خديعة البحر الأحمر.. هل سيتكرر السيناريو المصري في اليمن؟

 

كانت ولا تزال المسطحات المائية والمضائق البحرية تشكل أهمية كبيرة على المستوى الدولي في كل حقب التاريخ المختلفة.. تضاعفت هذه الأهمية في العصر الحديث عصر التجارة الدولية النشطة والاستعمار بمفهومة الحديث الأمر الذي زاد من نشاط وحركة الدول الاستعمارية في سعيها الدؤوب للسيطرة والتحكم بالبحار والمحيطات والمضائق البحرية خدمة لأغراضها وأطماعها العسكرية والتجارية.

الجمهورية اليمنية تتمتع بأهمية خاصة بموقعها الهام الذي يطل على البحرين الأحمر والعربي والبدايات الأولى للمحيط الهندي وسيطرتها الكاملة على مضيق باب المندب.. هذا الموقع الجيوسياسي الحساس أصبح مطمعاً للعديد من الدول الاستعمارية قديماً وحديثاً وهي التي تمتلك ثاني أطول سواحل على المستوى العربي بعد المغرب بطول 2200 كيلومتر لهذا فقط ظلت اليمن محط أنظار الدول الاستعمارية بهدف السيطرة على سواحلها ومضيق باب المندب الذي تعبره كبرى سفن الوقود من الخليج العربي باتجاه أوروبا بالإضافة إلى السفن التجارية الذاهبة والقادمة من وإلى جنوب شرق آسيا.

أخيراً تمكنت الدول الاستعمارية من إيجاد مؤطي قدم لها في السواحل اليمنية بعد عقود طويلة ظلت تبحث فيها عن ذرائع لاحتلال السواحل اليمنية ومضيق باب المندب إلى أن جاء الظرف الاستثنائي الذي خلقه الاستعمار الأمريكي البريطاني الصهيوني متخذاً من السعودية والإمارات رأس حربة في التواجد النشط لسفنها وبوارجها العسكرية في المياه اليمنية الإقليمية ومضيق باب المندب يظهر ذلك جلياً بإعلان أمريكا في أبريل الماضي تشكيل ما اسمته قوات المهام المشتركة “153” والتي تتكون من 34 دولة كان أخر المنضمين إلى ذلك التحالف البحري الاستعماري القوات البحرية المصرية التي دفعت بها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني إلى واجهة العمليات العسكرية “المشتركة” في خليج عدن والبحر الأحمر تحت مسمى مكافحة الإرهاب والتهريب والتصدي للأنشطة الغير مشروعة مسميات عبارة عن “ذر الرماد على العيون” بينما الحقيقة أن التواجد البحري الأمريكي في خليج عدن وباب المندب هو لتطويق السواحل اليمنية خدمة لرأس حربة دول العدوان السعودية والإمارات.

أن الشيء المثير للدهشة هو قبول القيادة المصرية أن تتولى قواتها البحرية قيادة المهام المشتركة “153” تحت مبررات واهية وكاذبة كمكافحة الإرهاب وما إلى ذلك من المسميات المخادعة التي تسوقها الدول الاستعمارية لتمرير مشاريعها في السيطرة والتحكم في البحار والمحيطات والمضائق العالمية.

كان واجباً على القيادة اليمنية اتخاذ موقفاً من ذلك وهو ما حدث فعلياً بعد إعلان وزير دفاع حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء في تصريحات له مؤخراً بالقول: “إن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لإرخبيل سقطري والجزر اليمنية هي أرض يمنية والسيادة عليها كاملة والأمن فيها ستكون له الأولوية” .. وما على الدول الاستعمارية إلا أن تعي ذلك وتعمل لهذا التصريح المسؤول ألف حساب.

 

تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية
قد يعجبك ايضا