خالد أحمد أحمد السياغي يكتب إلى الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في الذكرى السنوية لإستشهادة ..

خالد أحمد أحمد السياغي يكتب إلى الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في الذكرى السنوية لإستشهادة .>

نص الرسالة /نقلاً عن صحيفة الحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيد الاولين والاخرين الصادق الأمين وعلى اله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحابته الأخيار المنتجبين .

سيدي المولى الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي ، عليك سلام الله .
السلام عليك من قلوب سَكَنتَها فتخلَّدتَ فيها ومن عقول أنرتها ومن أرواح كادت أن تهلك فأنقذتها . السلام عليك حيث أنت في عِلّيين حيّاً معززاً مكرماً عند أرحم الراحمين .
السلام على روحك الطاهرة التي نستشعرها اليوم كما لمسنا صدق إيمانها وجلالة مبادئها وعظمة جهادها في حياتك بيننا .
أكتب إليك هذه الرسالة بعد ترددٍ مَرَدُّهُ التهيب من التقصير وها هو قلمي يشاطرني ذلك التهيب فيهرب من يدي فأمسك به بكلتا يديّ وهاهي كلماتي تفر مني فألحق بها لأعيدها مستعيناً عليهما بنبضات قلبي تكسبهما الشجاعة والإقدام ، تلك الشجاعة وذلك الإقدام اللذان ملأتَ بها قلوب كل من آمن بالمسيرة التي بدأتها وأطلقتها .
سيدي ، بداية أستأذنك بالدخول إلى مقامك الشريف وإلى رحابك الطاهرة أستزيد منها وفيها من القوة والصدق والعزيمة ما يعينني على مواصلة الجهاد الذي أعلنته أنت لنصرة دين الله ضد الشيطان وأتباعه ، ذلك الجهاد الذي أعدتَ إليه سلاحه الإيماني ، ذلك الجهاد الذي جهد أعداء الله من الكفار واليهود والمنافقين على طمسه من ديننا ومن تراثنا ومن عقولنا ومن أرواحنا ومن أعمالنا لنكون أمة خانعة خاضعة لأهوائنا ومطامعنا ومصالحنا فنكون لقمة سائغة لهم يقودوننا كقطيع من الأغنام إلى هلاكه .
سيدي ، يا من أتيت إلينا من أصلاب خير الأمة وائمتها ، من شرفهم الله بحمل رسالته وادائها ورفع مشاعل هدايتها .
سيدي ، أتيت إلينا رافعاً راية الحق مجدداً لتعيد للدين نقاءه وصفاءه بعيداً عما جهد أعداؤه لتشويهه بتدليسٍ وتزويرٍ لمضامينه وتجهيلٍ لحقيقة أهدافه فأعدته إلى أصله ومرجعيته الصحيحة المحفوظة ، أعدته إلى القرآن الكريم الجامع للأمة .
سيدي ، لقد أعدتَ الحياة لثورة بدأها أجدادك وحملوا لواءها عبر العصور ، ثورة جَهدَ اليهود والكفار والمنافقين جهدهم وكادوا كيدهم لوأدها وإطفاء شعلتها وإخفاء نورها ، فجئتَ لتصعقهم بصرختك المدوية لتعلن ان الثورة ما زالت حية وان شعلتها لم تنطفئ وان نورها مازال وهاجاً منيراً .
فكيف نجزيك سيدي ؟ وماذا نكتب ؟ وماذا نقول لِنَفيكَ حقك شكراً وامتنانا وعرفاناً بالجميل ؟ فالعقول عاجزة والأقلام جامدة والكلمات حائرة ، ولكننا رغم ذلك العجز نقول لك ان قلوبنا عامرة بالإيمان الذي أحييتهُ فيها وبالامتنان لما فعلته وقدمته حتى ارتقيت شهيداً عزيزاً كريماً لتلتحق بجدك المصطفى عليه الصلاة والسلام وبالإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زيد وبكل الأئمة الأطهار عليهم السلام جميعاً .
سيدي ، ها أنت ترى المجاهدين وقد هبوا من كل حدب وصوب لأداء واجب الجهاد الذي دعيت إليه وقد امتلأت قلوبهم بالإيمان بالمسيرة المباركة التي أعلنتها ، وكلماتك تتردد أصداؤها في عقولهم واذهانهم وحناجرهم تصدح بصرختك المدوية المزلزلة لعروش وقلوب الكفار واليهود والمنافقين ، هاهم جنود الله يجاهدون بعزيمة لا تفتها الأحوال وبشجاعة لا تخيفها الأهوال وبإرادة لا تعرف المُحال ، فطب نفساً يا سيدي فمسيرتك وكلماتك قد استقرت في ذرات أجسادنا بل وفي أصلابنا ليتوارثها أبناؤنا وأحفادنا ، وقر عيناً فهاهو شقيقك سيدي عبدالملك قد حمل الأمانة من بعدك ورفع راية الحق والجهاد بأعظم الجهاد فكان الأمين المؤتمن والمجاهد العظيم والقائد العَلَم .
فهنيئاً لك يا سيدي وهنيئاً لك مكاناً كرمك الله به وهنيئاً لجسد سكنته روحك وهنيئاً لك أجراً كنت الأحق والأجدر به في جيلك وهنيئا لنا وللأمة بك قائداً ومجدداً . سلام عليك الآن وسلام عليك يوم ولدت وسلام عليك يوم استشهدت .
 
قد يعجبك ايضا