صحيفة الحقيقة العدد”371″:القول السديد :دروس من خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله بعد مرور 1000 يوم من العدوان على اليمن

القول السديد

ليثق شعبُنا أنه بصموده وثباته وتوكله على الله وصبره العظيم في قراره وخياره المسؤول والصحيح والمبدئي والإنْسَاني والأَخْلَاقي والحر، طالما ثبت وطالما صبر، وطالما اعتصم بالله واعتمد على الله، ووثق بالله – أن العاقبة له بالنصر بالحرية، وأن العاقبة على عدوه بالهوان والخزي، والعواقب التي توعد الله بها الظالمين والمستكبرين والطغاة والمفسدين.

سقوط الأقنعة لأدوات أمريكا وإسرائيل

في هذا الوقت ظهرت حقيقة النظام السعودي ومدى عمالته لأمريكا وإسرائيل، وأنه نظام لا يمتلك مشروعاً بالأصالة، ما هو مشروعه؟ ليس له أي مشروع أبداً، والنظام الإماراتي كذلك، لا يمتلك أيٌّ منهما مشروعاً حقيقيًّا لصالح الأُمَّـة، لصالح العرب، لصالح المسلمين، لصالح شعوب هذه المنطقة، بل كلاهما يلعبان دوراً تخريبيًّا، وكلٌّ منهما ليس أَكْثَر من عميل وأداة بيد الأمريكي وفي خدمة الإسرائيلي.

ومنذ بداية العدوان تجلت الكثير من الحقائق، سقطت الأقنعة وانكشفت حقيقة النظام السعودي، وبدأنا نراه كيف هو تجاهَ القضية المركزية للأمة، تجاه القضية الفلسطينية، تجاه القدس، والمسجد الأقصى والمقدسات، تجاه الشعب الفلسطيني العربي المظلوم، كيف يتآمر على هذا الشعب، يتآمر على تلك القضية المركزية، كيف يقف بكل وضوح أمام مرأى ومسمع العالم إلى جانب الإسرائيلي، وكيف يسعى متآمرا إلى تحقيق الأهداف التي يسعى الإسرائيلي للوصول إليها في السيطرة الكاملة والإقصاء التام للفلسطينيين عن الأقصى وعن القدس، تجلت الكثير من الحقائق، واتضحت الكثير من الأمور، وظهر النظام السعودي نظاماً دموياً مجرماً ظالماً غشوما، لا يلتزم بأي من الأَخْلَاق ولا الأعراف وينهك كُلّ الحرمات، ولم يعد ينفعه أن يتظاهر بأنه نظام إسْلَامي وأنه نظام عربي، دعاواه بأنه يحمِلُ رايةَ الإسْلَام ويعبّرُ عن المسلمين بحكم الحرمين الشريفين لم تتجاوز مستوى دعوى أبي جهل أيام كان أبو جهل هو المتواجد في مكة المكرمة وكان ينطلقُ منها للحرب ضد رسول الله وضد الإسْلَام والمسلمين وضد المهاجرين والأنصار، سواءً بسواء .

مرحلة استثنائية واختبار تأريخي

الآن نحن في مقام اختبار، الذي يساومك على موقفك ضد هذا العدوان هو يساومك على إنْسَانيتك فهل سترخص إنْسَانيتك؟ هو يساومك على حريتك هل ستبيع حريتك؟ وتقبل بأن تكون عبداً مع العبيد للعبيد السيئين والمنحطين والقذرين والمجرمين!.

هو يساومك على كرامتك هل الكرامة تباع يا أهل الكرامة؟ هو يساومك على وطنك هل ستبيع وطنك بثمن تافه؟ هو يساومك على مبادئك وأَخْلَاقك وقيمك ودينك؛ لأن دينك يحرم عليك أن تقف في صف الطغاة والمستكبرين والظالمين والمجرمين والمفسدين.

كلٌّ منا اليوم من كُلّ أبناء هذا البلد وجاهات القبائل ضباط الجيش الوجاهات السياسية كُلّ مكونات وفئات هذا الشعب يجب أن نكون اليوم أَكْثَر تصميماً على ثباتنا وأَكْثَر وأعظم إحساساً بكرامتنا وهويتنا وانتمائنا وقيمنا الأصيلة من أي وقت مضى ومن أية مرحلة مضت.

حصل من الدروس والعبر ما يكفي ويفي وما يساعد على أن نزدادَ في معنوياتنا ثباتاً وصموداً وتماسكاً، ألّا نأبه ولا نكترث بكل التهديد ولا الوعيد وألا نلتفت أبداً إلى كُلّ مساعي التفرقة، الحفاظ على وحدة صفنا الداخلي مسئولية على الجميع الكل معني بالمحافظة عليها من يشذ عنها فهو الخاسر هو الخائب هو العائب، من يقبل لنفسه أن يخون وطنه وأن يخون شعبه وأن يفتح صفحة جديدة مع دول العدوان هو المتحمل لكل تبعات موقفه الخاطئ وشذوذه السيئ وخيانته القبيحة.

يجب أن نكون أَكْثَر تماسكاً ووحدة وتآخياً أمام أولئك المجرمين، هذا هو الموقف الصحيح، ثم يجب اليوم أن نسعى في المرحلة القادمة إلى تعزيز أَوْ إلى تثمير هذه الوحدة، هذا التعاون، هذا التفاهم، هذا التآخي، هذا التماسك، إلى تثميره عمليا من خلال أنشطة عمليه تشترك فيه الدولة مع الشعب وتتحَـرّك فيها مُؤَسّسات الدولة ضمن أنشطة مشتركة مع كُلّ الكفاءات مع كُلّ المبدعين مع كُلّ المفكرين مع كُلّ أبناء هذا البلد.

نحن في مرحلة، المسئولية فيها مسئولية الجميع، مرحلة استثنائية مرحلة تأريخية، بلدنا يواجه تحالفا دوليًّا وإقليميا، فيه أَكْبَر الدول وأغنى الدول، وأسوأ الدول عدوانية وإجراماً، بلدنا يواجه تحديا مصيريا، نكون أَوْ لا نكون، بلدنا فيها يواجه اختباراً كَبيراً، وهو في موقف كبير يستدعي من الجميع التعاون، وأن يعي الجميع مسؤوليتهم.

لنتحرَّك.. لا استسلامَ ولا تفرُّجَ على واقعنا

نحن شعب لنعي جيّدًّا أننا بالله تعالى وبتحمل المسؤولية، وبالأمل العظيم، وبمحاربة اليأس واليائسين، والعجز والعاجزين، والكسل والكسلين، والإهمال والمهملين، والضعاف المتنصلين عن المسؤولية، المهزومين نفسيا- التحَـرّك من واقع إحساسنا بالمسؤولية، وإدراكنا للخطر، ويعلن بالتحدي وبالعزم العظيم، العزم الإيْمَاني، العزم اليماني، الهمة اليمانية، التي تطاول الفرقدين.

نتحَـرّك لنبدع، لنعالج كُلّ هذه المشاكل التي نعاني منها، لنواجه هذه التحديات بكل أشكالها، تعاوننا باهتمام وعزم، وتصميم وقوة إرادة، وتفاهمنا، وتحويل كُلّ الجهود والطاقات إلى جهود مشتركة وطاقات موحدة، تصب في اتجاهات موحدة، يمكن أن يباركه الله -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى- فيصنع الكثير، ويتغير لنا الكثير، ويبارك الله لنا في الكثير والكثير.

نحن نعاني وحجم معاناتنا كبير بفعل أولئك المعتدين، المجرمين الطغاة، ولكن لا يعني ذلك أن نبقى مستسلمين أَوْ متفرجين على واقعنا، وعلى معاناتنا، وعلى مستوى مظلومياتنا، لا يكفي أن نئن وأن نتوجع لهذه المعاناة، أَوْ أن نبقى في حالة يأس أَوْ إحباط، |لا|، بل أن نطلق هذه الطاقة الكامنة في داخلنا إلى واقع العمل، لا مُؤَسّسات الدولة تكفي لوحدها وتتحمل لوحدها وتترك لوحدها؛ لتنوء بهذا العبء، وتحمل هذا الحمل، ولا الشعب يبقى هناك لوحده وفيه الكثير من الطاقات والكفاءات، والمبدعين والمفكرين والعمليين، هناك الكثير في بيوتهم يتوثبون توثبا رغبة بكل جد لأي عمل، وهناك الكثير لديهم الأفكار، ولكن حين لا يكون هناك تلاق بين الرسمي والشعبي، بين مُؤَسّسات الدولة ونخب هذا الشعب وكفاءات هذا الشعب وطاقات هذا الشعب وخبرات هذا الشعب، هذا هو الذي ينقصنا اليوم، هذا هو الذي يؤثر إلى حد ما، ويفاقم من معاناتنا ومشاكلنا.

 

[مقتبس من كلمة السيد عبد الملك بعد مرور 1000 يوم من العدوان على اليمن]

قد يعجبك ايضا