صحيفة الحقيقة العدد”398″:القول السديد :دروس من محاضرات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد

معنيون اليوم ببذل كل جهد على كل المستويات، وفي كل المسارات، وبالاعتماد على الله -سبحانه وتعالى- لتماسكنا وصمودنا، حتى يأذن الله بالنصر.

{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.      

من معاني الإسلام العظيمة، و من لوازم الإيمان الكبيرة هو هذا، العزة { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.

 

عندما تركت الأمة الجهاد في سبيل الله ما الذي حصل؟

الأمة الإسلامية حين تركت الجهاد في سبيل الله حصل لديها خلل كبير تربوي أصبح رجالها دون مستوى نساء أعدائهم، وهذا عار.

عار أن يكون الرجل الذي ينتمي إلى الإسلام، أن يكون الرجل الذي يحسب على أنه من أمة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يكون الرجل الذي ينتمي إلى القرآن الكريم ليس عنده من الهمة والبطولة والتحرك والشعور بالمسئولية، مثلما لدى امرأة يهودية، ومثلما لدى امرأة نصرانية، هذا عار، هذا عيب.

خمسة آلاف مجندة أمريكية، نساء أمريكيات، جنديات، نساء أتين من أمريكا، يهوديات ونصرانيات، يحملن السلاح، ويدسن المسلمين. بل يتولين في بعض السجون في العراق تعذيب الرجال المسلمين، فتضع المرأة اليهودية تلك حذاءها داخل فم ذلك الرجل المسلم، وتدوس وجهه بأحذيتها!. أليس هذا عار؟ هذا عار، هذا والله عار.

إن زعيماً عربياً قد مات – ياسر عرفات – كان من يقود الكتيبة التي تحاصره، وتذله، داخل منزله الرئاسي، أو قصره الرئاسي، ومقره في رام الله في فلسطين ضابطة يهودية، حاصرت زعيماً عربياً حتى الموت!. رئيساً عربياً شعبه متفرج عليه، والحكام العرب والدول العربية من حوله متفرجة عليه.

المرأة الأمريكية اليهودية أو النصرانية أتت من أمريكا إلى بلدٍ إسلامي، تحمل سلاحها، بينما أغلب أبناء هذه الأمة قد تركوا أسلحتهم، تركوا أسلحتهم جانباً، وأولئك حتى نسائهم يلبسون السلاح.   

       

  الله لا يريدنا أمة ميته تتداعى عليها الأمم

لم يرد الله لنا أن نكون أمة على هذا النحو، تتسابق علينا الأمم لأنا فريسة سهلة وغنيمة ممتعة ،لم يرد الله لنا أن نكون هكذا ولا ديننا يجعلنا هكذا أمة يعمل بها أعدائها ما يريدون كلما يشاءون ،أي شيء يريدون أن يعملونه يعملونه ،والأمة صامتة ليس لها موقف تجاه ما يعمله هؤلاء بل تترك له المجال ليهيمنوا أكثر فأكثر ويسيطروا أكثر فأكثر ويراد لنا أن لا نغضب وأن لا نتكلم أن لا نعمل شيءً أن نلتزم الصمت والهدوء  { وقرن في بيوتكن}

الأمة أيها الأخوة الأمة وصلت إلى حد رهب جداً متدني جداً من الهبوط فأصبح أبناء أمتنا ميتي الضمير ميتي الضمير ،لا يبالي أن يقتل أبناء الإسلام ،لا يبالي أن تكون أمتنا كأنها مجاميع من الغنم يذبح أعدائها منها يومياً كما أرادوا ،لا يمر يوم ما شرقت شمس وما غربت إلى وهناك دم مسفوك لأبناء أمتنا، أصبح الدم الإسلامي أرخص دم على الأرض ،حتى أنه أرخص من دم الغنم إنه يذبح بالمجان ،قد تحتاج لذبح كبش إلى مبلغ تدفعه ثمن ذلك الكبش أوليس هذا حاصل؟ عندما تريد أن تذبح كبش عليك أن توفر قيمته، لكن الرجل المسلم لا قيمة له إنه يقتل يومياً ،إن أولئك الذين يقتلون يومياً في فلسطين في العراق في الصومال في غيرها من أبناء أمتنا هم منا وحالهم حالنا وما يجرى عليه بالأمس يمكن أن يجري علينا في الغد ،وهذا حاصل أمتنا تسقط بلداً تلوا بلد وتقع تحت وطئه الهيمنة بلداً تلوا بلد وما مر يوم ولا مرت ليلة إلى ويسفك دم وينتهك عرض

عندما تقبل أمتنا بأن تكون أمة مستباحة، أمة تركت مسئوليتها، أمة تسكت على كل جرائم أعدائها بحقها، فالله لن يقبل لها بذلك، ولن يقبل منها بذلك، ويعذب على ذلك بالنار، يعذب على ذلك بالنار، بجهنم، بجهنم.

الله لا يريد من المؤمنين أن يكونوا أذلة أمام الطغاة، أمام المجرمين، أمام المستكبرين، لا.

يريد لهم أن يكونوا أعزة، ولأن في إيمانهم، في دينهم ، في هدي ربهم ما يجعلهم أعزة، ما يربيهم على العزة، ما يزيل منهم كل هذه الحالة من اللامبالاة، ومن موت الضمير، وجمود النفس.

هدى الله يصنع منك رجلاً لا يقبل الظلم والارتهان

في دين الله، في هدي الله، في تعاليم الله، في إرشادات الله ما يصنع منك رجلاً آخر، رجلاً لا يقبل بالظلم، لا يقبل بالظلم، لا يعجبه هذه الحالة أن تهان أمته، وأن يقهر، أن يستذل، أن يتحكم فيه جبابرة ومجرمون ومفسدون، وشر عباد الله، وأسوأ خلق الله، لا يقبل بهذا أبداً، له نفس أبية، له نفس أبية لا تقبل بالظلم، لا تقبل بالإذلال، لا تقبل بالهوان، لا يقبل أبداً وهو مؤمن، مؤمن، مرتبط بالله، عزيز بعزة الله، قوي بقوة الله، لا يقبل بأن يكون هين النفس، لا يقبل بأن يكون جباناً، وأن تكون المرأة اليهودية والنصرانية تلبس سلاحها وتقاتل، ويختبئ هو بين النساء في البيوت، لا يقبل بذلك.

تربية الإسلام، تربية القرآن تصنع منك إنساناً لا تقبل بهذه الأمور التي فيها هوان وذلة وتتنافى مع العزة، بل يصنع منك رجلاً عزيزاً، لأنك عابدٌ لله العزيز، ومنحك من عزته، ثم رسولك عزيز وأنت مؤمن، إيمانك، الإيمان بشكله، الإيمان بتعاليمه، الإيمان بتربيته مصبوغ بالعزة، مشبع بالعزة.

عندما تمتلئ إيماناً تمتلئ عزة.

الإيمان بشكله الصحيح هو مشبع بالعزة.

من لبس ثوب الإيمان؛ لبس معه ثوب العزة، وخلع ثوب الذل.

الذل هناك أمام الله فقط، وأمام المؤمنين، عليهم، أما الطغاة، أما الجبابرة، أما المجرمين الذين دمروا أمتنا وأهانونا، وأذلونا، فلا يجب أن نخلع ثوب الذل أمامهم.

أراد لنا الله أن نكون أمة تعرف أنها أمة مسئولية، ليست أمة مطابخ، أكل وشرب وأَسِرَّة نوم، وانتهى الحال. أمة لها مسئولية، عليها واجب، معها قضية.

أكبر ثروة في الأرض هي ثروة المسلمين، كميات هائلة من النفط، ثم شعوبنا تجوع، وثرواتنا وبترولنا يكون لصالح أعدائنا، حتى أن الدبابات الإسرائيلية والطائرات الإسرائيلية والأمريكية تتحرك بالنفط العربي، بالنفط العربي، ثم يراد لنا أن نكون أمة ميتة الضمير، تقبل بكل شيء، أمة لا تمانع من أي شيء، أمة منفتحة، أمة متسامحة، أمة وسطية، وغير متشددة، يعمل بها أعدائها ما يريدون وتسامح، فليهتكوا عرضاً، وليسفكوا دماً، وليدمروا، ولينهبوا، نحن أمة وسطية، ليس هذا ما يريده الله، ولا ما يقبله الله.

عندما تقبل الأمة بهذا لن يقبل الله بهذا، يعاقب بالنار على ذلك، يعاقب بالنار.

 

الإسلام يربي رجالاً

 

الإسلام – أيها الإخوة – يربي رجالاً يحملون الحديد فيذودون به عن هدى الله، فيواجهون به الطغاة، ويواجهون بالحديد المستكبرين، ويواجهون بالحديد الطامعين الذين يريدون أن يطفئوا دين الله.

إن دين الله يربي رجالاً، ينتج رجالاً، ينتج أبطالاً يخلعون ثوب الذل، وكذلك يكونون بعيداً عن السكينة المسكنة والهوان والإذلال والتعاسة، رجالاً أعزاء بعزة الله العزيز، وبعزة رسوله العزيز، وبعزة القرآن العزيز، أنزل الله الحديد ليكون أبناء الإسلام، أمة محمد، أتباع محمد رجالاً يحملون الحديد فيدافعون بالحديد عن أنفسهم، وبالحديد الذي حمله رسول الله درعاً، وبالحديد الذي حمله رسول الله سيفاً، وبالحديد الذي حمله رسول الله سهماً

    [مقتبس من محاضرات وخطابات السيدعبدالملك بدرالدين الحوثي]

قد يعجبك ايضا