(زيارة عيدية لجبهتي حرض وميدي ) كتب / أحمد عقبات

 

في فجر يوم العيد المبارك إنطلقت برفقة وفد كبير من الإعلاميين والسياسيين والشعراء صوب مدينة حرض الحدودية التابعة لمحافظة ” حجة” قاصدين قضاء يوم العيد في جبهتي حرض وميدي الحدودية وزيارةً عيدية لإبطالنا المجاهدين المرابطين في هذه الجبهتين .

بدأنا زيارتنا بالتحرك من مدينة ” عبس ” الذي وجدنا فيها بعض الدمار والخراب ووجدنا الأسواق ممتلئة وتعتبر مدينة ”عبس ” هي المدينة التي تسبق مدينة حرض ، واصلنا مسيرنا وهناك شوق كبير بداخلنا للوصول إلى داخل الجبهة وكان البعض منا قد ركبوا إما في سيارة ضيقة متزاحمين جداً والبعض الآخر على ‘صندوق الهايلوكس ‘ وهم فرحون ، بينما نحن نمشي في الطريق توقفنا عند جسراً كان قد قصفه الطيران بأكثر من غارة ، أكملنا المسير حتى وصلنا إلى بداية مدخل مدينة ” حرض ” ووجدنا أول نقطة تفتيش وقفنا عندها للسلام على المرابطين فيها ومن ثم واصلنا السير قليلاً إلى بداية المدينة وهنا كان بداية المشهد الحقيقي .

أخذتُ أنظر بعيناي يميناً وشمالاً فوجدت المنازل مقصوفة والفنادق بعضها مقفلة والبعض مضروبة ورأيت المحلات مخلّعه أبوابها وكان آثار الدمار متناثراً في الشوارع والارصفة إضافة إلى أن أبراج الإتصالات قد قصفت والتغطية غير موجودة .

تجوّلنا في أرجاء المدينة المهدومة لمشاهدة القصف والدمار والخراب الذي حلّ بها ، علماً بأن مدينة ” حرض” قبل العدوان كانت تشهد بنيةً عمرانية ضخمة وازدهارً اقتصادياً كبير وكثافة سكانية عاليه وكانت تُسمى بالمدينة التي لاتنام ، بينما ونحن نجول حول المدينة كنتُ أُحدّق بعيناي وبنظراتي علّني أجدُ فيها شخصاً واحداً من سكانها ولكني لم أجد أحداً ، سألتُ أحد المجاهدين لماذا لا أرى الناس هنا ؟ فنظر لي وابتسم قائلاً إن المدينة قد غادروا منها جميع أهلها ولم يبقى فيها أحد فأندّهشت من قوله .
سرنا قليلاً ثم رأيت بعض المحلات التجارية والبيوت قد اختلع الأبواب منها بسبب قصف الطيران لها وكانت البضائع موجودة فيها وكما هيّ لم يمسسها ولم يدخلها أحد وكأن مالكيها موجودين بداخلها وقائمين عليها ، وفي ظل هذا المشهد العظيم الذي يدل على أمانة المجاهدين وحرصهم وصونهم لأملاك المواطنين خطرَ في بالي بعض من الجرائم والسرقات والنهب لأملاك المواطنين ومحلات التجارة بالرغم من وجود أصحابها وملّاكها فيها والتي حدثت في المناطق التي تحت سيطرة المقاوله والإحتلال مثل محافظة عدن وتعز ولحج وابين وغيرها ، وقتها علمت أن أمانة وحرص المجاهدين كان أحد أسباب النصر .

أكملنا الجولة حول المدينة ومن ثم إنطلقنا نحو مدينة ” ميدي ” وبينما نحن نسير والطيران يحلق فوق رؤوسنا رأيتُ على الطريق العام المدرعات التي اعطبها أبطال الجيش واللجان الشعبية عندما حاول المرتزقة التقدم والزحف إلى مدينة ميدي وتم دحرهم والتصدي لهم ، أكملنا السير حتى وصلنا إلى مدينة ” ميدي ” الحدودية ومن ثم نزلنا جميعاً من السيارات وقمنا أيضاً بالسلام على المجاهدين الذين استقبلونا بحفاوة وسعادةٍ بالغة ومن ثم أخذنا نطوف داخل المدينة وحولها لنشاهد حجم الدمار الكبير الذي لحق بها .

بينما نحن نطوف وجدت مدينة ” ميدي ” مشابهةً لمدينة ” حرض” فكلاهما حدودية إضافة إلى أنه قد غادر منها جميع أهلها ولم يبقى فيها أي شخص وكذلك البيوت والمساجد مقصوفة ومهدّمة والمحلات التجارية مخلّعه أبوابها والبضائع بداخلها لم يلمسها أحد أو يأخذوا منها شيء .

أكملنا الجولة برفقة المجاهدين في ظل الحر الشديد الذي لم نصبر عليه لبضع الساعات بينما المجاهدين الأبطال مرابطون ولم يأبهوا للحر منذ أكثر من عام ، بينما نحن نجول وصلنا إلى الخط الأمامي للجبهة ورأيتُ أماكن تمركز العدو الجبان خلف التبه فقام البعض منا بضرب الرصاص بالمعدل بإتجاه العدو والبعض الآخر اكتفى بالمشاهدة ، كنا منذ أن وصلنا إلى المدينة والطيران يحلق فوق رؤوسنا وشن غارتين لكنه لم يُصب أحداً منا .

كان قد أتى برفقتنا طاقم من قناة سبأ الفضائية لتوثيق وتصوير الجرائم وحجم الدمار والخراب ، وبعد أن أكملنا جولتنا كان الوقت حينها هو الظهيرة ولم يسمحوا لنا المجاهدين بالرحيل والعودة إلا بعد أن نتناول معهم طعام الغداء وكانوا مصرين على ذلك .

بعد أن أكملنا تناول طعام الغداء ذهبنا للمقيل مع المجاهدين وأخذ إستراحة قصيرة معهم لنتناقش ولنسمع منهم البطولات التي قدموها والقصص الخيالية الذي سطروها والذي اندهشنا جميعاً منها .
بعد أن قضينا معهم وقت من الزمن لم نكن نتمنى أن نفارقهم أو نرحل من عندهم ، قمنا للإستعداد للرحيل والعودة إلى نقطة البداية التي إنطلقنا منها أملاً في العودة إليهم مرة أخرى .

جبهتي حرضٍ وميدي
مُلأتَ بالحرس الحديدِ
فيها رجالٌ صامدونَ
هم أولو البأس الشديد ِ

‫#‏عيدنا_جبهاتنا‬

قد يعجبك ايضا