دكان تحشيش

دكان تحشيش

 

 

 

إبراهيم الوشلي

 

يعد «اضطراب القلق» صنفاً من أصناف الاضطرابات النفسية المتعارف عليها، وعادة ما يلازم المصاب شعور بالقلق والخوف والهلع بسبب حمل الهم تجاه أحداث مستقبلية، وبالتأكيد هناك عدة أنواع وأشكال لهذه الاضطرابات، وعلاجها يختلف باختلاف كل نوع.

أنا وزملائي المقربون في الكلية مثلاً نعاني في مواسم الاختبارات من اضطراب القلق بشكل مزمن، ومن عادتنا عندما نلتقي في كل صباح أن يعبر كل واحد للآخر عن قلقه الشديد كونه لم يستطع أن يذاكر كلمة واحدة، ولا أدري لماذا لا نذاكر ونقي أنفسنا العناء والبؤس!

لكن هذا لا يمنعنا من القلق تجاه الامتحانات، فنحن طلاب ومن الطبيعي أن نخاف على مستقبلنا.

أيضاً أنا وملايين اليمنيين نعاني من «اضطراب القلق الحاد» مع قدوم فصل الشتاء كل عام، ويرجع ذلك لانعدام «القات» من الأسواق وارتفاع أسعاره بشكل جنوني بسبب موجات البرد والصقيع التي تضرب المزارع، لذلك ترى «المولعي» قلقاً طوال فصل الشتاء، حتى إذا حصل بأعجوبة على تخزينة اليوم فإنه يبدأ فوراً بالقلق تجاه تخزينة الغد.. وهكذا.

وما إن ينقضي فصل الشتاء ويأتي الصيف نتماثل للشفاء ونسترجع راحتنا النفسية تلقائياً هذه التي ذكرتها أسباب طبيعية للقلق، فلا غرابة في خوف طالب على مستقبله، ولا عجب أن يقلق «مولعي» على تخزينته.

أما غير الطبيعي أبداً فهو قلق الأمم المتحدة ودول أوروبا والولايات المتحدة تجاه تقدم الجيش واللجان في معركة تحرير مأرب.

هؤلاء كلهم برغم سطوتهم السياسية لا يجدون شغلاً يشغلهم هذه الأيام غير التفكير بمدينة مأرب، فقد بات القلق ينهش قلوبهم وعقولهم بسبب مدينة صغيرة تقع في جنوب غرب الجزيرة العربية؛ يفترض ألا تربطها بهم أية علاقة أصلاً..!

كل يوم يظهر شخص جديد ليعبر عن قلقه من تقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مأرب.

هل هناك من بقية أجدادكم الشقر من هو مدفون عندنا؟

هل تزوجت إحدى خالات السفير البريطاني بإنجليزي مغترب في مأرب وتعيش حالياً في كنف زوجها؟

أم أن «ترامب» افتتح بالشراكة مع «غوتيريش» دكاناً في إحدى حارات مأرب لبيع حشيش الماريجوانا الأمريكي، ويخافان على تجارتهما من «الحوثيين»؟!

أخبروني ما علاقتكم أيها الأجانب بمدينة مأرب؟ ولماذا تقلقون من تحريرها إلى هذه الدرجة؟ إذا بررتم ذلك بمطامعكم النفطية والغازية فيها فاستحوا ولو قليلاً، لأن النفط نفطنا والغاز غازنا، فنحن اليمنيون ونحن أصحاب هذه الأرض.

بعيداً عن اللف والدوران، كلنا نعلم أن أكبر مخاوفكم هو أن تتطهر مأرب من عملائكم وأدواتكم الرخيصة التي تأتمر بأمركم وتنتهي عند نهيكم، لذلك دعوني أقل لكم بكل أسف إن هذا النوع من اضطراب القلق لا علاج له، بل ستزيد حالتكم سوءاً عندما تُحسم المعركة بسواعد رجال الرجال ويتم تطهير المحافظة بالكامل من أوساخكم وقذاراتكم.

إن هذا اليوم بات قريباً جداً، فنصيحتي لكم أن تستعدوا وتراجعوا أطباءكم النفسيين باستمرار من باب الاحتياط، فالله وحده يعلم كيف سينتهي بكم الحال.

قد يعجبك ايضا