صحيفة الحقيقة العدد “409″كلمات من نور : دروس من هدي القرآن للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه

 

كلمات من نور

لماذا أولياء الشيطان هم يبدون في الصورة هم كل شيء في هذه الحياة، كل شيء بأيديهم حتى ثقافتنا نحن بأيديهم، حتى طغى ما يقدمونه هم لنا على ما قدمه الله سبحانه وتعالى لنا؟ أليس هذا إساءة إلى الله، وتصغير لما عظّم الله؟. ما السبب في ذلك؟. هو أننا فعلاً لا نحاول أن نعرف الله بالشكل المطلوب؛ لذا نرى أنفسنا ضعافاً؛ لأننا لا نثق به، لم نصل إلى درجة أن نثق به. [ مسؤولية طلاب العلوم الدينية]

 

التشخيص والتقييم لأهل الكتاب (اليهود والنصارى) (حلقة أولى)

 

فيما يلي جملة من النصوص من ملازم السيد حسين (رضوان الله عليه) يتبين من خلالها سوء اليهود وانزواؤهم على أنفسهم وخبث أرواحهم الشريرة، وجرأتهم في تعاملهم مع أنبياء الله وكتبه وعباده، وتعاملهم مع الأمم بقسوة بالغة، بنظرة ملؤها الحقد والكراهية للبشرية, وبالذات للمسلمين، لنرى كيف قدمهم من خلال القرآن الكريم.

 

  1. خبث نفوسهم، وجرأتهم على الله ورسله

تجدهم أيضاً جريئين في منطقهم أمام الله سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (المائدة من الآية: 64) الآن في سياق الآيات أليست حول تبيين واقعهم، وضلالهم، وخبث نفوسهم، وجرأتهم على كتب الله ورسله وعباده؟ وأيضاً جرأتهم في منطقهم على الله، وافترائهم على الله سبحانه وتعالى، …. إذاً سياق الآية واضح هو يتحدث عن بني إسرائيل، يبين كيف موقفهم من كتب الله ورسله ومن عباده، وموضوع الهداية في موقفهم من سبيل الله، وكيف هم دائماً يحاولون أن يصدوا عن سبيله، ويجعلوها عوجاً كما قال في آية أخرى: {تَبْغُونَهَا عِوَجاً} (آل عمران من الآية: 99). [الدرس الثالث والعشرون من دروس رمضان]

 

  1. اهتمامهم بمصالحهم، وعدم اكتراثهم للآخرين

هم في واقعهم شريرون في واقعهم منزوون على أنفسهم، يقيسون الأشياء بمقياس مصالحهم، لا يهمهم باقي البشر، لا يهمهم الإصلاح في الأرض على الإطلاق. {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ} (المائدة من الآية: 41) هنا يعرض منطلقاتهم، وأهدافهم، وما يأخذون ويردون فيه، هل هو شيء يتناول مصلحة الناس؟ يهتم بمصلحة الناس؟. لا، {إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (المائدة من الآية: 41) هي قلوب فاسدة، قلوب خبيثة القلوب الفاسدة الخبيثة لا يمكن أن تنظر للبشرية بنظرة رحمة ولا برعاية مصلحة للبشر على الإطلاق {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة من الآية: 41) وكما هي نفس الطريقة لا تكترث بهؤلاء. [سورة المائدة ـ الدرس الثاني والعشرون].

 

  1. يؤمنون بالجبت والطاغوت ويضعون حكاماً طواغيت

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} (النساء: من الآية50) أليست كتب الله مما يهدي الناس ليبتعدوا عن الجبت والطاغوت؟ وبدل أن يؤمنوا بكتاب الله ويؤمنوا برسوله، يؤمنون بالجبت والطاغوت؛ لأنه هكذا طريقتهم:{يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ} (النساء: من الآية44) كما قال في الآية السابقة. ما عندهم إيمان فيما يسمى بالعدل وقيم عدالة وأشياء من هذه التي يرفعونها شعارات، تجد أنهم يرفعون الشعارات هذه وهم في نفس الوقت يتدخلون في شؤون الشعوب هذه ويضعون عليها حكاماً طواغيت، هم؛ لأنه قضية عنده عادية، مؤمنون بالجبت والطاغوت ويعمل طواغيت، من أجل ماذا؟ تتحقق له أهدافه، فمَنهم مؤمنون بالجبت والطاغوت لا يمكن أن يبحثوا عن عدل للناس وأنظمة عادلة للناس ونظام عادل للناس على الإطلاق، ولا أشخاص عادلين، هذه قضية مثلما قال عنهم سابقاً: {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) من هو مشتري للضلالة لا يمكن أن يكون يريد للناس الحق والصواب وهو نفسه يبحث عن الضلال بحثا، هو فقط سيقدم ضلالا، وهنا سيقدم جبت وطاغوت سواء داخلي أو خارجي. [الدرس الثامن عشر من دروس رمضان]

  1. نفوسهم سيئة

بنوا إسرائيل وصلوا إلى حالة بالنسبة لنفسياتهم، أصبحت نفوسهم سيئة فعلاً. حصل لديهم خبث، حصل لديهم نظرة سيئة بالنسبة لباقي البشر، ونظرة سيئة بالنسبة لله! لهذا حكى الله عنهم في مواضع أخرى في القرآن الكريم كيف كان فيهم جرأة على الله: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (المائدة: من الآية64) {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (آل عمران: من الآية181). ألم يحكِ الله هكذا عنهم؟ هم في واقعهم لا يزال لديهم نوع ذكاء، وخبث وجرأة في التخطيط. [الدرس الخامس من دروس رمضان]

 

  1. جرأتهم على القتل واستحقارهم للإنسان

يبدو فعلا أن بني إسرائيل فضيعين جداً بالنسبة لنفسياتهم، جرأتهم فيما لو تمكنوا؛ ولهذا كما نقول أكثر من مرة، من خلال ما نفهم من كتاب الله، نلاحظ كم حصل من تخفيف في واقعهم: ذلة، ومسكنة، وغضب إلهي، وعداوة وبغضاء فيما بينهم، وتهويل للجريمة على هذا النحو عندما يقول: كتبنا عليهم على هذا النحو، ومع هذا لا يزال البشر يصيحون منهم الآن! كيف لو أنهم ما زالوا في أجواء طبيعية، لا يوجد لا ذلة ولا مسكنة ولا عداوة ولا بغضاء ولا، ولا.. كيف سيكونون؟ رهيبين عندهم استخفاف، ويبدو فعلا أنها قضية لديهم ترسخت بشكل ثقافة، النظرة إلى الآخرين من البشر إلى درجة أنه كما يعرف عنهم، ويقال عنهم، أنهم لا يعتبرون الباقي من الناس أناساً بما تعنيه الكلمة، إنما هم حيوانات أخرى، مخلوق آخر؛ ولهذا يحاولون وعن طريق أبحاث معينة يطلعون أن أصل هذا الإنسان قرد، أو شيء من هذا، يعتبرونه مخلوقاً ثانياً، خلق فقط لخدمتهم، وإنما خلق على شكلهم لينسجم معهم في خدمتهم!!

إذاً هم لا يقيمون لهذا الإنسان أيَّ وزن على الإطلاق، لا يقيمون له أيَّ وزن حتى منهم، لاحظ لجرأتهم حتى منهم، على مستوى أنبياء؛ لذلك عندما نسمع أحداثاً كهذه، مثلما حصل في [تركيا] لا تستبعد على الإطلاق، البعض من الناس استبعدوا بأنه كيف يمكن أن الأمريكيين يقتلون أصحابهم في حادث [نيويورك] أو يقتلون مثلما حصل في معبد اليهود في تركيا، هؤلاء أناس ما كأنهم يقرؤون القرآن، أليس الله يذكر عنهم في أكثر من آية أنهم يقتلون الأنبياء؟ وهم أنبياء منهم، بغير حق، فكيف لا يقتل من أجل مصلحة سياسية كبيرة، وهو يعتبر أنه سيترتب عليها مصالح مادية، وسياسية كبيرة جداً؟! سيدمر ولو مليون شخص، لا يبالي، منهم، ما بالك من الآخرين. إذًا فهل تتوقع لناس من هذا النوع أن يكونوا متجهين لتحرير الآخرين، أو للحفاظ على أمن الشعوب الأخرى، شعوب عربية إسلامية، شعوب أخرى؟ أبداً، فهم مخادعون، مضللون، كذابون، هكذا قدمهم الله في القرآن الكريم؛ ليكون الناس منهم على حذر. [الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان]

 

  1. يحملون نفوساً عدائية و حقداً وغيضاً شديداً

هنا يوضح كيف أن عداوتهم ليست عداوة تعتبرها قد تكون في حالة معينة أو في ظرف معين أو…عداوة لديهم ثابتة وعداوة متجهة إلى الناس؛ لأنهم يدينون بهذا الدين؛ لأنهم يريدون للناس أن يضلوا كما قال في آية أخرى: {حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة: من الآية109) فهذا يعطي الناس أن يكون لديهم موقف ثابت من أهل الكتاب، موقف ثابت أعني: يقوم على هذه الرؤية: أنهم يحملون نفوساً عدائية يحملون حقداً يحملون غيضاً شديداً يحملون غلاً، وليس فقط لشيء معين جاء من عندك؛ لأنك مسلم لا يفرع فيك منهم إلا أن تكون ـ كما يريدون هم ـ ضالاً تضل السبيل هنا سيرتاحون، أو تريد أن يرضوا عنك، تترك ملتك تترك هذا الدين وتتبع ملتهم، وما هي ملتهم؟ يصبح الإنسان من هذه النوعية، أليس هذا أسوء شيء؟ [الدرس الثامن عشر من دروس رمضان]

قد يعجبك ايضا