رحى الأزمات بين التعنت والتفريط…بقلم/ حمير العزكي

 

منذ نجاح ثورة 21 سبتمبر2014 م المباركة ، وما تلاها من عدوان سعودي أمريكي غاشم ، إستمرت قيادة الثورة ممثلة في السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله في تقديم النصح والتوجيه والارشاد لقيادة الدولة ، فيما يخص سياساتها العامة ، وتوجهاتها الرئيسية ، في استكمال مسار الثورة ، ومواجهة العدوان سياسيا وعسكريا وإعلاميا ، ومعالجة الآثار الاقتصادية والإجتماعية التي ترتبت عليه.
 
فلم تكن النقاط ال 12 التي طرحها السيد القائد في 25 مارس 2017م ضمن خطابه عشية الذكرى الثانية لمرور عامين من الصمود والتحدي والتي وضعها أمام قيادة الدولة كمبادرة ورؤية لتصحيح وترتيب وانقاذ الوضع الداخلي وتعزيز تماسك وصمود الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدة الصف الوطني ، لم تكن تلك النقاط البداية ، وان كانت تمثل في مضمونها مصفوفة معالجات لإختلالات الجهاز الاداري للدولة ، والتي تضمن رفع المعاناة عن ابناء الشعب ، وتعزز من صموده وثباته في مواجهة العدوان .
 
ولكن لم يعد التعاطي مع هذه النصائح والتوجيهات كما كان في السابق ، في فترة تولي اللجنة الثورية العليا لإدارة أمور البلاد ، والتي كانت تتلقف تلك التوجيهات بجدية واهتمام وحزم و عزم، وبروح المبادرة والمسارعة ، فاستطاعت بعون الله وتأييده اولا ثم ببصيرة وحكمة تلك التوجيهات ، تجاوز أحلك الظروف وأضيق الازمات ، فكيف اختلف الحال اليوم ؟؟ .
 
عندما تم الاتفاق على الشراكة الوطنية وتم على أساسها تشكيل المجلس السياسي الاعلى على قاعدة التوافق في القرارات ، بدأ التأثير العملي والمباشر لتوجيهات السيد القائد بالتراجع ، ليس لعيب في شخص الرئيس الصماد ، او تشكيكا في جديته وجهاده ، أو انتقاصا لجهوده وتضحياته ، ولكن لما فرضته الشراكة من توافقية القرارات ، والتي مثلت قيدا حد من فعالية التحرك وعائقا أمام تنفيذ كل ماجاء من حلول ومعالجات مقترحه من قيادة الثورة .
 
ونظرا لاستمرار العدوان واستمرار المعاناة الناتجة عنه وتفاقم الاختلالات في الجهاز الاداري للدولة وما يترتب عليها من أزمات تكوي بلظاها المواطنين ، استمر السيد القائد في البحث عن مخرج ، وبجدية واهتمام دعى عقلاء وحكماء اليمن لاجتماع موسع في العاشر من رمضان ،و تمت الاستجابة للدعوة وانعقد المؤتمر بتمثيل كافة القوى الوطنية وعلى رأسها قطبي الشراكة ،وخرج بوثيقة تضمنت بنودها ما تضمنته النقاط ال12 ، ولكن هذه المرة بصيغة شعبية وجماهيرية ، تكسبها صفة الالزام ، وتدفع حجة التوافق السياسي بواقع الاتفاق الشعبي .
 
واليوم وبعد مرور شهر كامل بل شهر ويومان بالتحديد ، على وثيقة العاشر من رمضان ، لم نلاحظ كمواطنين بسطاء أي أثر لتنفيذ بنودها ، بل ولا أي أثر لحياتها سوى اجتماع يتيم بعد مرور شهر كامل لممثلي المشاركين في اللقاء ،إجتماع وحيد مازال يناقش وضع لائحة داخلية !!! وتشيكل اللجان المتخصصة !!! في صورة طالما تكررت في أذهاننا في العقود الماضية ، تنتهي ملامحها بقراءة البيان الختامي !!!! ومابين التعنت اللامبرر والتفريط اللامقبول تدور رحى أزمات تطحن شعبا عظيما حرا كريما ، في يمن الصمود .

قد يعجبك ايضا