صحيفة ذي سياتل تايمز: أردوغان وجنون العظمة

 

 

يستحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشفقة؛ لأنه دخل في متاهة كبيرة، لا شك أن أردوغان لديه الوقت الكافي للتفكير في متاعب تركيا، وربما يتأمل كيف يهرب من الأحداث للسيطرة على الحكم، فهو الحاكم الأكثر إصابة بجنون العظمة.

تظهر هنا فكرة واقعية بشأن أردوغان، بعد 13 عاما قضاها في السلطة، وحيدا في القصر الواسع ذو التصميم العثماني، فاستطاع استقطاب المجتمع التركي إلى حد العنف.

وجاء في مقال نشرته صحيفة ذي سياتل تايمز يتهم أردوغان المنظمات الإرهابية بالهجوم على مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول، الذي أودى بحياة 44 شخصا، ورئيس وزرائه، بن يلديريم، يتهم مبدئيا ” تنظيم داعش ” الإرهابي بتنفيذ الهجوم، والبيان نفسه كان من الحكومة في أكتوبر الماضي، بعد الهجوم الإرهابي على أنقرة، الذي أودى بحياة 103 أشخاص، ويعد الأكثر دموية في تاريخ تركيا الحديث، وحينها ضم الاتهام خليط من ” داعش ” و ” الأكراد “، لكن المفاجأة أن معظم الضحايا كانوا من الأكراد، ولا يزال الغموض يحيط التفجير.

بالنسبة لأردوغان، كلمة إرهابي تعني المسلحين الأكراد من حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضد تركيا منذ فترة الثمانينات، في جنوب شرق البلاد، والآن يشن الرئيس التركي حملة لا هوادة فيها ضد الأكراد في ظل الحرب السورية، نتيجة للنجاحات الإقليمية الكردية، والرغبة في الحكم الذاتي بشمال سوريا، وهنا يظهر الخوف التركي الرافض لإقامة دولة كردستان وامتداد حدودها.

يلعب أردوغان دورا مزدوجا ومتناقضا مع ” داعش “؛ حيث سمح لفترة طويلة بعبور المقاتلين الأجانب عبر الحدود التركية إلى سوريا والوصول إلى مدينة الرقة معقل التنظيم، وهنا لا يعد هؤلاء إرهابيين، بينما الأكراد إرهابيون بوجهة نظر أردوغان.

يستخدم أردوغان ” داعش ” لمعادة الأكراد، وعلى النقيض، تعد كردستان السورية هي المشكلة الوحيدة من المنظور التركي؛ لأنها عقدت موقف أردوغان من الولايات المتحدة بعد الانتصارات المتعددة ضد داعش، التي لم تحققها تركيا حليف الناتو.

يجد الرئيس التركي نفسه جارا غير مرغوب فيه بالمنطقة، وتسبب في زعزعة استقرار بلاده بسبب دوره في الحرب السورية، وملايين اللاجئين الذين تدفقوا عبر الحدود إلى تركيا؛ لتمسكه بإسقاط الحكومة السورية منذ عام 2011، لكن في النهاية، ذهبت تركيا إلى العنف الذي خلقه أردوغان بنفسه.

ويدير أردوغان ظهره لمحاولة التصالح مع الأكراد، ويعتمد ضدهم وحشية لا هوادة فيها، وهو مستعد للبقاء على قمة السلطة بغرض التغطرس، ولا أحد ينسى الخوف الذي انتابه قبل انتخابات نوفمبر العام الماضي، التي خسرها رغم إظهار نفسه بأنه القوي والمنقذ.

ويحول أردوغان تركيا الإسلامية المعتدلة إلى بلد مسلم منقسم، عبر تقديم مصلحته على الحرية، وهو يلعب على وتر احتياج أوروبا والولايات المتحدة أكثر من احتياجه إليهم، بسبب مشلكة اللاجئين.

قد يعجبك ايضا