صحيفة الحقيقة العدد”255″: تقارير :مجلس الأمن.. في مجابهة قوة الردع الصاروخية اليمنية+العقيدة الأمريكية وآمال بن غوريون في اليمن !!!

مجلس الأمن.. في مجابهة قوة الردع الصاروخية اليمنية

حيدر الزيدي

خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي شهدنا إحباط محاولة ثلاثة من الأعضاء الغربيين دائمي العضوية فيه لحشر اسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب الطاحنة والعبثية للسعودية على الشعب اليمني المسلم والمسالم، بحجة ضلوع طهران في تزويد الجيش اليمني بالسلاح!

العارفون بخفايا الأمور وقراءة ما بين السطور يدركون حقيقة ما يدور خلف الكواليس وما تقوم به واشنطن ولندن وباريس من تصدير مليارات الدولارات من السلاح الفتاك شهريا إلى السعودية لتمكين الآلة السعودية المجرمة من قتل الألوف من المواطنين اليمنيين العزل وهدم دورهم ومساجدهم ومشافيهم على رؤوسهم، دون ذنب لهم، ودون تحقيق أي نصر عسكري، طيلة السنوات الثلاث الماضية.

أما بشأن الادعاءات التي طرحت في مجلس الامن حول تزويد ايران لليمنيين (المعتدى عليهم) بالأسلحة دون أي دليل وبينة، ويأتي هذا في ظل استمرار تأكيد المسؤولين في صنعاء على أن صواريخهم المطورة هي محلية الصنع من نوع “سكود” و”توشكا” و”بركان” و”زلزال” وغيرها، وما برحت تصل إلى أهدافها العسكرية في عمق الأراضي السعودية وعلى الحدود مع اليمن وقبالة سواحله على البحر الأحمر.

وهذا لا يعني فقط أن هناك قدرات صاروخية كبيرة لا تزال تتوفر لدى اليمنيين مما سبق أن حصلوا عليه من مستودعات الجيش اليمني الضخمة ومخزوناته الكبرى طيلة حكم صالح، بل يعني كذلك أن جزءاً من تلك القدرات شهد بعض التطوير والتحديث بالإضافة إلى إنتاجهم أنواعاً جديدة أخرى من الصواريخ، محليا.

أكثر من ذلك؛ فإن المظلومين اليمنيين تمكنوا بمساعدة خبراء من تصنيع طائرات دون طيار قادرة على القيام بمهام استطلاعية وأخرى لحمل رؤوس متفجرة للدفاع عن بلدهم.

ولعل تصريحات علي عبد الله صالح تؤكد المخزون الاستراتيجي الهائل والكم الكبير من العتاد والذخيرة، حيث قال صالح في مقابلة صحفية في شهر يونيو 2017، إن إيران لم تدخل طلقة واحدة إلى الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أن كل الصواريخ الباليستية اليمنية هي مخزونات استراتيجية جمعها عندما كان رئيساً، مضيفاً بأنها صواريخ “الشهيد الحي”، وقد شدد حينها على أن هذا المخزون الضخم لن تطاله الصواريخ والطائرات السعودية أبدا.

وتخلص تحليلات معظم الخبراء العسكريين إلى أن تلك المنظومة من الصواريخ الباليستية والطائرات الموجهة لدى قوات اليمنيين، وإن لم تكن قادرة على معالجة الخلل في موازين القوة مع القوات السعودية والمتحالفة معها، إلا أنها تشكل قوة ردع لا يستهان بها في الدفاع عن صنعاء.

في المقابل فإن الدول الغربية ذاتها -مضافاً إلى السعودية – تصب الزيت على النار المشتعلة في اليمن. ومن المهم الإشارة إلى أنه لا يمكن حصر العتاد العسكري للقوات التابعة لمنصور هادي، كونها تتلقى دعماً مفتوحاً من السعودية، بل هناك العديد من المساعدات العسكرية الغربية المعلنة والخفية له ولمرتزقته، حيث أفرجت الولايات المتحدة، في العام 2014، عن مساعدة عسكرية لمنصور هادي بقيمة 26 مليون دولار، لتعزيز قدرات قواته العميلة للسعودية والامارات، إضافة إلى مساعدة بقيمة 1.2 مليون دولار لدعمه.

جدير بالذكر أن الإدارة الأميركية تسعى إلى انخراط أكبر وأوسع في حرب اليمن، حيث طلب وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، في شهر مارس/آذار الماضي، من البيت الأبيض رفع القيود المفروضة على مساعدات واشنطن العسكرية للدول الخليجية الغازية لليمن.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” حينها، عن مسؤولين في إدارة الرئيس ترامب، أن الطلب الذي تقدم به ماتيس، لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، اللفتنانت جنرال هربرت ماكماستر، ينص على أن “الدعم المحدود” للسعودية و الإمارات في اليمن لا يساعد على مواجهة “التهديدات المشتركة”.

إذن فقد كان الفيتو الروسي الأخير في مجلس الأمن الدولي في محله، لأن طهران بريئة من هذا الاتهام.

العجيب في الأمر أن الاستكبار يحث العالم على خنق المظلومين اليمنيين المعتدى عليهم وتشديد الحصار عليهم ويدعو (ويمارس عمليا) لدعم آل سعود المعتدين ويمدهم بكل أنواع السلاح والعتاد، ليل نهار، ليقتلوا جيرانهم المسلمين المسالمين؛ [أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون*َ (36)] (سورة القلم/ ص 565)

 

 

بن سلمان يُغيِّر ضبّاط الحرب على اليمن عوضاً عن وقفها

بقلم/ فيصل جلول – باحث لبناني مقيم في فرنسا

الشائِع في حظائر سباق الخيل هو التمسّك بالحصان الرابِح وتحسين أدائه وبالتالي الامتناع عن تغييره ، لذا يُقال بقدر من السخرية والاستهجان من العَبَث إقصاء حصان رابح في سباق مُحتدِم. وما يصحّ في سباق الخيل يصحّ في الحياة اليومية وفي الحروب أيضاً. فالقائد الحكيم لا يُغيِّر ضابطاً حقّق انتصارات على جبهات القتال .

من هذا الباب ينبغي إلقاء الضوء على التغييرات الأخيرة في الجيش السعودي وقد شملت رئيس الأركان وقائد القوات الجوية وقائد القوات البرية وبعض الأمراء من حُكّام المناطق القريبة من خطوط القتال مع اليمن. وكان الملك السعودي قد غيّر من قبل قائد القوات البحرية وبذلك يكون التغيير قد شمل أسلحة الجيش الأساسية، ما يستدعي سؤالاً مشروعاً حول سبب أو أسباب هذا التغيير الذي طرأ خلال الحرب المُستعِرة والمستمرة على اليمن.

في البلدان “المُتخلّفة” ومنها بلداننا، ثمة خوف من الجياد الرابِحة فيتم تغييرها حتى لا تشكّل خطراً على الحُكّام الفاشلين كما كانت الحال بين الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس أركانه العبقري والناجِح جداً سعد الدين الشاذلي، فهل ينطبق الأمر على التغييرات السعودية؟

أستبعدُ تماماً هذه المعادلة لأن الأسماء المشمولة بقرار التغيير ليست معروفة بتجارب عسكرية ناجحة. ناهيك عن أن الجيش السعودي لم يخض حرباً جدية منذ العام 1934 وكانت في اليمن أيضاً. وبما أن الكفاءة ليست سبباً في التغيير على ما أحسب فالراجِح إذن هو الفشل، حتى لا نقول الهزيمة، في الحرب على اليمن الممتدة منذ العام 2015.

إن تغيير قائد القوات الجوية يعني أن الصواريخ الباليستية اليمنية تُصيب أهدافها بنسبة عالية، وأن الغارات السعودية الانتقامية تُصيب في الغالب الأعم أهدافاً مدنية ولا تلحق الأذى المتوخّى بقواعد الصواريخ وبُنية إطلاقها اللوجستية . ولعلّ تغيير قائد القوات البرية يحمل المعنى نفسه . هنا أيضاً الفشل مُرجّح بنسبة كبيرة. فالإعلام الحربي اليمني يعرض فيديوهات يومية عن مواقع سعودية تم استهدافها وعن أسرى سعوديين وقعوا بأيدي القوات اليمنية، فضلاً عن فشل القسم الأكبر من الهجمات المُضادّة التي شنّتها القوات السعودية البرية على مواقع عسكرية يمنية. أما جبهات القتال داخل اليمن فما زالت على حالها منذ أكثر من سنتين في نهم وتعز ومأرب والجوف والساحل.

يبدو جلياً أن  تغيير قادة الأسلحة البرية والجوية والبحرية في الجيش السعودي في خِضمّ الحرب اليمنية هو اعتراف ضمني بفشل الحرب في تحقيق أهدافها، وذلك رغم التغطية الدولية الشاملة والحصار القاتِل وتزويد المملكة بأفضل الأسلحة الغربية وبمعلومات استخبارية عبر الأقمار الاصطناعية.

وفشل الحرب ليس محصوراً بجبهات القتال فقط، بل يمتد إلى مناطق سيطرة القوات السعودية والإماراتية في المحافظات الشرقية والجنوبية. ذلك أن إدارة هذه المناطق تحتاج إلى موازنات ضخمة من شأنها، إذا ما طال أمد الحرب، أن تنهك الاقتصاد السعودي والإماراتي. من جهة أخرى يواجه التحالف السعودي الإماراتي صعوبات جدية في ضبط إيقاع القوى اليمنية المُنقسمة، والحؤول دون احترابها، فضلاً عن محاربة داعش والقاعدة التي تؤسّس كل منها كيانات مستقلّة بعيداً عن المدن الأساسية.

فشل الحرب المزدوج على جبهات القتال وفي إدارة المناطق التي تحتلها قوات التحالف السعودي يكفي لتفسير الإجراءات الأخيرة في القوات المسلحة، لكنه بالمقابل لا يكفي لتحميل الضبّاط المُقالين نتائج الفشل والقول إن قادة آخرين يمكن أن يحقّقوا نتائج أفضل، أو يمكن أن يغيّروا معادلات الحرب. ولعلّ التدقيق في لغة الإقالات يُظهِر أن الملك السعودي ووليّ عهده  قد حرصا على إحاطة التغيير بقدرٍ من الحياد واعتباره أمراً روتينياً. وقد اجتهد محلّلون سعوديون بإبعاده عن حرب اليمن والقول إنه يُعبّر عن رغبة وليّ العهد بإشراك الشبان وتمكينهم من قيادة الجيش والسماح للضباط الذين دخلوا في سن التقاعد أن يستفيدوا من تقاعدهم.. وهذا يتناسب برأيهم مع خطة الأمير محمّد بن سلمان 2030.

يفضي ما سبق إلى نتيجة أساسية في الحرب على اليمن موجزها أن المملكة العربية السعودية باتت أسيرة حرب افترضت أنها ستربحها خلال أسابيع، فإذا بها بعد ثلات سنوات في خط البداية مع تعقيدات إضافية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واستنزاف اقتصادي مُرشّح للتفاقُم مع طول أمد الحرب.

لكن ماذا عن تفتيت اليمن وتدميره أليس هذا نصراً سعودياً إماراتياً؟ ألا يحتاج اليمنيون إلى رأب الصَدْع في بلادهم وإعادة إعمارها، وهذا يحتاج إلى ربع قرن في الحد الأدنى؟ وماذا عن النظام الفديرالي أليس كسباً للحرب؟

تنطوي هذه الأسئلة على أجوبة لا تصبّ في مصلحة المملكة العربية السعودية، ذلك أن اليمن المُفتّت والمُحتَرب والفوضوي على حدود منطقة الاحتياطي النفطي الأول في العالم ليس مصدراً للاستقرار والأمان. وفي كل السيناريوهات المُرتَقبة ستتولّى السعودية والدول الخليجية إعادة إعمار ما دمّرته حربهم ، في حين تتوقّف طبيعة الفيدرالية على نتائج الحرب ، فهي سيّئة حقاً إذا ربحت المملكة الحرب وفرضت شروطها على المهزومين وأقل سوءاً إذا ربحها الجيش اليمني واللجان الشعبية.

في حديث شهير قال رئيس الأركان الفرنسي السابق بيير دوفيلييه إن أقوى جيش في العالم لا يستطيع تدمير أيديولوجية متينة يستعدّ مُعتنقوها للموت من أجلها. لا أدري في أي وقت ستتوصّل.

 

 

العقيدة الأمريكية وآمال بن غوريون في اليمن !!!

بقلم / زيد أحمد الغرسي …

احتلال اليمن بما يمثل من موقع جغرافي استراتيجي هام يطل على الكثير من الممرات الدولية المائية ويما يحتويه من ثروات طبيعية هائلة يأتي في سياق تحقيق الاهداف الامريكية والاسرائيلية ، فالعدو الاسرائيلي يريد السيطرة على باب المندب كهدف استراتيجي اعلنه منذ نشأة الكيان الغاصب .

حيث وقف بن غوريون بعد عام من اعلان إنشاء الكيان الصهيوني على الميناء ” الذي يسمى حاليا ميناء ايلات ” وقال

” اتطلع إلى اليوم الذي تسيطر اسرائيل على هذا واشار إلى البحر الاحمر وباب المندب ”

كما ان اطماعها تتضح اكثر بالقبض على الجاسوس الاسرائيلي ” باروخ ” في الحديدة عام 1972م والذي كانت مهمته توفير معلومات حول الجزر اليمنية المطلة على باب المندب للمخابرات الاسرائيلية .

حينها كان الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي يشغل منصب رئيس الاركان العامة بالجيش اليمني ، وهو الذي اكد خلال رئاسته لليمن ان باب المندب يمني ، وسعى لعقد قمة عربية افريقية لجميع الدول المطلة على البحر الاحمر في تعز ، لكن الولايات المتحدة الامريكية اوعزت للنظام السعودي باغتيال هذا القائد قبل نجاح مشروعه .

واخيرا وليس اخيرا بقلق رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ليلة نجاح ثورة 21 سبتمبر على باب المندب .

ولذلك سعت اسرائيل خلال العدوان لبناء اكبر مرصد مراقبة في القرن الافريقي يطل على باب المندب لمراقبة كل السفن التجارية التي تمر من المضيق ، وانشأت قاعدة عسكرية في جزيرة ميون المطلة على المضيق ، بل وصل الامر لمشاركة بعض جنودها في جبهات تعز ، وسعت لتعزيز تواجدها العسكري في الدول الافريقية المطلة على المضيق من الضفة الاخرى كالسودان واثيوبيا وارتيريا وغيرها .

اما الولايات المتحدة الامريكية فمنذ بداية العدوان سعت لاحتلال جزيرة سقطرى ، والعمل على بناء قاعدة عسكرية كبيرة فيها ، كون الجزيرة هدف استراتيجي لها تعبر عنه العقيدة العسكرية الامريكية بقولها

” من يسيطر على سقطرى يسيطر على البحار العالمية السبعة ” .

وحرصت على احتلال الممرات الدولية التي تشرف عليها اليمن في البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي ، وذلك باحتلال ميناء المكلا في حضرموت ، وميناء علي بشبوة ،.وقاعدة العند العسكرية بلحج ، واخيرا دخول قوات الاحتلال إلى محافظة المهرة ، سواء بتواجد قواتها مباشرة ، اوبقوات سعودية واماراتية وسودانية ، او ميليشياتهم من اليمنيين .

كما عملت بريطانيا على استعادة تواجدها في جنوب اليمن ، من خلال تواجد خبرائها في عدن ، وانشاء غرفة عمليات لهم في معسكر البحرية بالتواهي ، بذريعة تجهيز قوات البحرية اليمنية وإعادة تأهيل ميناء عدن ، او إنشاء ميناء في شقرة بأبين ..

هذه الاطماع تنفذها دول الاستعمار تحت عنوان ما يسمى الشرعية التي ترفض إعادتها إلى عدن ، وبأدواتها في المنطقة ممثلة بالنظامين السعودي والاماراتي ، او عناصر القاعدة وداعش التي توفر لها الذرائع لاحتلال البلد بذريعة مكافحة ما يسمى الارهاب ، كما حدث مؤخرا في حضرموت وشبوة عندما اعلنت قوات الاحتلال عمليتين لتطهير وادي حضرموت ، ومنطقة الصعيد بشبوة من الارهاب ”

وهي التي افرجت عن احد عشر من قيادات القاعدة وداعش في حضرموت قبل ايام من انطلاق العملية .

” لكن في حقيقة الامر تم اخراج عناصر القاعدة وداعش من هذه المناطق إلى جبهة البيضاء لمشاركة مرتزقة العدوان ضد الجيش واللجان الشعبية ، ونشرت مليشياتها على طول ساحل محافظة شبوة وكل المناطق الغنية بالنفط والغاز والمعادن بمشاركة خبراء وضباط اجانب .

وتداول ناشطون مقربون من قوات النخبة الحضرمية سيطرتها على مناجم ذهب في الوادي ، كانت تحت سيطرة علي محسن الاحمر واولاد الاحمر وعائلة عفاش ، وبعض قيادات الاصلاح ، وبنفس مسرحية تحرير المكلا العام قبل الماضي اعلنت قوات الاحتلال تطهير الوادي خلال يومين ، والصعيد خلال يوم ، في زمن غير منطقي حتى للمسافر الذي يسافر بلا انقطاع في هذه المناطق ، حيث لا يستطيع ان يجتازها في هذا الوقت فما بالكم بالمواجهات والكر والفر وووووالخ ..

قد يعجبك ايضا