خبراء عسكريون:سقوط مأرب خسارة أمريكية ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة

قال اللواء المتقاعد في الجيش اليمني، خالد غراب، أن “الاهتمام الأمريكي بمسار معركة مأرب تصاعد أخيراً مع وصول المعركة إلى مرحلة حاسمة”.

وقال اللواء غراب في حديث لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، بأن الأمريكيين “سبق لهم أن بعثوا بخبراء عسكريين ميدانيين إلى محافظة مأرب، وهم يرون في تحريرها خسارة كبرى لمصالحهم، ليس في اليمن فقط، وإنما في المنطقة”، مشيراً إلى أن “الحرب على اليمن أُعلنت من واشنطن، وهي أميركية بامتياز، وقد قامت أميركا خلال السنوات الماضية بتقديم دعم لوجيستي كبير ومكشوف للعدوان السعودي”.

وأضاف “كلّ الهجمات الجوّية التي ينفّذها طيران العدوان هي بإشراف وتوجيه ضبّاط أميركيين، فأميركا كانت وما زالت تقدّم الإحداثيات للعدوان السعودي، وتحدّد الغارات، وتتولّى مهامّ الأعمال الاستخباراتية، وتقوم بالاستطلاع”.

من جانبه قال الخبير العسكري، العقيد/ مجيب شمسان، أن “المشاركة الأميركية في معركة مأرب واضحة”، مُذكّراً بأن “الدفاعات الجوية لقوات صنعاء أسقطت خلال الفترة الماضية عدداً من الطائرات الأميركية الحديثة من نوع سكان إيجل، ذات التقنية المتطوّرة في مجال الاستطلاع، في سماء مديريات مدغل وصرواح”.

ويرى شمسان أن “الانخراط الأميركي، أكان عبر عناصر محدودة من البحرية الأميركية أم بتقديم الخدمات اللوجيستية في العمليات الجوية، يعكس مخاوف واشنطن من خروج مأرب من تحت سيطرة المرتزقة والعناصر الإرهابية”.

ويرى مراقبون ومهتمون بملف الحرب باليمن من السياسيين والأكاديميين العرب إن من شأن سيطرة حركة “أنصار الله” على كامل محافظة مأرب، أن تفتح الطريق على التفرّغ لمواجهة الخطط العسكرية الأميركية في السواحل الغربية بالقرب من مضيق باب المندب، وفي السواحل الجنوبية والشرقية الواقعة على البحر العربي، والتي تتّخذ من “مكافحة الإرهاب” ذريعة لإحكام السيطرة على المضائق الدولية والممرّات المائية. لذا، فلن يكون مستغرباً إذا ما رمت واشنطن بثقلها لمنع، أو على الأقل تأخير، استعادة قوات صنعاء سيطرتها على محافظة مأرب التي تحوز أهمية استراتيجية باعتبارها موطناً للثروات النفطية والغازية، ومن شأن تحريرها الدفْع في اتّجاه كسْر الحصار المفروض على اليمن.

وحول احتمالية التدخل الأمريكي المباشر من عدمه في وقف تقدم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب ومنطقة الوادي يرى المراقبون إن حسم هذا الأمر غير ممكن حالياً، مشيرين إلى أنه وفي الوقت الذي تتمنى فيه السعودية وتلح على واشنطن بأن يكون لها تدخل عسكري مباشر، لا تزال واشنطن تدرس خطواتها بحذر، خصوصاً في ظلّ استمرار التجاذب الداخلي حول صلاحيات الرئيس بايدن في المشاركة العسكرية في الحروب الخارجية، مؤكدين إنه على أقل تقدير إن لم يحدث تدخل عسكري مباشر في مأرب فسيكون هناك زيادة في الدعم العسكري واللوجستي والاستخباري الأمريكي للسعودية في مأرب.

قد يعجبك ايضا