رئيس الجمهورية خلال لقاء موسَّع لوجهاء محافظة صنعاء : أسلحة الردع جاهزة وستسمعون في الأيام القادمة ما يثلج صدوركم

أشاد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشيرُ الركن مهدي محمد المشاط، بالدورِ الكبير لقبائل همدان في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على امتداد ثماني سنوات مضت.

وقال الرئيس المشاط -، خلال اللقاء الموسَّع لوجهاء محافظة صنعاء، أمس: “عندما نقف بين أبناء هذه القبائل فنحن نقف على أعتاب عمق تاريخي كبير يرتبط بكل أعلام الهدى على امتداد التاريخ الإسلامي”، موضحًا أن “هذه القبائل كان لها الباعُ الكبير واليدُ الطولى في مقارعة العدوان الغاشم”.

وَأَضَـافَ أنه “منذ أن بدأت وبدأ قائد الثورة يدعو إلى ثورة الـ 21 من سبتمبر كانت الركيزة الأولى والمحورية هي لأبناء قبائل صنعاء الكرام الوفية وكان العدوّ يراهن على هذه القبائل الوفية”.

ودعا الرئيسُ قبائلَ صنعاء للحفاظ على وحدة الصف، وعلى النسيج الاجتماعي، مبينًا أن “العدوان يريد إثارة الخلافات والمنازعات داخل هذه القبائل لإضعافها؛ لأَنَّه يعرف من هي إذَا ضعفت”.

وأشَارَ الرئيس إلى أن حضوره إلى همدان، يأتي بالتزامن مع استقبال الشعب اليمني للمولد النبوي، قائلاً: “عندما نتذكر رسول الله وقادات الإسلام في يومه الأول نتذكر أبناء همدان الكبرى الذين هم آباؤكم وأجدادكم الذين كان لهم شرف السبق، شرف المقارعة والمصارعة لكل العتاة والطاغين والباغين على هذه الرسالة وعلى هذا الإسلام”.

ولفت الرئيسُ إلى الواقع المرير والمؤلم في المحافظات والمناطق المحتلّة، مُشيراً أن آخر جريمة سمعتم بها هي جريمة السحل والربط في بعض الأشجار لأحد المواطنين في مديرية صبر الموادم بالأمس، وقال عنها: إنها “إجراءات وحشية تعبر عن أقذر وأوقح الحركات الاستخباراتية العالمية تنفذ على أرض وطننا المحتلّ وللأسف الشديد.. هذا هو ما كان يراد أن يكون في مناطقنا لولا الله وحكمة القيادة وهذه الوجوه الوفية والطيبة التي وثبت وثبة الأُسُود، ووقفت وقفةَ الرجل الواحد في مقارعة هذا العدوان الغاشم الذي كان يريد احتلال هذا البلد إلا أنها تحطمت كُـلّ أمانيه على صخرة قوتكم وعلى صخرة وعيكم وتماسككم وثباتكم ثبات الرجال في أحلك الظروف”. أحلك

أولوياتُ التصدي للعدوان:

وأشَارَ الرئيسُ إلى أن “أولوياتِنا في هذه المرحلة لا تزال قائمة وهي تلك التي حدّدها السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-“، لافتاً إلى أن “الأولوية الأولى هي في التصدي للعدوان والحصار الظالم والغاشم على بلدنا، مطالباً الجميع بعدم الانحراف عن هذه الأولوية، وألا نفتر، أَو نقنع أنفسنا بأننا قد خرجنا من الحرب”.

ودعا الرئيس الجميع بأن يكونوا في جهوزية عالية، مؤكّـداً أن العدوان لا يزال مُستمرّاً، وقال: “كلنا شاهد المارينز بحضرموت كيف ينزل إلى الشوارع”، داعياً الجميعَ للاستمرار في التعبئةِ العامةِ في أوساط الجيش، والقبائل، والنخب، وفي كُـلّ المجالات الرسمية والشعبيّة، مؤكّـداً بقوله: “يجب أن نبقى على أُهبة الاستعداد لعودة العدوان في أية لحظة؛ فعدوُّنا لا رُكنة عليه ومتوقَّعُ أن يغدُرَ وأن يخدعَ في أية لحظة”.

وطالب الرئيسُ بالاستمرار في كشف مؤامرات الأعداء المتعلقة بنهب الثروات، وفي احتلال أجزاء كبيرة من البلد، قائلاً: “نحن وأنتم جميعاً تطالعنا الأخبارُ كُـلَّ يوم عن استحقاقات لمواقعَ عسكرية وقواعدَ عسكرية في أجزاء كبيرة من مناطقنا المحتلّة في المحافظات المحتلّة، في الجزر اليمنية، في المياه الإقليمية والاقتصادية اليمنية حتى وصل بهم الحال إلى النزول المباشر في شوارع بلدنا الحبيب في حضرموت”.

وفي جانب آخر، أكّـد فخامة الرئيس أن المؤامرات الاقتصادية على بلدنا لا تزال مُستمرّة، وأننا “نمارسُ حرباً اقتصادية مع عدونا بالتزامن مع حربه العسكرية، والآن دخل في حرب تسمى في علم السياسة الحرب الهجينة التي تستخدم فيها الحرب الصلبة والحرب الناعمة، لكن هيهات له ذلك سيفشل بإذن الله وستفشل مؤامراته بإذن الله”.

استقرارُ الجبهة الداخلية:

وتطرق فخامة الرئيس إلى الأولوية الثانية، وهي استقرار الجبهة الداخلية، داعياً كُـلّ الإعلاميين، والسياسيين، إلى عدم الذهاب بعيدًا عن وحدة الكلمة.

وقال: “نحن إذَا ما اتّجهنا إلى وضعنا الداخلي هناك حرب اقتصادية يشنها العدوّ، ومن الأخطاء الجسيمة والفادحة أن تتوجّـه أَو يتوجّـه كائنٌ من كان إلى تحويل اللوم على القوى الوطنية، فالمعاناة الاقتصادية يقف وراءها العدوان وهو المسؤول الأول عنها”، موضحًا أن من نتائجها هي قلة الموارد، وما ترتب عليه من عدم القدرة على الإيفاء بالنفقات والضرورية بما فيها المرتبات.

وأكّـد الرئيس المشاط أن الوضعية القائمة الآن هي هجينة، لا حرب ولا سلم، مؤكّـداً أننا “نستغلها في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر”، مُشيراً إلى أن أثرَها كبيرٌ على العدوّ، وأنه عندما “نحقّق سلاح ردع كامل نحقّق سيادة لبلدنا، وهذا هو الهاجس الذي يطالعنا في استغلال الإمْكَانات وفي استغلال هذه الفترة”.

وواصل فخامته قائلاً: “لدينا أولويات وفي مقدمتها تحقيق أسلحة الردع، وأنا بإذن الله أعدكم وأعد جماهير شعبنا اليمني بأنكم ستسمعون في الأيّام القادمة ما يثلج صدوركم، ما يحقّق الردع الحقيقي لعدونا حتى يرعوي، وحتى يكف عن مؤامراته على بلدنا، وأن يترك بلدنا لينعم بخيره، وينهض بأبنائه دون وصاية من أحد، حرية واستقلال دون وصاية من أحد، ما لم فأسلحة الردع جاهزة بإذن الله سبحانه وتعالى”.

إصلاحُ مؤسّسات الدولة:

ولفت فخامةُ الرئيس إلى الألوية الثالثة المتمثلة في إصلاح مؤسّسات الدولة، مؤكّـداً أن أكبر تحدٍّ لنا في إصلاح مؤسّسات الدولة هو “إرث الماضي، بغض النظر عن المسميات، إرث الماضي، نحن لم نرث دولة”.

وقال الرئيس: “أنا توليت منصبَ رئيس المجلس السياسي الأعلى، وأنتم تتخيلون كيف كانت تلك الوضعية، وكيف كان التصعيد في أكثر من أربعين جبهة وكيف معنويات الناس بعد اغتيال الشهيد الصماد -رحمة الله عليه- لكن بفضل الله وبفضل الإجراءات والإصلاحات التي عملناها مع جميع الشرفاء من أبناء المؤسّسات الإدارية في جميع مؤسّسات الدولة، نهضنا ببلدنا من تحت الصفر، أنشأنا دولة من لا شيء، قارعنا في أكثر من 40 جبهة من لا شيء”.

وأضاف: “اليوم نضع حجر الأَسَاس لحزمة من المشاريع تتجاوز لخمسة مليارات في محافظة صنعاء، وفي غيرها من المحافظات سنستمر بإذن الله سبحانه وتعالى، يعني أننا بفضل الله لدينا القدرة على النهوض ببلدنا، ونحن مسكنا هذا البلد ومؤسّسات الدولة تحت الصفر”.

وأشَارَ إلى أن “عدداً من اللجان تنزل هذه الأيّام، على هياكل مؤسّسات الدولة، وَهذا هو التغيير الجذري الذي تحدث عنه السيد القائد، وهذه هو أولوية إصلاح مؤسّسات الدولة”، منوِّهًا إلى أن المواطن إذَا أراد استخراج معاملة، فيحتاج إلى توقيع من 13 جهة، مثل هيئة الأراضي، وهو ما يؤدي إلى تطفيش الناس، لافتاً إلى أن التغيير الجذري يأتي في هذا السياق، وأن المواطن لا يحتاج إلى 13 معاملة يمر عليها؛ كي يحصلَ على كرت، أَو قسيمة، وهذا مثال واحد في الكثير من المؤسّسات.

وأوضح فخامته أن البنية التحتية لليمن كانت متدهورة، حَيثُ “كنا لا نملك للنفط سوى اثنين خزانات لا تكفي للبلد إلَّا لعشرين يوماً، وفيما يتعلق بشركة الغاز لا يوجد لدينا أية خزانات احتياطية، متسائلاً: أين كانت الدولة في الماضي؟

وأكّـد الرئيس بقوله:” كانت متهالكة، وعملنا على إصلاحها من الصفر، مبينًا أن تغيير مؤسّسات الدولة أشمل وأوسع مما نتصوره، منوِّهًا إلى أننا نتجه مع جماهير شعبنا إلى الاكتفاء الذاتي، والتوجّـه إلى الإنتاج والتصنيع المحلي، وأن العجلة ستتحَرّك، وسيلمس المواطن الأثر بعد حين.

وفي هذا الشأنِ، أوضح فخامة الرئيس المشاط “أننا سنتجه إلى الاهتمام بالزراعة، وإلى تهيئة بيئة الاستثمار لرجال المال والأعمال والتي كانت بلدنا طاردة لها، كما سنتجه إلى الإنتاج المحلي، فنحن شعب عريق يجب أن يقف على أقدامه وأن لا يعتمد على الاستيراد الخارجي كما كان في الماضي بإذن الله”.

المولدُ النبوي والهُــوِيَّة الإيمانية:

وفي ختام خطابهِ، تطرق فخامة الرئيس إلى أهميّة الاهتمام بالهُــوِيَّة الإيمانية، مؤكّـداً أنها عنوان عام للجميع ويجب أن نحافظ عليها.

وقال: “عندما نرى الآخرون الأمريكيون يتزعمون قيادة الشذوذ بكل وقاحة، ونحن يجبُ علينا أن نقابلَ هذه الحرب المستعرة مع أعداء الإسلام بالتمسك بهُــوِيَّتنا الإيمانية”، موضحًا أنه يأتي تحت هذا العنوان مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، ويأتي تحت عنوان الهُــوِيَّة الإيمانية ويجبُ علينا جميعاً وعلى جماهير شعبنا اليمني الاهتمامُ بهذه المناسبة؛ فالاهتمام بمناسبة مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- يأتي في سياق الاهتمام والحفاظ على هُــوِيَّتنا الإيمانية وعلى هُــوِيَّتنا اليمنية وعلى أصالتنا وعلى ارتباطنا برسالة الإسلام وبرسول الإسلام وبأعلام الهدى من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- إلى يومنا هذا.

 

قد يعجبك ايضا