صحيفة الحقيقة العدد”279″: منفذ الطوال :معركة البقاء والإنتصار وإمتلاك ناصية الحرب وبنادق الحقيقة

الطوال.. معركة البقاء و الانتصار؟!

ابراهيم الوادعي

أن تستمر المواجهة على منفذ الطوال على الحدود اليمنية السعودية فذلك إنجاز عسكري يحسب للجيش واللجان الشعبية بعد ثلاث سنوات من عدوان تشنه السعودية والإمارات بقيادة ودعم أمريكي وبريطاني يصل إلى تحديد الأهداف وأدق التفاصيل الحربية على الأرض.

وأن يكون مجاهدو الجيش واللجان قادرين ليس فقط على الصمود والبقاء في مواقعهم، بل وشن هجمات على طول الحدود، وتكبيد الجيش السعودي الخسائر الكبير رغم كل تقنيات الاستطلاع والمراقبة فذلك أيضا دليل على أن الأحلاف الكبيرة تسقط أمام العزائم الكبيرة والقلة الصادقة.

في المشاهد التي بثها الإعلام الحربي يظهر الجيش السعودي ومرتزقته صرعى في خنادقهم تركهم زملائهم وفروا لا يلوون على شيء، والآليات الأمريكية بدت وكأنها في معرض عسكري لا ميدان قتال تنتظر الواصلين ليحرقوها بالولاعات، من كان عليها اكتشف عجز أمريكا نفسها، وأن الثقة بقدميه أنجع وأسلم.

لا تجدي الإف 16 هنا أو حتى الإف 35 نفسها التي تباهت إسرائيل بمشاركتها في حرب اليمن في نزع الأقدام الثابتة على الأرض، أو ثني الهجوم اليمني على مواقع الجيش السعودي ومرتزقته المستجلبين من أصقاع الأرض وأدغال أفريقيا،  15 غارة لم تحمِ الجنود السعوديين من القتل ،ولا التعزيزات القادمة من داخل الاراضي السعودية تثني مجاهدي الجيش واللجان العشبية عن اقتحام المواقع السعودية والتجوال بكل حرية بين خنادقهم ومتارسهم.

قد لا يلام الجنود على الأرض أو يتحملون كامل اللوم، فجزء من الهزيمة والإخفاق العسكري منوط بالقيادة ، في مشهد متكرر بالنسبة إلى الجيش السعودي منذ بدء الحرب وإطلاق عاصفة الحزم.

ووسط مشهد منفذ الطوال أمس الأول، لامعنى إذًا لحديث تحالف السعودية عما تقول إنها تسيطر على ما نسبته سبعون أو ثمانون بالمائة من الأراضي اليمنية الخالية، مادام خصمها لا يزال هناك على حدودها يريق كرامتها، وتقول أمريكا نفسها غير المكذبة عند آل سعود أنه يسيطر على ما يقرب من مائة ميل داخل المملكة، ولديه من ابتكار الخطط ما يعجز عنه جنرالات بريطانيا وأمريكا وعدد ما شئت من الجنسيات متواجدون في غرف العمليات بالرياض وجيزان وعصب الاريترية، يديرون كل تفصيلة في الحرب ويرقبون كل ميدان ولديهم من الرجال آلافا في الميدان وعلى دكة الاحتياط ومن العتاد أطنانا.

قد تكون خسارة مجموعة من الجنود السعوديين مؤلمة للنظام السعودي الذي يجهد لإبقاء جنوده على الحدود بأطنان من الفتاوى والإغراءات بحور العين القابعات في الانتظار، ما يؤلم أكثر أولئك المتخمين في قصور الرياض هو انفضاح أمرهم وأمر عاصفة حزمهم بعد ما يقرب لأربعة أعوام سخر لنجاحها كل شيء حتى الضمير الدولي اسكت، وها هو اليوم يصحو خجلا وسأما من طول عاصفة لم تجلب سوى النار إلى عيون أصحابها، والعار يلاحق الدول الساكتة عن سفك دماء اليمنيين أبد الدهر.

ثمة كلمة أخيرة.. من يستطيع البقاء والقتال امام منزل عدوه  لما يزيد عن 3 سنوات من القتال الضاري والحصار القاسي ، لا يحتاج معه المنصف إلى التيقن أنه بلغ مطارات الإمارات و يمكنه الوصول ابعد من ذلك.

قد تكون من الحكمة أن تبقت لدى آل سعود وآل نهيان وهم يشاهدون مجريات المعركة في منفذ الطوال الحدودي اتخاذ قرار بالخروج سريعا من اليمن، لايمكن ان يستمر الصمت العالمي إلى الأبد، أو تبقى لهم أمريكا المنقسمة على نفسها والمقسومة عليهم خليجيا ، وعوضا عن هذا وذاك لامكان لنصر ثابت في اليمن.

 

منفذ الطوال: الجيش واللجان يمتلكون ناصية الحرب

عبد الحميد الغرباني

 نفذت مجموعة من مقاتلي الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية ضربت مواقع تمركز الجيش السعودي قبالة منفذ الطوال الحدودي مع جيزان …، العملية العسكرية الخاطفة التي نفذت يوم أمس أوقعت عدد من القتلى في الجيش السعودي وتظهر المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي ثمان جثث _بعضها لمرتزقة السعودية _ وعدد من العربات السعودية المدرعة من نوع برادلي كانت وحدة الإسناد قد تمكنت من تدمير وإعطاب ست منها وتفجير سابعة بصاروخ موجه كما تفيد المعلومات الميدانية ….

وفي التفاصيل أفاد مصدر ميداني ” أن مجموعة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية باغتت بضربات منكلة الثكنات العسكرية السعودية المتوزعة في منفذ الطوال، لتستمر بعدها الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة لفترة محدودة.

ويضيف المصدر الميداني ” بينما كانت مجموعة المقتحمين تواصل التقدم والاقتحام واقتناص أفراد حامية الثكنات العسكرية، كانت وحدة الإسناد المدفعي تمهد الطريق نحو فرض السيطرة ” …

المصدر الميداني أكد أن ” زخم العملية وسيرها وفق الخطة وبخطى ثابتة وواثقة قبل ذلك بنصر الله وتأييده، فرضا ارباكا كبيرا في ساحة الغزاة ومرتزقتهم وأجبرت من نجا منهم على الفرار “..

ويتابع المصدر الميداني ” ثم أخفق العدو في تغيير نتائج المعركة الساخنة عبر سلاح الجو و ب15 غارة توالت متزامنة مع تعزيزات عسكرية تم الدفع بها في زحفين متوالين وفشلا فشلا ذريعا بفضل من الله “..

وفيما جر العدو اذياله وقد لعق هزيمة مرة

نفذ الإعلام الحربي برفقة بعض المقاتلين جولة في مسرح العملية وثقت الخسائر التي مني بها العدو وقدمت صورة الوهن التي تعيشه السعودية في الميدان، وامتلاك اليمن في المقابل ناصية الحرب وعلى الرغم من انعدام التناسب في مقوّمات القوة

بين الجانبين …

والعملية إلى ذلك وبعد أكثر من 1200 يوما من المواجهة تلفت إلى نجاح الجيش واللجان الشعبية في تحويل منفذ الطوال الحدودي إلى نقطة استنزاف دائمة كثيرا ما ارهقت القوات السعودية وايضا طابور العملاء الذين جلبوا ليكون ترسا في وجه مقاتلي الجيش واللجان الشعبية وليشكلوا منطقة عازلة لم تستطع الرياض إنجازها ولن تستطيع فعل ذلك بالنظر إلى الوقائع الميدانية التي تخبرك كيف أن الاختراق الذي حصل في حيران لم يفض في النتيجة إلى أي تأثير

على مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في خطوط النار على امتداد الطوال وجبل النار وصولا إلى صحراء ميدي حيث معجزات العصر تتوالى تباعا.. ..

 

الجبهة الإعلامية اليمنية: بنادق الحقيقة ومتارس الأقلام

فؤاد الجنيد

لكل حرب أدواتها ووسائلها وأسرارها، ولكل أهداف سبل وطرق واجندات تحسمها الظروف وتستدعيها حاجة الزمان والمكان، وفي عصر الإعلام الرقمي والإلكتروني السهل والواسع الذي أصبح مصدر المعلومة الأول والمنهل الأبرز للثقافة والفكر؛ أصبح الإعلام الجبهة الأولى في غزو المجتمعات والبلدان والاقطار، وصناعة الانتصارات ورسم معالمها، والحلقة الأقوى في دوائر الترهيب النفسي، والسلاح الأخطر في معركة الحرب الناعمة التي تدار من مقاهي النت عبر المواقع الإلكترونية والمدونات وحسابات التواصل الاجتماعي المجانية.

في حرب تحالف العدوان على اليمن سلك العدوان السعودي الإماراتي ثقافتي الاستعمار الفكري والاستحمار العقلي في آن واحد، واعتمد على تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي، وتزييف الحقائق وقلبها، وتزوير الأخبار والأرقام وافراغها من صوابها، وخلق هالة من الزخم المعنوي المزيف والاستكبار الهلامي تحت وطأة القوة والمال، فبدأ هجمته الشرسة بخلق مبررات عدوانه على البلد الجار، وتلفيق الإشاعات ورواية القصص والحكايات التي منحها إياه ناموس خياله وانشائه، واستغل عشرات القنوات الفضائية التي يمتلكها، والاف المواقع والصحف الإلكترونية، وجند في سبيل ذلك جحافل من المحللين والإعلاميين الذين يطلون على الشاشات المسطحة في التغطيات الإخبارية وهم يهرفون بما لا يعرفون لإتمام مهمتهم واسقاط واجبهم الكفيل بمنحهم أجورهم اليومية بعد كل هراء. ولم يقف العدوان عند هذا الحد؛ بل استغل نفوذه واوقف قنوات اليمن الوطنية وسعى لإسكات صوت الحقيقة المناوئة لتضليله في كل مكان، حتى مواقع التواصل الاجتماعي لم تسلم من الحجب والتهكير والقرصنة والتزوير، ومع استمرار سياسته في الكذب والإختلاق انتقلت العدوى لتصيب السياسيين والدبلوماسيين وناطقي الجيش والأمن والسفراء والملحقين، ومن منا لا يتذكر لغط الهالك سعود الفيصل وخرافات العميد عسيري وقبلها تأتأة الملك السعودي وشبق نجله الشاب، قبل أن تمارس أبواق النظام العالمي ومنظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان نفس السياسة التي فنّدها اليمنيون بوعيهم وايمانهم وثبات مواقفهم.

وفي دراسة لـ الأستاذ عبدالله صبري رئيس إتحاد الصحفيين والإعلاميين اليمنيين يمضي في هذا السياق كاشفاً الدور الكبير الذي عوّل عليه العدوان في الإعلام بالقول: من المعروف أن السعودية اعتمدت لعقود طويلة سياسة التدخل غير المباشر في شئون الدول، واستثمار ثروتها الكبيرة في شراء الذمم والولاءات، ولم تلجأ لتغيير هذه الطريقة إلا حين وجدت نفسها تتعرض لرياح الحراك الشعبي العربي في 2011م، ثم تظافرت عوامل ومتغيرات أخرى دفعت السعودية إلى التدخل العسكري والعدوان على اليمن في 2015م مع وصول سلمان ونجله محمد إلى سدة الحكم، وتوازت أهداف الحرب على اليمن مع أهداف داخلية، فقد اضطلع الإعلام الممول سعودياً ولا يزال بمسئولية تهيئة الرأي العام الداخلي للقبول بنجل سلمان ملكا للسعودية خلفا لوالده، وفي هذا الاتجاه تحركت الماكنة الإعلامية الممولة سعودياً، ودفعت نحو التهليل للحرب وسياسة الحزم، وفي الأيام الأولى لانطلاق ما يسمى بعاصفة الحزم سجل “تويتر” ثلاثة مليون تغريدة تدعم الحرب على اليمن.

لقد شكلت المؤسسات الإعلامية الوطنية خط الدفاع الأول في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن، وفي التصدي للحرب التضليلية والنفسية التي رافقتها، وتمكن الإعلام الوطني برغم محدودية وسائله وإمكاناته، من قلب الصورة التي قدمها إعلام العدو، وبدل التضليل والفبركات التي طبعت أداء مختلف وسائل إعلام العدوان ومرتزقته، كان الإعلام الوطني يعمل على نقل الحقيقة من الواقع، متسلحاً بصدق الكلمة، ومستفيداً من جرائم العدوان المتوالية بحق اليمنيين، فنقلها موثقة بالصوت والصورة، والمشاهد المؤلمة، الموشحة بالبأس والثبات، وبدموع الثكالى وأنين المستضعفين، لذا لا نستغرب كيف أن العدوان فاقم من استهدافه للمؤسسات الإعلامية الوطنية، فاعتدى على عدد منها بالضربات الجوية وعمد إلى حظر واستنساخ بعض القنوات الفضائية، وهدد وتوعد من يساند اليمنيين ومظلوميتهم في محاولة لترهيب الوسائل التي شكلت جبهة إعلامية تكفلت بتتبع جرائم العدوان، ونقل حقيقة الأحداث في اليمن بالصوت وبالصورة، وبالتقارير الميدانية، ومن خلال المقالات والرؤى التحليلية وغيرها، ووفر الإعلام الحربي مادة دسمة عن مجريات المواجهات في مختلف الجبهات خصوصاً على الحدود السعودية بالإضافة إلى توثيق انتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وبالذات في العمق السعودي، حيث ظهر للعالم الفرق الكبير بين إقدام المقاتل اليمني، وإدبار المقاتل السعودي، بالتوازي مع توثيق المشهد اليمني في ظل العدوان بمختلف تفاصيله، مشاهد قتل واستهداف المدنيين من رجال ونساء وأطفال، ومشاهد تدمير البنية التحتية، وما قابلها من مشاهد الصمود والتلاحم الوطني في المسيرات والتعبئة الشاملة واللقاءات القبلية التي وضعت النقاط على الحروف في مقطوعة الصمود اليمنية

قد يعجبك ايضا