رحلة بين أنفاس الموت وقناديل الحياة…انتصرت حلب

 

في العقل والقلب والضمير ترتبك المشاعر و تحبس الأنفاس، يسود التفكير سرد من الخيال، فالرقعة المقصودة من الأرض السورية مهوولة بالمخاطر، من يسمع أنك ذاهب إلى حلب يشعرك بأنك ذاهب إلى نواة الخطر، ولكن من لم يذهب ويرى بريق النصر في عيون أهلها، لايستطيع أن يصدق أنها دار أمان.

وعورة الطريق وطوله، تشغف القلب للوصول إلى حلب، على طرفي الرحلة العديد من الأبنية والمناطق التي تتحدث عن هول المعارك وما دمرته من حجر وبشر، الزجاج المكسور والأبنية المنثورة بين أحياء حلب ، والبيوت المهدمة الخالية من أهلها تنبهك إلى معاناة مدنيين وأبرياء استحكمتهم أيادي الإرهاب، كم من الوعود التي صرخ بها أصحاب الفتن، أصبحت نيراً على أهل حلب ، انكسرت اليوم فكان الإنتصار فرحة توزعت على كل الحلبيين، لتغدو اليوم حلب واحدة موحدة، يشعر زوارها اليوم قلوب الناس تنبض حياة، عل الموت الذي رحل يتحول إلى مصدر قوة ليس للشهباء فقط، بل للفيحاء وأرجاء الوطن.

تستهويك زيارة مدينة سيف الدولة، والغرق في تفاصيل أزقتها، تترقب الناس ومشاعرهم، لتغرف بعضاً منها وتتعرف على الأمل الذي ولد بعد مرارة سنوات من الحصار والجوع والسرقة للحياة بيد الإرهاب، طوال سنوات لم يكن بيد الحلبيين سوى الصمود أمام جولة كبرى جرت بين الحق والباطل، سواء غربية أو شرقية، قلوب السوريين تطلعت إلى غد أفضل، بعيد كل البعد عن قذائف الموت، وحرمان الأمان، وعن أوهام من أراد أن يستعبدهم ويمنع عنهم رغد عيشهم وحرمانهم الماء، ليروي تكبر شياطينه.

اليوم حلب تلملم جراحها وتنهض من جديد، تخرج القلعة الصامدة من أي صراع عالمي، لتكون حرة من الإرهاب والقتل والخطف والتدمير، عائدة إلى الحياة.

قد يعجبك ايضا