(سجل يا تاريخ إسم هذا الإنسان !!).. بقلم د.يوسف الحاضري

 

ماذا لولم يستجب الاستاذ محمد علي الحوثي ( ابو احمد الحوثي ) رئيس اللجنة الثورية العليا لتلك المناشدات التي أطلقها بعضا ممن تم التغرير بهم ووقفوا مع صف أحفاد معاوية (آل سعود) وأحفاد القردة (الصهاينة) وأحفاد الخنازير (الأمريكان ) ضد أبناء بلدهم من أحفاد الأنصار (اليمانيون) !!!

هل كان سيكون ملاما أمام المجتمع الدولي بل وحتى المجتمع اليمني ؟؟
بطبيعة الحال لن يكون هناك لوما اطلاقا ، بل إن الأمر سيمضي مرور الكرام وتستمر الأحداث كما هي ، يستمر أولئك المغرر بهم يقاتلون بأنفسهم فداء لأحفاد كل شيء سيء في التاريخ ، ليقتل من يقتل ويجرح من يجرح ليلاقي مصيرا مقيتا ومهينا من قبل أسيادة يأتي أدناها هو ذلك الإهمال الفضيع الذي وجوده من السعودية والصهاينة في موضوع علاجهم والعناية بجروحهم !!!

أكثر من عام و4 أشهر منذ العدوان على الأمريكي السعودي على اليمن والتي صاحبتها جبهات قتال داخلية عبر مرتزقة الإخوان المسلمين في اليمن ومغرر بهم من الطبقة الضعيفة الفقيرة في عدة مناطق ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية ومنها جبهة تعز اليمنية والتي للأسف وحد له العدوان السعودي الأمريكي مرتعا خصبا رغم ان كثير من ابناءها متعلمين ومثقفين وواعيين ولكن تأتي لحظات ينسى الإنسان من يكون وكيف يكون ومتى يكون والى من يكون ؟؟؟ أمام تلك الإغراءات والأماني الشيطانية (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا) ، وخلال هذه المدة حصلت أحداث كثيرة للأسف الشديد لم يستفد منها هؤلاء المرتزقة والمغرر بهم ايدا ، فقد جاءت لحظات كثيرة يقصف العدوان تجمعات للمرتزقة فيقتل منهم عشرات ليتناسى هؤلاء هذه الجريمة الشنيعة بمجرد خبر عادي بارد في قناة العربية تفيد ان الامر حصل بالغلط !!!!
وحصل أيضا أن سقطت عدن في براثين الاحتلال السعودي الامريكي فتقوم هذه الدول بنشر القاعدة وداعش في كل حارات عدن وضواحيها ليحصل ما نسمعه يوميا من قتل ودماء وتفجيرات وغيرها ايضا ليقابل الامر كثير من المغرر بهم دون أدنى استيعاب أو إستفادة بل والإستمرار في القتال تحت رايتهم ومازالوا مؤمنين بأن هؤلاء جاءوا لأجلهم وحبا في سواد عيونهم !!!
وحصل ايضا ان تم طرد جرحى تابعين لهم من مستشفيات المملكة الداعشية السعودية ومن مستشفيات السودان ليعودوا لليمن مكبلين بالخزي والعار والإهانة ومع ذلك لم يستوعبوا الدروس وإستمروا في إتباعهم !!
وحصل أيضا أن قام القائمين على عدن بطرد كل ما يطلق عليه شمالي ومنهم من تعز ومأرب وغيرهما في سابقة خطيرة أحدثها العدوان منذ أن وطأت قذارته اليمن ، ليصل كثير منهم لمناطق تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية فيستمر في عماه وضلاله دون ان يعي من هو عدوه الأول والأخطر والحقيقي رغم انه وجد إنسانيته في نطاق من يتهمهم بأنه العدو ؟؟؟
وحصل الآن أن هناك آلاف من جرحى المغرر بهم في تعز لم يلتفت إليهم هذه الدول الثرية الغنية التي أنفقت مئات المليارات في حربها على اليمن ومازالت تنفق ولم تلتفت إلى هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم تحت رايتهم النكراء الشيطانية حتى ببضع آلاف من الدولارات للعناية بهم بل أهملتهم فمات منهم من مات وأعيق منهم من أعيق حتى وصل الأمر بعد هذه الفترة ليقوم بعض أولئك المغرر بهم في الخارج يطلق نداء إستغاثة لعلاج هؤلاء الجرحى بعد اكثر من مدة على إطلاقهم حملة ( ‫#‏انقذوا_جرحى_تعز‬ ) دون آذان صاغية … ولكن لمن أطلقوا هذه المناشدة الإنسانية ؟؟

هل أطلقوها يناشدوا عملاء الرياض كهادي وعلي محسن الذين يتنعمون بأمان فنادق الرياض ووجباتها الدسمة وأموالها الغزيرة ؟؟ أم هل أطلقوها وناشدوا ذلك المسخ القذر الذي اطلقوا عليه هم انفسهم بملك الإنسانية المدعو سلمان آل سعود ملك المملكة الداعشية السعودية ؟؟؟ أم ناشدوا منظمات الخير العالمية التابعة للنظام الأمريكي الصهيوني القاتل ؟؟؟
لا على الإطلاق ، فهم رغم إنبطاحهم لهم والتضحية بأنفسهم لأجل سيادتهم وإستعبادهم إلا أنهم يدركون تماما انهم لا إنسانية لهم على الاطلاق ويدركون انه لو كان بهم اساسا قليلا من الانسانية ما وصلت أحوالهم لهذه الحالة … بل وجهوا بوصلتهم هذه المرة نحو القلب الإنساني الحقيقي والذي قاتلوه ومازالوا يقاتلوه وقتلوا من أتباعه الكثير والكثير ، إلى منبع الإنسانية وأصل الإحترام والتقديس البشري ، إلى خريج من خريجي مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام ، إلى الأستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا ، ولم تمض ساعات قليلة جدا حتى وجدت قلبا عظيما انسانيا إستجاب لهم من منظور إنساني ديني بحت لا يرجو منهم جزاء او شكورا ، فأستجاب لمعالجة جرحى من قتلوا مننا الكثير والكثير ، وهجروا مننا الكثير والكثير ، ومارسوا أشد وأبشع أعمال الذبح والسحل والحرق وغيرها دون ان تأخذهم في الله لومة لائم ، نعم هذا ما حصل ويحصل بالفعل ، كسابقة تاريخية لم يسبق لها مثيلا .
كيف لا يقوم بهذا العمل حفيد العظماء من آل بيت رسول الله حتى وإن كان الجرحى ممن ينبطحون لأحفاد الملعونيين من بني أمية وبني صهيون وغيرهما !!! نعم .. سجل يا تاريخ هذه البادئة الإيجابية الإنسانية والتي قام بها إنسان يمني يقود بلاد تعتدي عليها العالم وتحاصرها العالم وتهد إقتصادها العالم !!! نعم … لم يتردد قيد أنملة في السعي لمعالحتهم رغم الإمكانيات المادية البسيطة والحصار الخانق ومنظومة صحية شبة منهارة بسبب العدوان والحصار منذ 470 يوما بل يزيد !!!
نعم ، لم يتباطأ بل كان من السابقين السابقين المقربين إلى الله ورسوله في القيام بهذه الأعمال التي يجب أن تجد لها قلوبا حية واعية عند هؤلاء المغرر بهم ويعودوا إلى صوابهم ورشدهم ويدركون تماما ان الذي قال (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) هو الذي خلق أهل الكتاب وخلقهم وخلق كل شيء وهو الحكيم العليم ، فكيف بالله عليكم يأتي من لا يريد أن يهطل الخير علينا من الله بخير من عند أنفسهم !!!!

سجل يا تاريخ ان الإنسان محمد علي الحوثي ضرب أعظم مثال إنساني ونحن في عمق الأزمة والحاجة لينال البر الذي لا يناله إلا من ينفق في لحظات العوز الشديد ، واضعا كل أحفاد الشر والشياطين في موقف العار والخزي والذل والهوان ، فهل سيسجل التاريخ أن هذا العمل الإنساني أعاد الكثير من المغرر بهم إلى رشدهم ووعيهم أم سيسجل القرآن فئة أخرى في خانة ( لهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها هم كالأنعام بل هم أضل ) …

والله غالب على أمره ولو كره الكافرون

قد يعجبك ايضا