ، وهو الحال نفسه مع استخدام ادوات يمنية واصوات يمنية وشعارات يمنية وتيارات يمنية لاستهداف الجبهة الداخلية وتفكيك تماسكها والقضاء على مقومات الصمود والتعبئة ودعم الجبهات .

ان من اخطر واخر اوراق العدوان هو تحريك طرف او اطراف داخلية لتلعب دور الطرف الثالث تحت لافتة الانتماء للصمود والوطنية وعدم المشاركة والتأييد للعدوان ، وهذه الورقة كنا نعي باكرا انها ستستخدم يوما ما ، وكنا نعي ايضا ان العدوان لن يستخدمها الا بعد ان يستنفد اوراقه الاخرى ويصبح موقنا بفشله في جبهات المواجهة .

ونحن عندما نتحدث عن مخطط تصعيدي عسكري خطير قد لايكون اخطر من مخططات تصعيدية سابقة ، الا في حالة واحدة وهو انه يتكل على تنفيذ مخطط مصاحب هو استهداف الجبهة الداخلية واشغال الناس بعيدا عن دعم واسناد الجبهات ، بمعنى انه باذن الله سيفشل في اخر جولاته اذا واجهنا المخطط في المسارين العسكري والسياسي الذي يستهدف الجبهة الداخلية .
وسننتصر باذن الله
#جبهة_الوعي

يوميات – صحيفة الثورة – عدد اليوم الاربعاء الموافق 23 اغسطس 2017م

قد يعجبك ايضا