حكومة الإنقاذ الوطني تُحيي الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الصماد :كان رمزاً وطنياً قدم روحه وضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الوطن انطلاقاً من الثقافة القرآنية ووعيه وبصيرته وتوجهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة

نظمت حكومة الإنقاذ الوطني امس الثلاثاء، فعالية خطابية بالذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد ورفاقه.

وفي الفعالية أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، على أهمية إحياء ذكرى استشهاد رجل المسئولية الرئيس صالح الصماد الذي أنطلق بدافع إيماني ووطني ورحية قرآنية للدفاع عن سيادة واستقلال الوطن.

وأشار إلى أن الرئيس الصماد كان رجلاً توافقياً محباً لوطنه وكان عند مستوى المسئولية الملقاة على عاتقه الأمر الذي يستدعي من الجميع التأسي به والتحرك الجاد والنزول إلى الميدان والالتقاء بالمواطنين وقضاء حوائجهم.

ولفت إلى أن الشهيد الرئيس كان رمزاً وطنياً قدم روحه وضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الوطن انطلاقاً من الثقافة القرآنية ووعيه وبصيرته وتوجهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروعه النهضوي “يد تبني.. ويد تحمي”.

وطالب الجميع باستشعار المسئولية وتجسيد انموذج الصماد في الواقع وأن يكون حاضراً في كل المواقف والمواقع والعمل على تعزيز عوامل الصمود والثبات التي جسدها الرئيس الشهيد في مواجهة العدوان.

وقال محمد علي الحوثي: “لوحظ أن هناك تحركات وتواجد أمريكي في البحر الأحمر، ونحذرهم بأننا نملك القوة الحقيقية التي تستطيع إحراقهم”، مؤكداً أن اليمن بفضل تضحيات الشهداء ودماء الرئيس الشهيد ورفاقه تمكن من فرض واقع جديد وبات قادرا على تغيير المعادلة.

وحمَّل عضو السياسي الأعلى، أمريكا المسئولية الكاملة عن الجريمة الإرهابية التي استهدفت الرئيس الشهيد الصماد، مؤكداً أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم وستدفع الشعب اليمني للاستمرار في التحرك والمواجهة.

وتطرق إلى أوضاع الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية التي تتعرض لانتهاك من قبل الكيان الصهيوني الغاصب في ظل صمت وتواطؤ عربي، داعياً الدول المعتدية على اليمن بتخصيص نصف من عتادهم وقواهم التي يسخرونها في قتل الشعب اليمني، وتوجيهها لمواجهة الكيان الصهيوني المحتل أن كانوا صادقين بعروبيتهم ويحملون القضية الفلسطينية كما يزعمون.

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الرئيس الشهيد صالح الصماد، كان رجلا مخلصا لوطنه ولدماء الشهداء، ومثالاً مشرفاً لرجل الدولة الذي حدد مسارة بشكل واضح والتزم به وتحمل كل تبعاته، مشيرا إلى أن الوطن بكل أهله خسروا باغتيال الصماد قائداً عظيماً.

ولفت إلى أن الرئيس الصماد كان يعطي للمستقبل قيمة عظيمة ومعنى كبيرا وكذا للجهاد وللانتصار الذي ينتظره الشعب اليمني، مؤكداً أنه ترك إرثاً واسعاً تستطيع الأجيال أن تنهل منه بما يخدم دينها ووطنها ومجتمعها وذاتها.

وبين أن الرئيس الشهيد كان يؤكد في خطاباته الرسمية وفي اللقاءات الخاصة على وحدة الصف وعدم الانصياع لأبواق الفتنة الساعية إلى هدم الجبهة الداخلية، وكان حريصا على استيعاب توجيهات قائد الثورة بشأن الحفاظ على مؤسسات الدولة وأدائها المؤسسي ويدعم كل جهد يبذل في هذا الجانب وبمسئولية وطنية عالية.

وقال الدكتور بن حبتور: “كما كان يؤمن إيمانا قويا بالقضايا القومية ويتحدث عن فلسطين والمقاومة في العراق وسوريا وكل موقع في المنطقة العربية، بالكثير من الاعتزاز باعتبار أن المقاومة ترفض المشروع الأمريكي الصهيوني وهيمنته على منطقتنا العربية”.

وأشار إلى أن الدول الرأسمالية الغربية الاستعمارية الاحتكارية تقف منذ سبعين عاما وحتى اليوم في صف إدانة المقاومة الفلسطينية ساعية بذلك إلى إحلال الكيان الصهيوني محل الشعب الفلسطيني.

 وذكر رئيس الوزراء، أن صنعاء ستدشن الأسبوع المقبل (مؤتمر فلسطين قضية الأمة المركزية) الذي يسلط الضوء على القضية الفلسطينية منذ البداية ودور حركة المقاومة المشرف في دعمها وإسناد القضية والمقاومة الفلسطينية، موضحاً أن هذا المؤتمر ينعقد والعرب الذين يفوق عددهم 400 مليون شخص جزء منهم قد باع كرامته وهويته للمستعمر الغربي الأمريكي وللحركة الصهيونية.

وفي الفعالية، أكد وزير الداخلية اللواء عبد الكريم الحوثي، على أهمية إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من حياة الرئيس الشهيد الصماد والحث على المضي على نهجه في تنفيذ مشروعه النهضوي “يدُ تحمي.. ويد تبني”.

وأكد أن ذكرى استشهاد الرئيس الصماد مثلت محطة لاستلهام معاني التضحية والاستبسال والشجاعة في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، مبيناً أن الشهيد الصماد مثَّل التوجه القرآني والوطني عبر تحركاته ونشاطه المتصف بالمصداقية والجدية وحرصه الدائم على تلمس احتياجات الشعب.

وأشار وزير الداخلية إلى أن الرئيس الشهيد الصماد حمل المسئولية بكل صدق وأمانه وترجمها إلى مواقف عملية فقدم الشاهد على عظمة ثقافة القرآن عندما يتولى الحاملون لها المسئولية في خدمة الشعب ورعاية شؤونه.

فيما أكد سفر الصوفي مدير مكتب قائد الثورة، على أهمية إحياء الذكرى السنوية لرجل المسئولية الشهيد الرئيس صالح الصماد لتذكر مواقفه وعظمته ومسئوليته التي تحملها في سبيل ترسيخ عوامل الثبات والصمود لدى الشعب اليمني.

وتطرق إلى صفات ومناقب الرئيس الصماد ومواقفه الخالدة ومبادئه العظيمة وإسهاماته في التحشيد للجبهات وتعزيز عوامل الصمود لمواجهة قوى العدوان، مشيراً إلى أن منطلقات الشهيد الرئيس نابعة من الثقافة القرآنية والروحية الإيمانية الصادقة التي خلقت الدوافع للبذل والعطاء في سبيل الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقلاله.

وأكد الصوفي أهمية استلهام معاني التضحية من شخصية الشهيد الصماد واستمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان، مبيناً أن الشهيد الصماد لم يعش يوماً من أجل نفسه أو منصبه أو من أجل يبقى رئيساً وإنما كان جل اهتمامه أن يقدم كل ما في وسعه لخدمة الآخرين.

ولفت إلى أن الحديث عن الشهيد الصماد يطول ولا يمكن الوفاء بحقه، وإنما سيتم التطرق إلى أبرز المحطات والمواقف التي حاول الرئيس الشهيد من خلالها أن يكون الشعب اليمني أكثر صموداً ووعياً وقوة وثباتاً وتحركاً.

من جانبه، أشار فضل الصماد نجل الرئيس الصماد، إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد الرئيس الصماد ورفاقه وتذكر عظمة الرجل الذي قدم روحه برغبة وشوق في سبيل الله والدفاع عن عزة وكرامة شعب الإيمان والحكمة.

وأكد أن الرئيس الصماد كان يرى أن خدمة الشعب اليمني الصابر من أعظم القُرب إلى الله فجسد المسئولية أعظم تجسيد، وقدم النموذج القرآني بشكل عملي تجسد في حكمته ووعيه وحبه للناس ولم يزهو بمنصبه بكل كان يتحرك من واقع استشعاره للمسئولية بما يمليه عليه ضميره الحي وروحيته الجهادية وثقافته القرآنية.

ولفت إلى أن الرئيس الشهيد تميز بصدقه وأمانته فكان قريباً للناس ويقف على مسافة واحدة من كل أطياف الشعب ولم يكن رئيساً فحسب بل كان مجاهداً صادقاً مؤمناً ومخلصاً وكانت جبهات القتال أحب إليه من أي شيء آخر وكان في مقدمة الصفوف في مختلف الجبهات.

ودعا قيادات الدولة إلى تحمل المسئولية أسوة بالرئيس الشهيد وترجمتها إلى مواقف عملية تثمر نصراً وعزاً وقوة وعدلاً ومساواة وإنصافاً لهذا الشعب في كل الأعمال التي توكل إليهم، والنزول إلى الناس لتلمس أوضاعهم والتحرك في ميادين العمل.

وتطرق نجل الرئيس الشهيد إلى المشروع الذي اعده الرئيس الصماد قبل استشهاده المتمثل في بناء الدولة اليمنية الحديثة من خلال مشروعه “يدٌ تحمي.. ويدٌ تبني”، والدعوة لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.

في ختام الفعالية التي تخللتها قصيدة لشاعر الثورة معاذ الجنيد وفقرات معبرة، تم تكريم أسرة الرئيس الشهيد صالح الصماد بدرع الوفاء، تقديراً وعرفاناً للتضحيات التي قدمها ورفاقه في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة الوطن.

قد يعجبك ايضا